لطالما ألهمت الأوديسا وصراع الأله الكثيرين , ومازالت أساطير الألهه اليونانيه تستفز ملكات الفنانين والعلماء , وترسخ حقيقة لا جدال فيها , أن الخيال هو السبب الحقيقي وراء التطور والتقدم ,وما نجح احد من العلماء في أن يضيف علي واقعنا إلا بعدما أخذت الافكار مكانها في غرف الخيال , يعتبره البعض أنه جنون , وقد ينظر اليه الأخرين كانه إفك أو هرقطه , او كفر , وتبقي الفسلفه والعلم يأتي كنتيجة حتميه لها , عملا فكريا محضا لا تستطيع قوه في الأرض كلها أن توقفها حتي ولو كانت الهه اليونان بنفسها. ومما يلفت الإنتباه في الحضارات الوثنيه التي عبدت الهه كثيرة ومتعدده كحضارة الرومان واليونان , وحتي الحضاره المصريه القديمة , أن الألهه كانت تستمد قوتها ممن يعبدونها , فكلما زاد عدد المريدين , كلما زادت التبرعات والأوقاف والهدايا لمعابد الإله المعبود , فتزداد ثروة الكهنه وكلما زادت الثروه كلما زادت السطوة والنفوذ , ومع زيادة السطوة والنفوذ يزداد الظلم , فيزداد التضرع , وتذبح الأضاحي , علي مذابح المعابد , حتي يصدم الناس برد دعواهم , فيكرهون هذا الإله ويعاقبونه , ويتركون عبادته إلي عبادة إله جديد , يبدأ طيبا ومحسنا , حتي تعاد الكره. وبذلك ضمن الحكام , الهاء شعوبهم , بمن يعبدون , تنسج القصص والأساطير , وتتكلم الألهه , وفي بعض الأحيان يتحول الأباطره بعد موتهم لألهه تعبد مره اخري وتضيف إلي قائمة المعبودين معبودا جديدا. هكذا تحدث هيرومس , وحول هذا المحور كتبت الإلياذه , وبفلسفه اعمق كتب دانتي الكوميديا الإلهيه. وبعد ظهور ديانات التوحيد , ورسالات السماء , بطبيعة الحال توجه الناس للإله الأحق بالعباده , فزويت الوثنيه بين طيات التاريخ , ومات الكهنه , ولم يتبقي منهم الا قصص وروايات واثار المعابد التي يزورها الناس ويرونها , ومع ذلك ينسون فلسفتها , والدروس التي يمكن ان يستفاد منها , فما بين سحل هيباتا , وتعريتها وقتلها كما الكلاب الضاله , وحرق المهرقطين الذين يدعون ان الأرض كرويه , يظهر بين الفينة والأخري اقوام علت وجوههم ملامح ثابته , وتفوح افواههم بنفس رائحة الكلمات. هل يبقي أمون إلها حينما ينزوي عنه الناس , وهل يحل محله رع إلها بديلا , ام ان أخناتون سيسود الأرض بدعواه للتوحيد , مامصير المعابد والألهه والكهنه , وما مصير السياسه في ظل اله واحد , وكيف نحكم الناس والشعب وهم يعلمون أن ربهم واحد وما عاد احد يتكلم بإسمه هكذا كان يفكر الكهنه الذين حاربوا أخناتون. هذه هي المعضله الأساس , خرج علينا شيوخ إتفقوا في الكيفيه والنتائج مع الوثنيه وإختلفوا في المسميات والدعاوي , يتبعهم الناس بمئات الألوف , حتي يضمنوا الخلاص من المعاصي , ويرطبون قلوبهم بمسكنات الضمير , يعدون بالجنه لمن يتبعهم , ويخرجون منها كل من يفكر مجرد تفكير في أن يخالفهم. شيوخ إتفقوا مع زيوس وهرقل وأمون ورع في أنهم يصبحون نجوما وسادة كلما زاد عدد أتباعهم , وتمليء كروشهم بقوت الناس , يلتحفون بجلود ضحاياهم , علي مذابح الإيمان في معابد البشر. أوليس هذا هو نفس المنطق , هل نظر أحد الأتباع إلي حال هؤلاء الشيوخ , وكيف ينتفخون ماديا , وكيف يتلقون اموالا تحت دعاوي التبرعات والمساعدات , تماما كما كانت تجمع الأموال في المعابد , تماما كما كانت صكوك الغفران , تماما كسداد ديون مصر ودعاوي التخلص من المعونه الأمريكيه. ألم أقل لم انه نفس المنهج , ولكن بإختلاف المسميات. ما الفارق بين هذه الأموال , وهذه التبعيه , وبين اموال الهبات لالهه روما او الفراعنه. هؤلاء الألهه جميعا إتفقوا في كل شيء , وأهم ماأتفقوا فيه أنهم يذكرون ويعلون بزيادة عدد أتباعهم , ويصبحوا في عداد المفقودين حينما ينصرف عنهم الناس , فأي إله تعبدون؟ يقولون لحوم العلماء مسمومه , وماهم بعلماء , وعلي من يريد التأكد من هذا فعليه ان يبحث عن معيارا كي يقيس به من يعبد او من يحب. يقولون ذلك ليس إلا لحماية لحومهم ممن يفكرون ويتعمقون ويكشفون خداعهم وزيفهم. اليوم نجدهم يجرون هرولة لشيخ الأزهر , كي ينتسبوا لقامه , حتي يظهروا في نفس الصورة , نفس الصورة التي كانوا فيها مع ألهة الحكم في مصر , أوليسوا كذلك , أخرجوهم منها , فأرادوا ان يقتاتوا علي قلوب الناس , بالعودة إلي الأزهر وكنفه. والأعجب من ذلك ان احدهم , خرج إلي بلد عربي جار لنا , فقوبل بالرفض الشديد , لقد ظن الرجل أنه الها يعبد في كل الأرض ونسي ان مؤيديه في حيز من الأرض , هكذا يأخذهم الغرور صدقوني , كما زويت وأفلت نجوم الوثنيه , ستأفل نجوم مدعي العلم. هل وصلت الفكره أم أحسب أنني أسهبت , واخاف أن يغضب علي الإله زيوس , أو الشيخ زيوس. علاء سعد خبير وإستشاري نظم المعلومات