توجه متحدث باسم نقابة الأئمة والدعاه إلي الرئيس مرسي بطلب من أجل الموافقة على اقتراح بمشروع قانون كادر أئمة وزارة الأوقاف واتخاذ اللازم , وإحالة المشروع بقانون إلى الجهات المختصة. موضحا أن الأئمة هم الفئة الوحيدة التي لم تحصل علي أي تحسين لمعيشتهم بعد الثورة بل تم خصم أكثر من نصف التحسين الخاص بهم .. ويأتي هذا المشروع في إطار دعم السادة الأئمة واستقلالهم وتحسين معيشتهم وإصلاح شئونهم المالية والإدارية والدعوية نظرا لسمو رسالتهم وعظم مسؤوليتهم . وفيم يلي نص المذكرة: الحمد لله الذي مَنًّ علينا بالإسلام والتوحيد و جعلنا من أهل السنة والجماعة، وأرسل إلينا خير رسله و خاتمهم محمدًا بن عبد الله "صلى الله عليه وسلم"، الذي تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.. صلي الله عليه وعلي أله وصحبه وسلم .. أما بعد : إن الناس جميعاً في أمس الحاجة إلي الإمام المستنير كي تبعث فيهم روح الأمل والرجاء وبخاصة في هذه الفترة العصيبة من عمر الزمن فأعداء الإسلام يتربصون بنا الدوائر .. وأنه لا صلاح لنا ولا خلاص لأمرنا إلا بالعودة إلي الله ولا نهضة لهذه الأمة إلا إذا انصلح حال الدعاة.. وعاد المسجد إلي سابق عهده والي دوره الريادي وقام فيه داعية مستنير وخطيب مؤثر ينادي يا معشر المسلمين يا أمة الإسلام إن الله عز وجل يدعوكم إليه "ففروا إلي الله إني لكم منه نذير مبين ولا تجعلوا مع الله إلهاً آخر إني لكم منه نذير مبين" الذاريات "50-51". ولقد ظل العلماء على مدار حقب التاريخ عصب الأمة ، وعماد نهضتها ، وقادة انتصاراتها ، ولا زالت صفحات التاريخ تحفظ لنا أمثلة عظيمة شاهدة على أن هذا الدور لا يمكن أن يكون لغير العلماء العاملين المخلصين ، أمثال سعيد بن جبير ، ومالك بن أنس ،والحسن البصري ,وأحمد بن حنبل ،والغزالي ، والعز بن عبد السلام ، وابن تيمية والنووي ، والتبريزي ، وشمس الدين شيخ محمد الفاتح ، وجاد الحق .. وغيرهم كثيرون لهم عظيم الأثر في وقف المد الاستعماري بكل أشكاله وصوره . ولذلك كانت المطالبة بكادر خاص للأئمة والخطباء ، وحصانة تكفل لهم الجهر بكلمة الحق دون أن يخافوا من تسلط سلطان ، وبما يعيد لهم قدرهم واحترامهم بين الناس ، كادر يحرر أذهانهم من الانشغال بتدبير لقمة العيش وتوفير متطلبات أسرهم وحاجات أبناءهم ، كادر يوفر لهم الوقت للاستزادة من العلم وتحصيله وتحليل الواقع ومشكلاته ، لإيصال رسالتهم للناس واضحة جلية لا لبس فيها ولا غموض ولا استغراب ، كادر يحملهم على معايشة مشكلات المجتمع والتفرغ لإيجاد حلول لها قائمة على هدي القرآن والسنة ، كادر يساوي الأئمة والخطباء بكثير من فئات المجتمع التي يجمع الإمام والخطيب كثيرا منها في وظيفته فهو خطيب على المنبر ، وإمام في الصلاة ومدرس في قبلة مسجده كل يوم ، ومصلح اجتماعي ، وقاض يحكم بين الناس في منازعاتهم ، وطبيب يطبب للناس قلوبهم ... وأئمة المساجد هم عصب الأمة والذين لا يألون جهداً في تحقيق الأمن والاستقرار وغرس روح الضمير والهمة في أبناء الوطن وتحقيق الانتماء والوطنية بين جميع أفراد الأمة ..وردع الظالم والخارج عن القانون وتبصيره بأمور دينه وتبليغ آيات الله في الثواب والعقاب من أجل صلاح الفرد في الدنيا ونيله الجزاء الوفي في الآخرة .. السيد الفاضل /رئيس الجمهورية : نحن نناشد كم النظر بعين الاعتبار لهؤلاء الذين اصطفاهم الله لحمل دعوته ورعاية أمانته وصيانة عهده وتحقيق وعده.. اختارهم هم لا غيرهم لتعيلم الناس دين الله وشرعه الحنيف و بسطه بين أيديهم ""ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا" "فاطر 32" وقال تعالي :"وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ [السجدة : 24] فهم يؤدون ذلك في سهولة ويسر لا تشدد ولا عصبية عملاً بقول رسولنا صلي الله عليه وسلم :"إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق" "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وابشروا واستعينوا بالغدوة والروحة......." (البخاري). وإن مطالبتنا بكادر للأئمة والوعاظ ، حتى لا يتحكم فيهم سلطان جائر، ولا توجههم نظم ليحللوا لها الظلم والاستبداد . وإنما يكونوا أحرارا يتوجهون من منطلق المسؤولية التي تعلقت برقابهم ، والميثاق الذي أخذه الله عليهم . وانطلاقا من كل ما سبق فإننا نطالب بكادر يصون للأئمة حقوقهم ويحفظ لهم كرامتهم ، ويضمن لهم عيشة كريمة ..ويعينهم علي التبليغ لرسالات الله والعمل من أجل صالح دينهم وأمتهم وأوطانهم . والله ولى التوفيق. والله يقول الحق وهو يهدى السبيل.