رفضت الحكومة الألمانية أمس الاثنين، الاتهامات التى وجهت إليها، بأنها تتسامح مع كراهية الأجانب، والآراء المعادية للإسلام، بعد أن آثار مقتل سيدة مصرية، فى قاعة محكمة بمدينة دريسدن، الغضب فى عدة دول إسلامية. وقالت جماعات للمسلمين فى ألمانيا، إن معاداة الإسلام متفشية، واتهم الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد البلاد، بازدواج المعايير بشأن حقوق الانسان، وقال إنها يتعين أن تواجه إدانة من الأممالمتحدة، غير ان متحدثا باسم الحكومة الألمانية، سعى لتخفيف حدة التوتر، الذى آثار مخاوف بشأن إمكان اندلاع موجة من العنف، مماثلة لما حدث بعد نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبى محمد فى الدنمارك، وقال إن "ألمانيا ليس بها مناخ يتسامح مع وجهات النظر العنصرية". وقال أولريخ فلهلم المتحدث باسم المستشارة انجيلا ميركل، فى مؤتمر صحفى دوري، "أوضح جميع ممثلى الحكومة فى الأيام القليلة الماضية بجلاء، أنه لا مجال فى ألمانيا لكراهية الأجانب، أو العداء للإسلام"، وتابع "نحن ندين مثل تلك الحوادث كلما وقعت"، مضيفا أنه لاحظ تعليقات أحمدى نجاد، ويرفض أى إشارة إلى أن قصورا سياسيا أدى إلى الحادث. وكان مواطن ألمانى من أصل روسي، يشتبه فى أنه متطرف يميني، ويدعى "أليكس، وجه 18 طعنة إلى السيدة المصرية مروة الشربيني، أثناء استئنافه لحكم بادانته، لسبه لها، ووصفها بأنها "إسلامية" و"إرهابية" و"عاهرة"، عندما طلبت منه ان يفسح مكانا لابنها، كى يلعب على أرجوحة فى ملعب للأطفال، فى مدينة دريسدن، كما طعن القاتل زوج الشربيني، وزاد الأمر سوءا، عندما اعتقدت الشرطة الألمانية أن الزوج هو المهاجم، فأطلقت الرصاص على ساقه. وفى الاسكندرية قال والد الشربينى لصحيفة بيلد الألمانية، إنه يريد أن يواجه القاتل عقوبة الإعدام، وشكا من أن السلطات الألمانية لم تبلغه بوفاة ابنته على وجه السرعة، مضيفا "لا يمكننى أن أفهم كيف تموت ابنتنا المحبة للسلام، لمجرد أنها ترتدى حجابا؟". وفى ألمانيا ثانى أكبر دولة اوروبية من حيث عدد المسلمين بعد فرنسا، انتقدت بعض الجماعات حكومة ميركل، لأنها استغرقت أياما قبل أن تدين عملية القتل. وكانت ميركل قد بدأت حوارا رسميا مع مسلمى ألمانيا، وغالبيتهم من الأتراك، فى محاولة لتحسين اندماجهم فى المجتمع الألماني، غير أنها أثارت عداء البعض أيضا، بقولها إن مآذن المساجد يجب ألا تكون أعلى من أبراج الكنائس. وقال أيمن مزيق، الأمين العام لمجلس المسلمين المركزى فى ألمانيا، إن "العداء للإسلام سواء كان مستترا أو صريحا، موجود منذ وقت طويل فى بلدنا، وحادث قاتل المرأة المحجبة يكشف بعدا جديدا". ودعا مزيق المستشارة ميركل فى بيان له، إلى مخاطبة مسلمى ألمانيا، الذين يزيد عددهم على أربعة ملايين نسمة، وإدانة ما وصفه بحادث "القتل الوحشى العنصري، الذى ينطوى على عداء للإسلام".