يقوم الرئيس السوداني عمر البشير، على رأس وفد كبير من مساعديه ووزراء الحكومة، غدا الجمعة بأول زيارة إلى دولة جنوب السودان بعد الانفصال ، تلبيةً لدعوة تلقاها من نظيره الجنوبي سلفاكير مياردت بعد الاتفاق الأخير الذي تم في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا. وأوضحت مصادر سودانية عن إمكانية إعلان الدولتين رسميا عن تشكيل لجنة مشتركة عليا ترعى مصالح البلدين وتعمل على تطبيع العلاقات بينهما. وقال سفير السودان في جوبا عاصمة الجنوب ، د. مطرف صديق، إن البشير سيبحث خلال الزيارة مع سلفاكير مسار العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها واستمرارها بما يحقق مصلحة شعبي البلدين الشقيقين، وأضاف أن الزيارة تأتي في أجواء إيجابية شهدت فيها العلاقات بين البلدين تقدماً ملحوظاً. وأوضح أن التقدم تمثل في بدء اللجان المشتركة في تنفيذ مصفوفة اتفاق التعاون وفي مقدمتها انسحاب جيشي البلدين من المنطقة منزوعة السلاح، والبدء في ضخ بترول الجنوب عبر الأراضي السودانية. وقال مطرف إن زيارة البشير لجوبا تجد ترحيباً واسعاً من الحكومة ومن الشارع الجنوبي. يذكر أن مساعدي الرئيس عبد الرحمن الصادق المهدي ، جعفر الصادق الميرغني ، والدكتور جلال يوسف الدقير سيرافقون البشير خلال الزيارة التي تستغرق يوما واحدا ، بالإضافة إلى مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني ، ومعظم الأعضاء في مجلس الوزراء . وكان القيادي بحزب "المؤتمر الوطني" الحاكم الدكتور ربيع عبدالعاطي قد أكد في تصريح له أمس عدم وجود مخاوف أو عوائق تمنع زيارة الرئيس إلى جوبا ، منوها إلى أن البلدين في أمس الحاجة للثقة والسلام واستقرار العلاقات بينهما. يأتي ذلك في وقت ذكرت مبعوثة الأممالمتحدةلجنوب السودان هيلدا جونسون، أن التوترات بين البلدين تتراجع. وكانت الخرطوموجوبا قد اتفقتا في الثامن من مارس الماضي بأديس أبابا على تنفيذ اتفاق التعاون الذي تم التوصل إليه في سبتمبر الماضي. من جانبه أكد وزير الدفاع السوداني المهندس عبد الرحيم حسين سيطرة قواته على كافة محاور العمليات ، وقال إن تحسن العلاقات مع جنوب السودان سيساعد الجيش السوداني على إنهاء التمرد في إقليم دارفور قريباً، موضحا إن توقيع إتفاقية التعاون مع دولة جنوب السودان، أدى إلى إضعاف وشل حركة المجموعات المتمردة.. . وأوضح الوزير في بيان له أمس أمام البرلمان أن توقيع اتفاقية التعاون المشترك مع دولة جنوب السودان نتج عنه خروج ما يعرف بالحركة الشعبية ” قطاع الشمال ” بجانب حركات دارفور المسلحة والتي نشطت في تكثيف عملياتها على الأرض بهدف ممارسة ضغط على الحكومة لفرض واقع تفاوضي جديد. وأشار البيان إلى سيطرة القوات المسلحة على الموقف الأمني في دارفور ، وتطرق إلى حدوث بعض المناوشات من حركة العدل والمساواة بقيادة المتمرد جبريل إبراهيم في شمال دارفور وهي تفتقد الدعم اللوجستي الذي يمكنها من تشكيل تهديد على المدن والقرى والطرق وهي تعاني من الانشقاقات والمشاكل الداخلية وأصبحت تعتمد علي النهب والسلب وقطع طرق أو ترويع المواطنين من حين لآخر . وأشار إلى أن القوات المسلحة تمكنت من تكبيدهم خسائر في العتاد والأرواح في أكثر من معركة خلال الفترة الماضية ، وطالب بضرورة دعم قوات الشرطة لتتمكن من القيام بمهامها بالوجه الأكمل خاصة فيما يتعلق بتأمين المدن حتى يتسنى للقوات المسلحة مباشرة مهامها في تطهير المنطقة من فلول التمرد . كما أشار البيان إلى أن الموقف الأمني بقطاع كادوقلي يسوده الهدوء التام واستقرار الأمن نتيجة للجهود التي بذلت من قبل القوات المسلحة والتي تمثلت في تكثيف عمليات الأمن الداخلي في المدن الكبيرة التي انعكست إيجابا على الاستقرار في تلك المدن وكذلك تأمين خط الأنابيب . وأكد البيان الدور الذي تقوم به القوات المسلحة في تأمين كافة حقول النفط مما أدى إلى زيادة الإنتاجية النفطية في الحقول القديمة في هجليج والحقول الجديدة في البرصاية والسكة حديد وكذلك تأمين حركة القطارات المتجهة غربا إلى ولايات دارفور وتأمين مسارات الرحل ومنع الاحتكاكات القبلية والمشاركة في فض النزاعات وتوفير التأمين لمشاريع التنمية من طرق وجسور ومحطات مياه وكهرباء وسدود . من جهة أخري حذرت الحركة الإسلامية السودانية من مخاطر الاستهداف التي تتعرض لها البلاد ، وطالبت بتوفير جنود بالشروط الإسلامية للقضاء على المتمردين. وقال عضو البرلمان السوداني والأمين العام للحركة الزبير أحمد الحسن ، أن الاستهداف ليس عمليات محدودة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ، موضحا أن إسرائيل تتحدث بالمكشوف عن استهداف البلاد . وأضاف الزبير أمام البرلمان أمس "أن هناك طابورا خامسا في القوات المسلحة" وحذر من مخاطر الاستهداف ، ودعا الأحزاب والبرلمان لدعم الجيش ميدانيا ، وشدد على ضرورة شن عمليات هجومية ومعارك فاصلة تقضي على التمرد.