يكثر في هذه الأيام الحديث عن تجديد الخطاب الديني ويقصد بالخطاب الديني المحاضرة الدينية وتعتبر خطبة الجمعة من أشهر نماذج الخطاب الديني وبالتالي فإنه يمكن القول إن البحث في شروط تجديد الخطاب الديني بمثابة البحث في شروط خطبة الجمعة ويمكن تلخيص مواصفات الخطاب الديني النموذجي بحيث يجب ان تكون مدة إلقاء الخطاب الديني معقولة بحيث لا يكون الخطاب الديني بالقصير المخل أو بالطويل الممل. ويجب إلقاء الخطاب الديني بلغة واضحة لا لبس فيها ولا غموض ويجب أن يتناول موضوعاً واحداً وليس عدة مواضيع ويجب ارتقاء مستوي الخطاب الديني إلي الدرجة التي يكون مفضلاً فيها عن الايمان بالله مصدقاً لقوله تعالي: »كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله« ويجب قيامه علي الحكمة والموعظة الحسنة مصداقاً لقوله تعالي: »ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة«. وعلي الحوار الحسن مصداقاً لقوله تعالي »وجاد لهم بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كإنه ولي حميم« وقيام الدعوة في الخطاب الديني علي البصيرة مصداقاً لقوله تعالي »قل هذه سبيلي أدعو إلي الله علي بصيرة أنا ومن اتبعني« وعلي الطرق الشرعية وأن يكون الداعية الإسلامي كالسراج المنير مصداقاً لقوله تعالي »يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلي الله بإذنه وسراجاً منيراً«. وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف »بلغوا عني ولو آية« وينقسم هذا الحديث النبوي الشريف إلي ثلاثة مقاطع المقطع الأول »بلغوا« وهو تكليف والمقطع الثاني »عني« وهو تشريف والمقطع الثالث »ولو آية« وهو تخفيف وبالتالي فإن الخطاب الديني يجب أن يكون تكليفا وتشريفا وتخفيفا. كما يجب قيامه علي التوافق بين الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة حيث إن السنة النبوية المطهرة هي المذكرة التفسيرية للقرآن الكريم.. وعلي ثوابت الدين الإسلامي. د.سميح أحمد محمود إبراهيم كلية التجارة جامعة الزقازيق