بقلم رمضان الحلواني الدعوة هي تبليغ الإسلام إلى النَّاس كافَّة .. وحثّهم على الدخول فيه أو التزامه .. وتعليمهم إيّاه وتربيتهم على معانيه من خلال الأساليب والوسائل المأذون بها شرعاً .. والتزام ذلك في حياة الداعي والمدعو .. ولابد من التأكيد على أن الدعوة مفهوم يتسع لكل عمل صغير أو كبير يسهم في نشر الخير بين الناس وفي هدايتهم ويقربهم من الله ويبعدهم عن الشيطان .. والدعوة أمر من الله .. فيقول تعالى ..(أدع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن) النحل 125 .. وقوله (وادع إلى ربك و لا تكونن من المشركين) القصص 87 .. وقال ابن تيمية رحمة الله عليه ( الدعوة إلى الله هي الدعوة إلى الإيمان به و بما جاءت به رسله بتصديقهم فيما أخبروا به و طاعتهم فيما أمروا ) . ما دعانى الى التحدث فى هذا الموضوع هو ما قام به الداعية الاسلامى الشيخ محمد حسين يعقوب بوصفه الاستفتاء على التعديلات الدستورية بأنه غزوة الصناديق .. كما قام بتقسيم الناخبين الى فسطاطين فسطاط دين على حد قوله وفيه أهل الدين وهم من قالوا نعم أما من قالوا لا وصفهم بأنهم من الناحية الثانية ويقصد بهذا أنهم ليسوا من فسطاط الدين .. ودعا الشيخ جميع المسلمين أن يكونوا خلف الشيوخ وأن يتأكدوا أنه إن قال الشيخ أه يبقى أه على حد قوله حتى إن كان هذا يعارض قناعة من سيخلف هذا الشيخ .. بهذا يدعونا فضيلة الشيخ الى كهنوت الدين انك تسال الشيخ قبل ما تخطو اى خطوه فى حياتك وتستجيب لرأيه دون التفكيرفى حرمة هذا الرأى .. ومن كهنوت الدين يدعونا أيضا فضيلته الى كهنوت السياسة انك تسأل الشيخ اقول نعم أم لأ ومن أختارفى الانتخابات .. فهل هذه هى الدعوة من وجهة نظر شيخنا الجليل ... كلنا نرى فى دعاتنا القدوة فإن ذهبت القدوة ذهبت معها كل معانى الانسانية فالقدوة دعوة صامتة .. والتأثير بالأفعال أشد وأبلغ من التأثير بالأقوال ..أدع بحالك قبل مقالك .. فالأنظار إليك أسرع .. والخطأ منك أوقع .. والنقد عليك أشد .. يقول الله تعالى .. (كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) الصف 3 .. ما قاله شيخنا الجليل لايمت للدين بشئ وينبئ عن عدم فهم للمقصود من هذا الاستفتاء وأتساءل ما رد فعل هذا الخطاب على الاخوة الاقباط هل سيزيد حبهم للمسلمين ويوحد معهم الصفوف .. أم يحضهم على كره المسلمين من بعد ما ذكره الشيخ يعقوب فى خطابه والذي يدعوا لطردهم من البلاد بقرار الاغلبية .. تذكروا أيام النهضة الاسلامية والجهاد ضد الصليبيين والتتار وكيف كان لعلماء الدين دور هام فى جعل الجميع يد واحدة.. نحن نحتاج الى علماء المسلمين الاجلاء المتزنين حتى نصلح السياسة . يا شيخنا يجب ان تعلم انك بهذا الخطاب توقظ الفتنه في بلد آمن .. ليس بين المسلم والمسيحي فقط وإنما ايضا بين المسلم وأخيه المسلم .. إن كنت تتصور أن إبداء الرأي معركه فيها المنتصر والخاسر فقط ذل فكرك قبل ان يذل لسانك لان كلا الطرفين يأملان رفعة الوطن وكرامة من فيه فهدفهما واحد لا جدال رغم اختلاف الرؤي ....أما ما تعتقده غزوة فهو ليس بغزوة وإنما هو حراك وطني بين أبناء الوطن الواحد .. حراك يصبو الي الافضل . شيخنا الفاضل لا شك اننا نحترم شيوخنا ولكننا لابد أن نوضح للآخرين مسلمين واقباط أن الدين هو العدل الحقيقى وهو أيضا حرية الرأى والتعبير وأنه لايضيع حق إنسان على وجه الأرض مهما كانت ديانتة ولا ينتهك حرمات أو يغتصب حق أحد .. فارجو من فضيلتكم أن يكون الحديث بالعقل والحكمة مع مراعاة الوضع الراهن وخطورته لأننا فى وقت إتهامات وريبة شديدة بين الناس . ونريد أن نعرف الناس أن الدين إنتشر بسماحة الأسلام وليس العكس .. وأن الدين يقبل أى حوار من أى إنسان مهما كانت ديانتة ويحترم رأيه... قان رسول الله صلى الله علية وسلم .. تقبل الحوار حتى الغير مقبول .. عندما قال له رجل إئذن لى بالزنا ولم يقتلة أو يسمح لأحد من الصحابة أن ينهرة ولكن كلمة بصوت العقل وقال له هل ترضاة لأمك أو إبنتك أو زوجتك .. هذا هو صوت العقل .