وقوع حصان طروادة في الفخ في هذا الجزء كان لابد لنا من وقفة ففي الأجزاء السابقة .. شرحنا نقاط هامة : - أن الدول التي استخدمت الثورة : أمريكا .. إسرائيل.. قطر .. تركيا - الطابور الخامس (حصان طروادة) لهذه الدول .. هو الإخوان - الثوار حالمين تم استخدامهم ثم التخلص منهم على مراحل إما بالانضمام إلى القطيع أو السجن أو القتل .. - ما تخافه أمريكا خروج الشارع ولا يعود .. ويحدد مساره بنفسه والخروج عن السيطرة ..وهذه هي النقطة المحورية التي تحكم كل الصراع حتى الآن والتي ندور في فلكها هنا .. وفي هذه النقطة .. بعد إن أطمئن الجميع أن الشارع عاد إلى البيوت بعد يوم الحادي عشر من فبراير لعام 2011 .. تم إدارة الملف على أنها حرب من الجيل الرابع .. فهناك آلاف التفاصيل المتشابكة .. التي لا يسع كتابتها .. إلا أنها في مجملها .. معارك من نوع جديد وقودها البسطاء والحالمين .. فمن يديرونها .. ليس سوى أبالسة وشياطين وكل شيء لدى هؤلاء له مبرر ديني .. سواء كان مبرر لجماعة مبرراتها أنها لتمكين الشريعة أو أطراف أخرى مبررها تمكين المسيح الدجال أو تمكين الصليبيين .. جميعهم لهم مبررات .. فأمواتهم في الجنة وأمواتنا في النار لا يهمنا كثيراً تخطيطهم .. فقد وضعوا أسباب الثورة .. وقاموا بتعلية الدم فيها .. للوصول لنقطة تمكين (حصان طروادة) الطابور الخامس من البلاد .. وخطتهم معروفه .. دك الحصون • - إضعاف الجيش وإرهاقه وتفكيكه أو السيطرة عليه • - التخلص من المخابرات العامة أو السيطرة عليها • - التخلص من القضاء أو السيطرة عليه • - تفتيت الجبهة الداخلية وضياع الهوية والقومية .. الخ هكذا تكون الدولة التي تم تجهيزها طوال عقود لهذه اللحظة .. بمثابة الجائزة الكبرى بدون جنود الناتو .. وبدون حروب تقليدية .. وأموال طائلة في تكاليف الحروب فقد تم تجهيز الأمور لهذه اللحظة باستشراء الفساد داخل هذه الحصون وأدى ذلك لترهلها وضعفها .. على مر عقود ولكن وقع حصان طروادة في الفخ .. فقد إلتقم الطٌعم .. ومعه كل دول التخابر .. لقد تم استعمال خطة حصان طروادة ضدهم جميعاً .. في تكتيك .. جديد من نوعه .. سيهدم نظريات حروب الجيل الرابع .. سيجعلها في تاريخ البشرية وبالاً على صانعها وعلى من طورها وسيعود العالم للحروب التقليدية بعد فشل حرب الجيل الرابع على مصر . فكان الهدف أن يكون هناك رئيساً خيال مآته وأعضاء بمجلس الشعب إخوان بعدد قليل ..يجعل قدرتهم في دك الحصون أسهل بدون الاضطرار إلى كشف أعضائهم الخاملين في تلك الحصون .. ولو استدعى الأمر صناعة ثورة ثانية .. أو حتى استدعاء جيش مصر الحر للعمل وتفكيك الحصون ... فوصول الطابور الخامس للهدف سيكون أسهل وهم بعيد عن قمة السلطة .. وعليهم فقط .. صناعة الأزمات .. وهذا تم طوال الفترة الانتقالية باقتدار .. وسنشرح بعض ملامحه فيما بعد إلا أن الخطة التي تم اختيارها كانت تعتمد على أن لا أواجه الخصوم بأني خصم .. بل أستدعيهم وأجبرهم لأخذ مسار ..محدد .. إلى قمة الميدان فماذا لو تم عكس خطة حصان طروادة ليدمر نفسه بنفسه .. فماذا لو يكون حصان طروادة في قمة الميدان .. ويكون على رأس السلطة واضح للعيان ... والجميع أعينهم عليه ويرون كل خطواته وهو يحاول تفكيك الحصون وسنعطيه بعض نشوة الانتصار .. بل ستتابعه الأجهزة وتراقبه وتحميه وتدفعه لإظهار عناصره الخاملة في وسط الحصون .. فمن تم كشفه يكفي أن تراه العيون فهناك دول تخابر .. يعتمدون على هذا الحصان .. وعليهم أن يدفعوا الثمن .. ويعودوا للمفاوضة خوفاً من خروج الشارع ضد هذا الحصان .. قبل أن يرتبوا للسلطة القادمة ..وتخرج مصر عن السيطرة .. ولكن السؤال إلى أي مدى ستأخذنا الخطة .. وهل سيستجيب الجيش للضغوط من أجل العودة وفق شروط .. ؟ لا بالتأكيد فكل يوم يمر فهو مفيد فليس قبل شهر يوليو أو أغسطس .. ولكن هناك مشاهد ثلاث قد تعجل الأمور يتم تسريعها ويضطر الجيش للنزول .. سنذكرها في الجزء السادس .. فهناك تفاصيل وتفاصيل معقدة .. تحتاج لشرح طويل .. منذ استلام العسكر للسلطة .. في طريق تطبيق هذه الخطة .. وسوف نعطي ملامح منها في الأجزاء القادمة ... وسيتم إخراج المشهد النهائي .. ولن تنتظروا أمد طويل .. فقد خسرت دول التخابر المعركة .. ولم يعد أمامها للانسحاب سوى صبر قليل .