بدأ البابا بنديكتوس السادس عشر الذي تعرض لاعتداء في بداية قداس منتصف الليل، في صحة جيدة عند اطلالته ظهر الجمعة من شرفة كاتدرائية القديس بطرس لتقديم المعايدة البابوبة. وبدا البابا مبتسما امام عشرات الاف المؤمنين الذين تجمعوا في الساحة الرئيسية للفاتيكان قبل ان يوجه معايدته "الى المدينة والعالم" لمناسبة الميلاد ويقابل بالتصفيق والهتاف. وهاجمت امراة تعاني من خلل عقلي البابا مساء الخميس في بداية قداس منتصف الليل وطرحته ارضا الا انه نهض على الفور واتم القداس بشكل طبيعي. وأعرب الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو عن "تضامنه الكبير" مع البابا بينما أكد رئيس الحكومة سيلفيو برلوسكوني "تعاطفه" هو والحكومة مع البابا. وعبر اتحاد الجالية اليهودية في ايطاليا باسم رئيسه رينزو غاتينيا عن "ارتياحه ورضاه" لتجاوز البابا هذا الحادث من دون صعوبات. وقال البابا امام الحشود "حيال نزوح اولئك الذين يهجرون ارضهم ويدفعهم الجوع او التعصب او التدهور البيئي بعيدا، فان الكنيسة كيان يدعو الى استقبالهم". واضاف ان المجتمع يتأثر حاليا "بعمق باخطر ازمة اقتصادية، لكنها ايضا اخلاقية في الدرجة الاولى، كما يعاني من الجروح المؤلمة الناتجة من الحروب والنزاعات". وعرض الأزمات التي يشهدها العالم منطلقا من الارض المقدسة حيث ولد السيد المسيح. ودعا مجددا الى التخلي "عن اي منطق يدعو الى العنف او الانتقام" والى "الالتزام" ب"قوة" و"بلا تردد" ب"طريق التعايش السلمي". وتمنى الحبر الاعظم في رسالته التي نقلتها قنوات التلفزة في مختلف انحاء العالم عيد ميلاد مجيدا لكل الشعوب والامم في 65 لغة. الجدير بالذكر أنه مساء الخميس الماضي، هاجمت امرأة البابا فيما كان يتقدم في الكاتدرائية برفقة ثلاثين كاردينالا. وأمسكته من ياقته وطرحته ارضا قبل ان يسيطر عليها الحرس. واستجوب درك الفاتيكان المرأة وهي تحمل الجنسيتين الايطالية والسويسرية وتدعى سوزانا مايولو، ثم اقتيدت الى مستشفى حيث ستخضع للعلاج بحسب الاب فديريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكان. ولدى سؤاله حول امكان ملاحقتها قضائيا، اكد لومباردي ان القضاء في الفاتيكان "معروف بتسامحه". واضاف ان المرأة (25 عاما) حاولت القيام بالشيء نفسه العام الماضي عند نهاية قداس منتصف الليل. وقال لومباردي للصحافيين انه من غير الممكن تأمين الحماية بنسبة 100% للبابا الا اذا اقيم جدار بينه وبين المؤمنين وهو "امر مستحيل". واثناء الحادث سقط الكاردينال الفرنسي روجيه اتشيغاراي (87 عاما) ارضا واصيب بكسر في عظم الفخذ وادخل مستشفى جيميللي في روما حيث سيقرر الاطباء كيفية علاجه، بحسب وكالة الانباء الايطالية. واكد الاب لومباردي ان وضعه مطمئن. والمعروف أنه هذا هو ثاني اعتداء يثير ضجة خلال اسبوعين في ايطاليا، حيث في 13 من شهر ديسمبر الحالي، رشق رجل يعالج منذ عشر سنوات من اضطرابات نفسية برلوسكوني بتمثال صغير لكاتدرائية ميلانو فاصابه في وجهه. والاربعاء، شكر برلوسكوني للبابا دعمه بعد الاعتداء.