أحبطت السلطات الأمنية الموريتانية هجوما إرهابيا، قالت إنه مرتبط بالانتخابات الرئاسية التى بدأ التصويت فيها صباح أمس السبت. وأكد مصدر أمنى موريتاني، أمس، أن شرطة مكافحة الإرهاب تمكنت من السيطرة على مجموعة إرهابية، بعد أن اكتشفتها وقد تحصنت بأحد المنازل فى العاصمة نواكشوط. وأضاف "الشرطة راقبت المنزل الذى اشتبهت فيه، قبل أن تقتحمه وتعرضت لإطلاق نار قوى من داخل المنزل، غير أن نفاد ذخيرة المسلحين مكن الشرطة من استكمال الاقتحام حيث وجدت أحدهم جريحا فيما اعتقلت الآخر". وحسب المصدر فقد "لاحظت الشرطة أن الجريح يحمل حزاما ناسفا، ما استدعى تطويق المكان والعمل لإبطال مفعول الحزام، وهو ما تم بالفعل". وقد بدأ الموريتانيون منذ الصباح التصويت لانتخاب رئيسهم من بين تسعة مرشحين فى اقتراع يهدف إلى إنهاء أزمة سياسية، نجمت عن انقلاب السادس من أغسطس 2008. وفى نواكشوط بدأت طوابير طويلة تتشكل منذ الصباح أمام مكاتب التصويت فى الملعب الأولمبى حيث بدأ التصويت بعد الساعة السابعة. ويتنافس تسعة مرشحين على كسب تأييد 1.2 مليون ناخب مسجلين، موزعين على 2500 مكتب اقتراع متناثرة على أراضى موريتانيا التى تفوق مرتين مساحة دولة مثل فرنسا. ومن المرشحين الأوفر حظا الرئيس السابق للمجموعة العسكرية الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذى استقال فى أبريل من السلطة والجيش ليترشح إلى منصب الرئاسة، مقدما نفسه على أنه "مرشح الفقراء" وداعية "التغيير البناء". وأبرز منافسيه احمد ولد داداه قائد أبرز حزب معارض ومسعود ولد بلخير مرشح الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية المعارضة لانقلاب أغسطس. ومن المرشحين البارزين أيضا العقيد أعل ولد محمد فال الذى قام بانقلاب عسكرى فى 2005 قبل أن يعيد السلطة للمدنيين بعد عامين إثر عملية "انتقالية" كثيرا ما وصفت بأنها كانت مثالية. وكان المرشحون التسعة للسباق الانتخابى الرئاسي، قد أنهوا الليلة الماضية حملاتهم الانتخايبة، على إيقاع تنافس غير مسبوق. ونظم المرشحون أمس مهرجانات خطابية إيذانا بنهاية الحملة الانتخابية التى دامت أسبوعين. وتميزت المهرجانات الانتخابية التى جرت فى مختلف أرجاء العاصمة نواكشوط، بكونها لا تختلف فى مجملها عن سابقاتها حيث طغى عليها تبادل الاتهامات، إذ شن المرشح محمد ولد عبد العزيز هجوما عنيفا على الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع وذويه، حين أكد وجود اتصالات سرية بين من سماه "أبو الفساد المقيم فى الخارج"، واثنين من المرشحين للانتخابات الرئاسية، من أجل حثهما على "استرجاع السلطة لقطب الفساد"، مضيفا أن طبيعة تلك الاتصالات سيكشف عنها لاحقا، على حد قوله. وفى سياق هجومه على الفساد والمفسدين، عرض ولد عبد العزيز رسالة قال إنها تعود لأحد الوزراء المحسوبين على المعارضة فى حكومة الوحدة الوطنية، تضمنت إشعاره لشركة أجنبية بشغله منصب وزير فى الحكومة، مشيرا إلى أن هذه الشركة حولت له مبلغا ماليا إلى حسابه فى أحد البنوك الموريتانية، حسب قوله. وتعهد ولد عبد العزيز، فى ختام مهرجانه الانتخابي، أمام مناصريه، بتسمية الساحة التى عقد فيها مهرجاناته فى حى "عرفات" بنواكشوط باسم "ساحة التغيير"، وأن يحولها إلى روضة غناء، بعد فوزه فى الانتخابات. أما أحمد ولد داده، مرشح حزب تكتل القوى الديمقراطية، فطمأن جميع الموريتانيين بأنه سيكون رئيسا للجميع بمن فيهم خصمه محمد ولد عبد العزيز، متعهدا بتشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل الأشخاص الذين لا يدعمونه، على حد قوله. وأضاف ولد داده أنه لا مجال لتصفيةالحسابات فى حالة فوزه برئاسة الجمهورية.