في مخالفة لحركتها قبيل العطلات حققت البورصة المصرية صعودا جيدا خلال الاسبوع الاول من اغسطس 2013 ليستقبل مؤشرها الرئيسي عيد الفطر المبارك عند أعلى مستوى له في نحو 6 أشهر وتحقق اسهمها مكاسب سوقية بنحو 6.1 مليار جنيه وسط تجاهل لاستمرار الاعتصامات في الشارع. وعلى صعيد حركة المؤشرات القياسية خلال الاسبوع، كسب مؤشر السوق الثلاثيني "أيجي أكس 30" - الذي يضم أكبر 30 شركة مقيدة بالسوق 4.48 % مسجلا 5616.38 نقطة وهو اعلى مستوى بلغه المؤشر في 6 اشهر. وزاد مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "أيجي أكس 70" بنسبة 0.55% لينهى الاسبوع حول مستوي 431.44 نقطة. أما "أيجي أكس 100" المؤشر الاوسع نطاقا في سوق المال المصرية فارتفع بنسبة 1.47% ليغلق عند 743.54 نقطة. وبالرغم من اقتصار تداولات الاسبوع على 4 جلسات، أرتفع رأس المال السوقي للأسهم المقيدة الى 364.4 مليار جنيه مقابل 358.3 مليار جنيه بنهاية تعاملات الاسبوع الاسبق. اوراسكوم والفائدة وقال محسن عادل، نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل و الاستثمار، ان السوق تدعمت بعدة عوامل اهمها ضخ سيولة جديدة ناتجة عن اتمام صفقة بيع شركة اوراسكوم للانشاء و الصناعة. وبدآت البورصة خلال الاسبوع الاسبق تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة استحواذ "أو سي آي إن في" على شركة "أوراسكوم للإنشاء والصناعة"، وهو الجزء الخاص بمبادلة الأسهم المصدرة لشركة "أوراسكوم للإنشاء والصناعة"، بأسهم في الشركة التي قامت بالاستحواذ، وهو ما تجاوزت قيمته نحو 4 مليارات جنيه مصري. وبموجب الصفقة استحوذت شركة OCI.N.V على 97.4 % من أسهم شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة، وذلك في ضوء عرض الشراء الإجباري الذي تقدمت به في 27 يونيو 2013. واضاف ان السوق استفادت من قرار البنك المركزي الغير متوقع بتخفيض اسعار الفائدة بواقع 50 نقطة أساس قبل اسبوع مما ساهم في تحسن الحالة النفسية للمتعاملين. ووافقه الرأي وائل عنبة رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لمجموعة ادارة محافظ مالية قائلا ان تخفيض سعر الفائدة يعد اول محركات عجلة النمو للخروج من الركود. اموال العرب ومن العوامل التي القت بظلال ايجابية على السوق، ذهب عادل الى ان استقبال مصر لدعم مالي بمليارات الدولارات من دول الخليج العربي ساهم في خفض الضغوط على الجنيه المصري مما عزز حركة البورصة حيث ان استقرار العملة يطمئن الاجانب حيث يكفل لهم خروج يسير من السوق في اي وقت. ورغم ذلك لفت نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار الى ان انحسار المخاوف بشأن العملة مازال يقتصر على الأمد القصير وبالتالي فانه من غير المتوقع أن يقبل الأجانب على الشراء بكثافة خلال هذه الفترة وهو ما يفسر قيادة الافراد لصعود السوق. الازمة السياسية وقال محسن عادل ان الاسبوع شهد طرح مشاورات ومناقشات لسبل حل الازمة السياسية بين الحكومة وانصار الرئيس المعزول محمد مرسي مما اعطى تفاؤلا بامكانية التوصل الى حل سياسي للازمة وهو ما انسحب على حركة السوق. ولفت الى ان التحسن الحقيقي للسوق مازال رهنا بانتهاء الازمة السياسية وعودة مؤسسات الدولة للعمل بصورة طبيعية بعيدا عن التناحر الموجود على الساحة حاليا. وتلقت البورصة دعما جزئيا من سهم عز الذي حافظ على اغلاق اخضر لجلسة الثلاثاء التي شهدت ميل بعض المستثمرين لتسييل محافظهم قبيل عطلة عيد الفطر المبارك بعد إخلاء سبيل مؤسس الشركة فى قضية تراخيص الحديد. ترقب لعقب العيد وذكر عادل ان عمليات الشراء في الفترة الأخيرة كشفت عن اتجاه المستثمرين الى تكوين مراكز ترقبا لتطورات الاحداث بعد عطلة العيد فمن منظور العوامل الأساسية جاءت النتائج الفصلية متوافقة مع التوقعات أو أفضل منها وهو ما يظهر قوة الاداء المالي لعددا من الشركات. و اضاف ان موقف المستثمرين الاجانب يمكن تلخيصة في انهم "يتطلعون لاستقرار سياسي قبل أن يعززون مراكزهم في مصر لهذا فلن يتضح الموقف بشأن نتائج الشركات أو العملة حتى تتضح آفاق الاقتصاد الكلي". ورغم ذلك، اكد نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل و الاستثمار ان هناك شعور بأن الأمور ستصبح على ما يرام بعد عودتهم من العطلة منوها الي انه تبدو نهاية الضغوط السياسية وشيكة وسواء حدثت بشكل سلمي أو باستخدام القوة فإن ذلك سيحدد اتجاه السوق بعد العيد. جني ارباح بالافق وافاد وائل عنبة ان السوق تترقب موجة من البيع بهدف جني الارباح بعد تحقيق ارتفاعات كبيرة خلال الجلسات الماضية. وقال "جاء وقت جني الارباح الوجوبي على خريطة الاتجاه العام للمؤشر .. المؤشر الان حول رقم 5620 نقطة". ووافقه الرأي صلاح حيدر خبير اسواق المال قائلا ان مؤشرات البورصة المصرية واجهت ميل الى التراجع خلال بعض اوقات العمل خلال الاسبوع الاخير في رد فعل طبيعي على تحقيق ارتفاعات سابقة مما ينبئ يقرب جني الارباح. يذكر ان البورصة المصرية سجلت ارباحا سوقية بنحو 14.5 مليار جنيه خلال شهر رمضان المبارك ليصل راسمالها السوقي الى 366.6 مليار جنيه مقابل 352.1 مليار جنيه فى آخر جلسات شهر شعبان. وافاد التقرير الاسبوعي الصادر عن البورصة المصرية بأن سوق الأسهم استحوذت على 96.6 % من إجمالي قيمة التداول داخل المقصورة واستحوذت المؤسسات استحوذت على 43.7 % من المعاملات في البورصة وكانت باقي المعاملات من نصيب الأفراد. وسجلت المؤسسات صافي شراء بقيمة 122.5 مليون جنيه بعد استبعاد الصفقات. واستحوذ المصريون على 72.4 % من إجمالي تعاملات السوق، بينما استحوذ الأجانب غير العرب على نسبة 18.25 % والعرب على 9.3 % بعد استبعاد الصفقات. وسجل الأجانب غير العرب صافي بيع بقيمة 142.8 مليون جنيه بينما سجل العرب صافي بيع بقيمة 49.2 مليون جنيه وذلك بعد استبعاد الصفقات.