العلماء وأئمة المساجد لهم دور بارز في درء الفتنة وتهدئة الناس وتوجيههم إلي ما فيه الخير والسعادة لهذا الوطن.. بما حباهم الله من علم وحكمة: "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" "النحل: 125". وقال تعالي: "وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون" "التوبة: 122". وقال تعالي: "ومن أحسن قولاً ممن دعا إلي الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين" "فصلت: 33". وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "انفذ علي رسلك حتي تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلي الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم" "أحمد". فيا أخي الداعية: أنت تحمل أفضل رسالة وأعظم مهنة فلا تستهن بنفسك ولا تنتقص من قدرها فأنت عند الله عظيم وغال. لا لأنك تحمل رسالة الانبياء فحسب بل إنك تدعو إلي طريق الله المستقيم فتأخذ بأيدي الحياري المذنبين لتنجيهم من هول الجحيم إلي جنة رب العالمين.. من ذل المعصية إلي عز الطاعة.. من ظلام الجهل إلي نور العلم. أخي الداعية: إن الناس جميعاً في أمس الحاجة إليك كي تبعث فيهم روح الأمل والرجاء وبخاصة في هذه الفترة العصيبة من عمر الزمن فأعداء الإسلام يتربصون به الدوائر ولكن الذي يبعث فينا الأمل ويبث في نفوسنا الرجاء أنت يا من تبلغ عن الله قوله تعالي: "إن الدين عند الله الإسلام" فهذا القول يهزنا من الأعماق. فنفيق علي أن شمس الإسلام لا تغيب ولن تغرب وأن الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر وأن الذباب لن يحجب ضوء الشمس.. وأن القافلة تسير مهما عوت الذئاب. وأقسم لك يا أخي الداعية: أنه لا صلاح لنا ولا خلاص لأمرنا إلا بالعودة إلي الله ولا نهضة لهذه الأمة إلا إذا انصلح حال الدعاة.. وعاد المسجد إلي سابق عهده وإلي دوره الريادي وقام فيه داعية مستنير وخطيب مؤثر ينادي يا معشر المسلمين يا أمة الإسلام إن الله عز وجل يدعوكم بقوله "ففروا إلي الله إني لكم منه نذير مبين ولا تجعلوا مع الله إلهاً آخر إني لكم منه نذير مبين" الذاريات "50 - 51". أخي الداعية: إن الله قد اصطفاك لحمل دعوته ورعاية أمانته وصيانة عهده وتحقيق وعده.. اختارك أنت لا غير فلا تتقاعس.. علم الناس دين الله وشرعه الحنيف وأبسطه بين أيديهم "ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا" "فاطر: 32". وليكن ذلك في سهولة ويسر لا تشدد ولا عصبية "إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق". "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة......" "البخاري". واقرأوا يا إخوة فإن الأمة تنتظر قطوف قراءتكم.. اقرأوا استجابة لأول أمر إلهي نزل في القرآن الكريم "اقرأ باسم ربك الذي خلق" "العلق 1" اقرأوا فالقراءة استزادة من العلم "وقل رب زدني علماً" "طه 114". واقرأوا لتجددوا ولتجددوا غيركم ولتتغيروا وتغيروا الناس "إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم" "الرعد 11". والتغيير والتجديد هو سنة الله في كونه كما يقول صلي الله عليه وسلم: "إن الله تعالي يبعث علي رأس كل مائة سنة من يجدد للأمة دينها" أبوداوود والحاكم. واحرصوا أيها السادة علي أمن وأمان واستقرار هذا الوطن فالأمن هو السبيل الوحيدة للرفعة والنهضة والتنمية والتقدم والازدهار. واحرصوا علي وحدة نسيج هذا الوطن بغرس روح المواطنة بين ابنائه الشرفاء الأوفياء "مسلمين وأقباطاً" "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" "البقرة: 256" "الدين لله والوطن للجميع". الدين للديان جل جلاله لو شاء ربك وحد الأقواما. واحرصوا علي غرس روح الانتماء في نفوس أبناء هذا الوطن الحبيب فبالانتماء تكون العزة والكرامة والكبرياء والرفعة والنصر.. والله أسأل أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه "فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب" "الزمر 18 - 17". دور العلماء في المحافظة علي الأمن بالمحافظة علي أهداف الثورة ونتائجها البيضاء. فيا علماء الأمة ها هو شعبنا الحر الكريم يأخذ أمره بيده. وينفض عن نفسه أسباب المهانة التي حاول النظام البائد الفاسد تكريسها. بل ها هو شعبنا البطل بكل طوائفه وأعماره يتصدي بمنتهي الوعي لكل محاولات الالتفاف علي حركته السلمية البيضاء. ويبطل كل محاولات الخداع المكشوف التي يحاول أزلام النظام البائد القيام بها. وينتبه بمنتهي الذكاء والإيجابية لمحاولات النظام المخلوع إثارة الفوضي والفتنة من خلال التفريغ الأمني وإطلاق البلطجية وأرباب السوابق لترويع الآمنين من شعبنا الكريم وتجويعهم. علي أمل أن ينصرف الشعب عن مطالبه الواضحة العادلة إلي تأمين أشخاصهم وبيوتهم والجري وراء لقمة عيشهم. فأنشأ شباب الأمة اللجان الشعبية المباركة لحماية المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة وأداء واجب البر والخدمة الاجتماعية. وتجاوب الشعب معهم تجاوباً رائعاً. وكان للعلماء وأئمة المساجد دورهم الكبير في تنظيم هذه العملية الرائعة. ولايزال أمام المساجد والعلماء دور عظيم لاستكمال هذه المهمة. يتخلص معظمه فيما يلي: 1- لابد للعلماء من توعية جماهير الشعب بهذه الحركة السلمية وأهدافها المشروعة. ووجوب التعاون معها. باعتبار ذلك من أهم أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. بل من أفضل صور الجهاد. كما قال النبي صلي الله عليه وسلم: "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" وما دامت الأمة تقوم بهذا الواجب فهي محل لنصر الله وتأييده إن شاء الله. 2- لابد للعلماء من توعية الشباب القائمين بمهمة الحماية للمؤسسات والممتلكات العامة والخاصة بأهمية الدور الذي يقومون به. وتذكيرهم بحديث النبي صلي الله عليه وسلم أن إحدي العينين اللتين لا تمسهما النار: "عين باتت تحرس في سبيل الله". وأنهم بهذا العمل قد أدوا عملاً عظيماً ووقع أجرهم علي الله. والله لا يضيع أجر المحسنين. 3- لابد للعلماء من التذكير المستمر بحرمة الدماء والأموال العامة والخاصة كحرمة الكعبة في يوم الحج الأكبر كما قال الصادق المصدوق صلي الله عليه وسلم: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا". 4- علي العلماء أن يقودوا عملية البر والخدمة المجتمعية المستمرة لهذه الجهود ويجعلوا المساجد منطلق هذه الحركة المباركة ويكونوا في مقدمة الصفوف باعتبارهم محل ثقة الأمة وتقدير الناس والقدوة في كل بذل وتضحية. ولا مجال للتقاعس أو التردد في أداء هذه المهمة. مع تقديم المواعظ المستمرة والتوجيه. الشرعي المستمر عقب الصلوات والقنوات في الصلاة حتي تنجلي هذه الغمة ويأتي فرج الله القريب. علي العلماء توعية جماهير الأمة بصعوبة الظرف الذي نعيش فيه. وأن من الواجبات المهمة عدم التزاحم علي تخزين الأطعمة والاحتياجات حتي لا تحصل فوضي في هذا الظرف. وعلي العلماء تنمية معاني التكافل الاجتماعي فيما بين شباب وأسر الأحياء التي يقيمون فيها والعمل علي حسن توزيع الاحتياجات علي الأسر والبيوت بشكل جديد ومنظم وتفعيل كل صور البر والعمل الخيري في المجتمع.