حبيبة خرجت من السجن لتشارك في تحرير شعب كان الإسلاميون بكل أطيافهم، سلفيون، إخوان مسلمون، جهاديون، أهل سنة وجماعة، أعضاء "جمعية شرعية"، أعضاء "تبليغ ودعوة"، أو حتي مجرد الملتزمون دينيا، وقودا لآتون القهر والإذلال والإرهاب الأمني لعقود مضت، اتساقا وبروتوكول غير مكتوب تم توقيعه بالأعين والألسن، فيما بين جهاز أمن الدولة المصري وجهاز ال"سي آي إيه" الأميركي، وحيث قام طرفا البروتوكول السري بتوظيف بنوده اللاإنسانية، لخدمة أجندته الخاصة. فالطرف الأميريكي اعتبر كل مسلم في العالم: إرهابي، إلى أن يثبت العكس، ومن ثم وجب تطبيق أقسي إجراءات العنف الرسمي ضد مئات الآلاف من شباب المسلمين في جميع بلدان العالم، منهم من تم تعذيبهم في سجون أوطانهم، بإشراف مشترك بين أجهزة الأمن المحلية والأميركية – باكستان والأردن نموذجا – ومنهم من كان يتم اختطافه ونقله إلى الولاياتالمتحدة ذاتها، أو ينتهي به المطاف في معتقل جوانتانامو الرهيب، الذي يضم مجرمين بالفعل، جنبا إلي جانب وآلاف من "المشتبه فيهم" بل والأبرياء، بحسب تقارير حقوقية دولية عديدة. أما الطرف المصري متمثلا في جهاز أمن الدولة، فقد مارس أقسي درجات التعذيب ضد مئات الآلاف من شباب مصر، ورجالهم ونسائهم، ليس فقط بتهم الانتماء لجماعات إرهابية بالفعل كالجماعة الإسلامية، التى ارتكبت مئات الجرائم الدموية، بدءا بالرئيس الشهيد أنو السادات، مرورا بالسياح الأجانب وأقباط مصر، ولم تنته بعمليات قتل عدد من ضباط الشرطة المصرية، عيانا بيانا كما جري في أسيوط أوساط الثمانينات. ولكن جهاز أمن الدولة، بالأحري أمن النظام قد استخدم صلاحياته المطلقة، بل والإلهية في رأي بعض قياداته، في فرض شعور القهر علي الشعب المصري بأكمله، خدمة لأسياده في سدة الحكم، وفي مقابل مكاسب مادية ونفوذ وشعور بأنهم أسياد للشعب، علي الرغم من أنهم كانوا في حقيقة الأمر مجرد خدما – كلاب حراسة – للحاكم، يطلقها علي من شاء وقتما شاء، دون أن يدري أن المشيئة بيد خالقه، فانتهي الأمر بهذا الحاكم الجبار في الأرض ليكون "فرجة" للعالم أجمع وهو كالحيوان العقور في سجنه، فيم دخل كلابه الجحور لشهور طويلة، قبل أن يتلفتوا يمنة ويسارا، فاطمئنوا أن "حبايبهم" السابقين، قد صعدوا لمناصب الحكم، فعادوا ليمارسوا سلطاتهم القمعية – الإلهية كما يؤمنون – ضد معارضي مخدوميهم الجدد، جماعة الإخوان المسلمين. لقد شهدت الساعات الماضية، عودة زوار الفجر مجددا، حيث عاد ضباط الداخلية يقتحمون بيوت المصريين في الفجر، ودون أذون نيابة ومستخدمين "سبراي" رشاش مثير للالتهاب في وجوه أهالي المطلوب القبض عليهم، قبل أن يتم اقتيادهم دون أن يعرف أحد إلي أين. وهي الواقعة التى سبقتها عدة وقائع مماثلة، وستتلوها دونما شك وقائع أشد وأنكي، ولم لا .. فالكلاب عادت تعوي مجددا، والنظام لم يتغير فيه شيئ سوي أن طالت لحيته. السؤال الآن وببراءة، وبمنتهي السعي لالتماس العذر للجماعة الحاكمة ورئيس ذراعها السياسي الذي أصبح دون أن يدري أو يحتسب رئيس لمصر كلها: تري ما الذي يدعو حكومة يحمل حقائبها الوزارية وبالتالي سلطاتها السياسية كافة، أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية "السلفية"، إلى الاحتفاظ بضباط أمن الدولة في مناصبهم، حتى الآن؟ قد يكون الاحتفاظ بضباط الشرطة الذين تورطوا في جرائم قتل وتعذيب وانتهاكات ضد إنسانية الشعب المصري، مبررٌ بأنه لا بديل لهم حتى الآن، وأن عملية الإحلال ستستغرق بعض الوقت. لكن ماذا عن ضباط مبارك؟ الذين كانوا يتلذذون بتحويل الإسلاميين من مختلف الأصناف إلى حيوانات تجارب لأدوات التعذيب المبتكرة والتقليدية، بناء علي خبرات قديمة مستقاة من عصر الإرهابي الأول في تاريخ مصر الحديث: صلاح نصر. والذين كانوا يقيمون الحفلات الشهيرة، ونجومها هم الإسلاميون بالدرجة الأولي ثم المعارضين الرسميين للنظام، وأحيانا مواطنين عاديين اجترءوا علي الجهر برفض أن يكونوا عبيدا للكلاب ... عماد الكبير نموذجا. وحيث شهد لاظوغلي وغيره جميع صنوف الانتهاكات الرهيبة التى شملت الضرب والسب والإهانة والتعرية والتعليق والجلد والحرق وحتى الاغتصاب، وهذه الأخيرة كان يقوم بها مرشدوا مباحث أمن الدولة، وإما يقوم بها الضباط بأنفسهم. السؤال يفرض نفسه مجددا، خاصة وأن هؤلاء الضباط الشواذ جنسيا – رسميا وعمليا – لازالوا في مناصبهم، ولم نسمع أو نعرف أن أحدا منهم قد تم "تطهير" وزارة داخلية مصر من "نجاسته".... فما الذي يدعو نظام يزعم أنه إسلامي أتي ليحكم بشرع الله، أو علي الأقل بما لا يخالفه، إلى الاحتفاظ بمن قال فيهم رسول الله صلًَّ الله عليه وسلم: الإجابة لا تخرج عن ثلاثة فرضيات: الأولي... أن النظام الجديد، يري أن التخلص من هؤلاء الكلاب المسعورة، لن يفيده بقدر بقائهم في مناصبهم، حيث ولكون ولاؤهم سيكون له، فبالتالي من الممكن توظيفهم لأداء المهمة ذاتها ضد معارضي النظام، لا فرق في ذلك عما كان يجري في عهد النظام "البائد"، قبل أن تقوم الثورة بالأساس ضد أمن الدولة والداخلية عموما؟ الثانية... أن بقاء ضباط أمن "الدولة القديمة"، هو جزء من الصفقة التى يتردد عقدها النظامين البائد والحالي، وعلي أساس تسليم الحكم، من "الدولة القديمة" إلي الدولة الجديدة" مقابل عدم معاقبة أي من رموز النظام البائد، بشكل حقيقي، وما اصطلح علي تسميته ب(مهرجان البراءة للجميع) يقوي احتمالات هذه الفرضية. الثالثة... وأربأ ب"الإسلامين" عنها، ومفادها أن يكونوا قد احتفظوا بضباط أمن الدولة "القديمة" – الشواذ جنسيا – لأنه قد أصبح هناك نوع من "العشرة" بين الجناة والمجرمين، والعشرة – يقول المثل – لا تهون إلا علي ابن الحرام. وقائع موثقة: وفيم يلي ننشر وقائع موثقة لجرائم تعذيب مواطنين عموما وإسلاميين خصوصا، علي أيدي ضباط أمن الدولة في مصر: فقط وعلي سبيل المثال لا الحصر، نشرت الزميلة "الوفد" وبتاريخ الخميس 10 مارس 2011 واقعة تعذيب كان ضحيتها مواطن اسمه "حمزة محمد همام الحناوي"، وكان أحد المعتقلين علي خلفية انتمائه لتنظيم "جند الله" وقد تم اعتقاله بمقر مباحث أمن الدولة بمدينة نصر لمدة ستة أشهر كاملة، حيث تبدأ وسائل التعذيب في مقرات أمن الدولة وسجونها بتكبيل اليدين من الخلف ووضع عصابة علي العينين وتسمية المعتقل برقم وإلغاء اسمه قبل تسميته باسم إحدي الفنانات في بداية الإذلال الجنسي، مع توجيه أبشع الشتائم بصفة دائمة وتفتيش المعتقل وهو عار تماماً في جميع مناطق جسده، حتي فتحة الشرج يتم فتحها خوفاً من أن يكون المعتقل قد خبأ بها أي شيء. وروي المعقل كيف إنه بمجرد وصوله إلي الجهاز تم تعصيب عينيه بقصاصات بطانية قديمة مغمسة بالجاز، وأن أولي وسائل التعذيب هي (التعليق) وهي عبارة عن وضع المعتقل مربوطاً وسط بابين من الحديد وهو عريان تماماً ويتم صعقه بالكهرباء. وأن ثاني وسائل التعذيب تسمي ب "الرنك" وهي عبارة عن عصا كهربائية توضع في فتحة الشرج وهو معلق لمدة ربع ساعة حتي لا يصاب بالشلل، أما إذا أراد ضابط أمن الدولة أن يعذب المعتقل مدة أطول فإنه يقوم بأمر المعتقل بالنوم علي مرتبة مبلولة ومدها بالكهرباء، ووضع "الرنك" في السرير. أما المرحلة الثالثة فهي "الشواية" وهي عبارة عن مواسير حديد يتم زرعها بين أيدي وأرجل المعتقل المشدود بين ماسورتين من الحديد لصعقه بالكهرباء كالذبيحة. أما المرحلة الرابعة فهي "الطوق" وهو عبارة عن طوق حديد يتم وضعه علي رأس المعتقلين لكهربته. وأكد أن رفض الاغتصاب يقابل بالإعدام رمياً بالرصاص، كما حدث مع العديد من المعتقلين علي رأسهم "محمود الديب" المتهم في قضية كرداسة الذي تم قتله داخل مباحث أمن الدولة بالرصاص، و"خالد سعيد" المتهم في قضية تفجيرات الأزهر الذي قتل بمقر أمن الدولة بمدينة نصر، مشيراً إلي أن أحد وسائل التعذيب هي استخدام الكلاب البوليسية المتوحشة لإرهاب المعتقلين ورمي القنابل المسيلة للدموع داخل زنازين المعتقلين. وفي سياق الضحايا، نستشهد مجددا بقضية الفنانة "حبيبة"، التى تعرضت لألوان التعذيب في جوانتانامو مصر وبقيادة الضابط "ياسر العقاد" – رئيس مباحث الهرم سابقا – من أجل إجبارها علي الاعتراف بجريمة قتل زوجها، علي الرغم من براءتها وعدم وجود أية أدلة ضدها، وقد صمدت حبيبة لأيام من التعذيب المتواصل، حتى تم تهديدها بالاغتصاب الوحشي علي أيدي كلاب العقاد من المخبرين، لحظتها فقط: وقعت حبيبة علي مذكرة تفيد باعترافها بقتل زوجها، قبل أن تحصل علي براءتها بعد سنوات قضتها ظلما في السجن، ثم تحصل علي تعويض مالي هو الأكبر، في تاريخ ضحايا التعذيب في مصر. والمعروف أن هذا ال"ضابط" المجرم لازال يمارس عمله بشكل طبيعي جدا كأحد كبار ضباط الداخلية، ليس فقط استنادا لكونه أحد افرادها، بل ولكون والده أحد ضباط أمن الدولة السابقين. وفي السياق، يفيد تقرير رسمي صدر أخيرا عن "المنظمة المصرية للإصلاح الجنائي"، أن هناك مائة وسبع وثلاثين قضية، لضحايا حصلوا علي أحكام قضائية ضد جلاديهم من ضباط الداخلية وأمن الدولة، وللأسف فإن هذه الأحكام تعتبر هزلية بل ومثيرة للسخرية من قانون يراع العدل لكنه يرفض تطبيق العدالة التى تقتضي أن العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم....... أليس هذا "شرع الله" الذي صعد الإخوان علي أكتافه إلى حكم مصر؟
ملف جريمة كنيسة القديسيسن بأمن الدولة
أهي الصفقة إذن؟؟؟
شهادات بالفيديو: وفيم يلي شهادات – بالفيديو - للضحايا أولاها للشهيد سيد بلال الذي حصل – بعد استشهاده – علي حكم قضائي لصالحه ضد أحد ضباط أمن الدولة بالإسكندرية، وليس آخرها امرأة تم اغتصابها داخل أحد فروع جوانتانامو - مصر: http://www.youtube.com/watch?v=HEk2UzVXvp0 http://www.youtube.com/watch?v=XGfIF_Z_jZo http://www.youtube.com/watch?v=fBf3cN3SdrA http://www.youtube.com/watch?v=-NGvE2B_lhA http://www.youtube.com/watch?v=Px1aynCpq-c