حسين داعي الإسلام في حوار جديد ل"مصر الجديدة" مع إحدي قيادات جبهة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة لنظام أحمدي نجاد، أحد الأنظمة الديكتاتورية التى لم يطلها ربيع ثورات التحرر بعد، حذر حسين داعي الإسلام - احد الناطقين باسم مخيم ليبرتي – من أن المخيم الذي يقيم به مئات من أعضاء الجبهة وآلاف من اللاجئين الإيرانيين، معرض لعدوان وحشي جديد وذلك بين لحظة وأخري، حسبما تفيد تقارير من كل من العراق وإيران، وأن تصريحات أدلي بها أحد قيادات الأمن القومي الأميريكي ويدعي "جيمس جونز" لشبكة سي إن إن، قبل أيام، قد أكد علي صحة هذه التقارير، مما يهدد بتكرار مأساة العدوان الذي تعرض له المخيم في التاسع من فبراير الماضي، ونفذته قوة القدسالايرانية الارهابية بالتعاون مع رئاسة الوزراء العراقية وراح ضحيته عديد من الشهداء والمصابين. وهو العدوان الذي تمت إدانته من قبل كل من الامين العام للامم المتحدة والمفوض السامي لشؤون اللاجئين, الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين , الخارجية الاميركية ,الخارجية الايطالية ,الخارجية النرويجية والبرلمان الاوروبي وآلاف البرلمانيين والشخصيات السياسية من ارجاء العالم، وهو ما دعا "داعي الإسلام" إلي المطالبة ليس فقط بتوفير حماية دولية لسكان المخيم، ولكن أيضا بإقصاء ومحاكمة "مارتن كوبلر" - ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق – بتهمة التواطؤ مع الحكومة العراقية والنظام الايراني في قمع اللاجئين الايرانيين بمخيم ليبرتي. وإلى نص الحوار: = اعلنت وسائل الاعلام الدولية عن سقوط ضحية اخرى للهجوم الصاروخي على مخيم ليبرتي وبهذا وصل عدد ضحايا الهجوم الى 8 قتيل، فهل من الممكن تشرحون لنا السبب؟ وهل هناك توقع لهجمات اخرى؟ وهل هناك اجراءات للامن والحماية اتخذت في المخيم من اجل الحفاظ على ارواح السكان امام هذه الهجمات؟ ** مضى عام على نقل 3100 سكان أشرف من قبل الحكومة العراقية من مخيم أشرف الى مخيم مساحته نصف كيلومتر مربع وهو أصغر من أشرف بثمانين مرة والسكان مسجونون فيه. ليس هناك في هذا المخيم أي ملجأ حيث يعيش السكان في كرفانات منضدة على شكل علب الكبريت جنبا الى جنب وبفواصل قريبة جداً. ان عملية انتقال السكان من اشرف الى ليبرتي والتي بدءت قبل حوالي عاما، هي في ذاتها عملية نقل قسري نفذتها الحكومة العراقية بامر من النظام الايراني وبتواطؤ مارتن كوبلر رئيس اليونامي في العراق مع الحكومة العراقية والنظام الايراني تم استهداف مخيم ليبرتي الساعة 5 و45 دقيقة فجر الصباح يوم 9 شباط – فبرابر 2013 بالتوقيت المحلي بواسطة الصواريخ والقذائف الهاون ما ادى الى استشهاد 7 من السكان بينهم امرأة واصابة اكثر من 100 آخرين بجروح، حالة بعض الجرحى خطرة جدا. لم تكن الاغاثة وسيارة اسعاف لاخلاء الجرحى موجودة في الساعات الأولى ليبرتي يقع وسط منطقة عسكرية لا يمكن لأحد الوصول اليه بدون التنسيق مع الحكومة العراقية. لا شك في ذلك ان النظام الايراني يقف واءهذا العمل الاجرامي والمجلس الوطني للمقاومة الايرانية حصل على معلومات جديده من مصادره في داخل النظام الايراني واصدر بيانا كشف على ضوء تلك المعلومات عن تفاصيل العملية، البيان يؤكد على ان العملية نفذت من قبل فيلق الحرس الايراني وعن طريق عملاء عراقيين والتسهيلات التي وفرتها لهم الحكومة العراقية. حتى الشخص الذي لا يمتلك خبرة ومعلومات عسكرية يعرف بان تنفيذ عملية كهذه في منطقة مغلقة وقريبة الى مطار بغداد الدولي وتخضع الى حراسة مشددة من قبل عدة انطقة قوات حماية وتحت الرصد الكامل لكاميرات مراقبة مخفية دون التنسيق والتعاون الكاملين من قبل القوات الامنية وموافقة رئاسة الورزاء العراقية امر غير عملي. حميد ربيع 53 عاماً مع سجل نضالي لمدة 34 عاماً ضد الفاشية الدينية الحاكمة في ايران كان مهندسا متخرجاً في هندسة الطرق والبناء من بريطانيا ولاجئ سياسي في ألمانيا وكان له اقامة دائمة في هذا البلد. هو من ضمن المصابين في الهجوم الصاروخي الاجرامي في 9 شباط – فبراير الماضي حيث فقد الحس من الخاصرة فما دون. وطالبت المقاومة الايرانية بعد اصابته بجروح في الاعتداء الصاروخي في 9 شباط/ فبراير بنقله المباشر الى ألمانيا. ولكن مع الاسف الشديد لم يتخذ الاجراء بهذا الصدد وتوفي السيد حميد ربيع حوالي الساعة العاشرة بالليل بالتوقيت المحلي في 13 مارس – آذار 2013 في مستشفى ببغداد. انه ثامن شهيد للاعتداء الصاروخي على مخيم ليبرتي . العار على مارتن كوبلر وزوجته في مقام سفيرة ألمانيا في بغداد حيث قامت بامتداح حكومة المالكي الصنيعة والمجرمة التي أعلنت في محاولة لغسل أيديها المطلخة بالدماء في مناورة اعلامية مفضوحة بأنها ستقوم باجراء التحقيق حول الهجوم الصاروخي. بينما كان بالامكان انقاذ حياته خلال الشهر الفائت وكان يكفي فقط ختم التمديد أو السماح له بدخول ألمانيا. يذكر أن عصر يوم أمس توفي المجاهد منصور كوفه اي ساكن آخر في ليبرتي في العيادة العراقية في ليبرتي اثر عدم تلقي العناية الطبية بعد تقيؤ قرابة ثلاثة لترات من الدم. فاقول ردا على الشطر الثاني من سؤوالكم: نعم في اية لحظة وفي اي يوم من الممكن ان يتعرض السكان العزل الى مجزرة جديدة خصوصا وان نظام ولاية الفقية مقبل على مهزلة الانتخابات الرئاسية في ايران ويجد نفسه في طريق مسدود، فيرى مخرجه الوحيد في الهجوم الوحشي على معارضته اي اعضاء مجاهدي خلق الايرانية. لانها هي المعارضة المنظمة ضد النظام والتهديد الرئيس لاسقاط النظام الحاكم في ايران. كما تعرفون ان الملا « واثق البطاط» قائد حزب الله في العراق وجيش المختار اكد لصحيفتي «الحياة » و«الشرق الأوسط» قائلا: - اننا من المؤمنين بالولي الفقيه والقائد خامنئي ونحن نرجع اليه في الأمور العسكرية والسياسية. - اننا نعتبر قتلهم شرف لنا وواجب ديني وأخلاقي وسنعيد استهدافهم قريبا. ان هذه التهديددات تبين بشكل جلي بان موضوع الحماية والامن لسكان ليبرتي يعتبران من الامور الملحة ومن اجل تامين الحماية والامن لهم لا يبقي حلا سواء اعادتهم الى اشرف، فاي تاخير في هذه المسئلة من شأنها ان تؤدي الى تكرار كارثة و وقوع مجزرة رابعة ضد هؤلاء اللاجئين العزل. لذلك يجب ان تتم المحاولة باستخدام كافة الامكانيات المتاحة لردع والممانعة عن وقوع مجزرة اخرى ضد مجاهدي ليبرتي، خصوصا ان سقوف وجدران الكارفانات في ليبرتي واهنة جدا وقابلة للاشتعال بسرعة واكتظاظ السكان في المخيم الضيق من شأنه ان يزيد جدا نسبة الاصابة. فالذلك عدم الامان في ليبرتي هي قضية ملحة وطارئة تتطلب حلا فوريا. ونظرا بان العراق قد اعلن رسميا بانه غير قادر عن ردع الهجمات عن مخيم ليبرتي لذلك ضمان الامن من قبل الحكومة العراقية لا يعتبرخيارا والحكومة العراقية ليست انها لا تعمل شيئا من اجل الحماية فحسب بل انها تعمل لعرقلتها. الحكومة العراقية لا تزال ترفض السماح بنقل خوذات وسترات واقية للسكان من أشرف الى ليبرتي. كذلك لم ترجع الكتل الكونكريتية التي سبق وأن كانت موضوعة لحماية من القصف الصاروخي وقذائف الهاون ولكنها أقدمت الحكومة العراقية على سحب هذه الكتل الموضوعة حول الكرفانات للحماية الى خارج المخيم. ولم تسمح الحكومة العراقية كذلك بدخول الكرينات والعجلات المؤجرة من قبل السكان من اجل نقل ونصب الملاجئ الفردية للسكان كما انها لم تسمح بنقل حتى بعض المستلزمات البسيطة مثل المعاول والمجارف وأكياس رمل لبناء ملاجئ = في غياب الامن ما هو الحل الذي تقترحونه من اجل الحفاظ على ارواح هؤلاء اللاجئين؟ ** ان الطريق الوحيد الذي يؤمن امن السكان نسبيا هو العودة الى اشرف فورا. مخيم اشرف اوسع من ليبرتي بثمانين مرة وفيه التاسيسات التي توفر الحد الادنى من الامن حيث تعرضت اشرف لعدة هجمات وضربات ضاروخية من ضمنها تعرضت بالضرب بصواريخ اسكود من قبل النظام الايراني لكنها رغم كل هذه الهجمات طوال الاعوام التي مضت اعطيت ضحية واحدة فقط لذلك حتى ولو تتعرض اشرف الى اعتداء ارهابي سيكون عدد الضحايا اقل بكثير نسبيا بليبرتي. كانت حجة نقل السكان الى ليبرتي هي لاجراء مقابلات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مع السكان لان الحكومة العراقية كانت تعارض اجراء تلك المقابلات في اشرف والان بعد مرور 18 شهرا من طلب اللجوء من قبل الاشخاص و بعد مروز عاما من احراء المقابلات مع السكان فلا يوجد هناك اجراء صارم حول نقل السكان الى البلدان الثالثة، ان مارتن كوبلر قام بتضليل و خداع العالم كله بتوصيفه لليبرتي بانه يحضي بالامن والامان والهجوم الصاروخي على ليبرتي اثبت بان كل ادعاءاته كانت كاذبة ولا صحة لها. لذلك ان الحل الوحيد هو عودة السكان الى اشرف. هذا وكذلك اعلنت السيدة مريم رجوي نظرا بأن الحكومة الأمريكية قد أبرمت توافقاً مع جميع السكان فردا فردا وتولت حمايتهم الى حين حسم ملفهم النهائي فمن الممكن نقل حميع السكان على وجه السرعة الى أميركا وعلى نفقتهم. او اعادتهم الى اشرف. = هل لقي مطلب عودة السكان الى اشرف الدعم والترحيب في الاوساط الدولية؟ ** هناك اجماع واسع بين الشخصيات والبرلمانيين الاوربيين والاميركيين والعراقيين حول ضرورة العودة الى اشرف واشير هنا الى البعض منها فقط: - اعلن وفدا من الكونجرس الامريكي في 17 شباط – فبرابر في باريس: لا يمكن ضمان امن سكان ليبرتي الكامل الا عن طريق اخراجهم من المسار الواهن الذي هم الان فيه واعادتهم الى بيتهم اشرف الذي سكنوه طوال 26 عاما. - مجموعة من اعضاء كبار في الكونجرس الاميركي من كلا الحزبين اصدورا قرارا في 28 شباط – فبرايرفي ادانة الهجوم على ليبرتي حيث جاء فيه: «نطالب الحكومة العراقية بالحاح السماح لعوائل السكان والمحامين والبرلمانيين واعضاء الكونجرس الاميركي والاعلاميين بزيارة مخيم الحرية من اجل تقييم الموقف ميدانيا. ونطالب الرئيس اوباما بالحاح العمل مع الحكومة العراقية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين الاممالمتحدة من اجل عودة سكان مخيم الحرية الى مخيم اشرف حيث تتوافر فيه حماية اكثر تجاه الهجمات الارهابية». طالب 6نواب رئيس البرلمان الاوروبي وعدد من نواب قدامي في رسالتهم بتاريخ 7 مارس – آذار 2013 الموجهة الى رئيس الاتحاد الاوروبي فن رامبوي والرئيس باراسو باجراء سريع من اجل اعادة سكان ليبرتي الى اشرف. - طالبت اللجنة البرلمانية لايران الحرة والتي تحضي بدهم اغلبية اعضاء المجلس العموم البريطاني و200 عضو مجلس الشيوخ البريطاني في بيانها الصادر في 9 شباط - فبرابر الماضي الحكومة البريطانية التدخل من اجل رفع قضية اعادة سكان مخيم ليبرتي الى اشرف الى مجلس الامن الدولي. - ادانة عشرات البرلمانيين العرب من مختلف البلدان العربية الهجوم الارهابي وطالبوا باعادة سكان ليبرتي الى اشرف. - «المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة تؤكد مرة اخرى ان جمع اهالي ليبرتي يتمتعون بالحماية الدولية بحسب القانون الدولي». المفوضية تطرح ضمنيا امكانية العودة الى اشرف حيث تقول: «مصره على ان حتى ذلك الوقت تعمل الحكومة العراقية كل ما بوسعها من اجل ضمان امن وسلامة جمعهم ». طبعا «المكان الآمن والسليم» لا يمكن ان يكون ليبرتي بل المقصود هو العودة الى اشرف فلابد ان تعلن كلا الولاياتالمتحده الاميركية والاممالمتحدة مباشرة بصراحة وجوب عودة جميع السكان الى اشرف. - تم ادانة الهجوم الصاروخي الارهابي كذلك من قبل كل من الامين العام للامم المتحدة السيد بان كيمون والمفوض السامي لشؤون اللاجئين والخارجية الاميركية والخارجية الايطالية والنرويجية. - الاستاذ الدكتور علي القره داغي امين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والاستاد الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعملاء المسلمين يدينان الاجراءات التعسفية ضد القاطنين في معسكر ليبرتي = ارجو منكم التوضيح اكثر حول دور الاممالمتحدة في هذه القضية؟ ** حضر مارتن كوبلر عصر يوم الهجوم موقع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين حيث يبعد كيلومترين اثنين عن ليبرتي وبدلاً من تفقد آثار الاعتداء الصاروخي الاجرامي وزيارة الجرحى والشهداء داخل ليبرتي طلب من ممثلي السكان أن يذهبوا الى موقع المفوضية للقاء به. ورغم اصرار السكان على الذهاب الى داخل المخيم ومشاهدة آثار الجريمة البشعة ضد الانسانية التي سهل لها كوبلر، الا أن كوبلر امتنع عن ذلك بذرائع واهية تتعلق ب«الحماية». كوبلر الذي يخاف من الحضور لمدة نصف ساعة في ليبرتي رغم الأعداد الكبيرة من رجال الحماية المسلحين له، هو الشخص الذي نفذ من خلال الخداع والكذب سياسة الحكومة العراقية والنظام الايراني لتشريد السكان وزج 3100 من اللاجئين العزل وغص بهم سجن ليبرتي الذي مساحته أصغر من أشرف بثمانين مرة. فبالرغم ان الهجوم على المخيم قد وقع ولكنه يخاف ان يقوم بتفقد الجرحى واماكن الاصابة بعد الهجوم وهذه دلالة واضحة عن المكان غير آمن على الاطلاق. اطلب من الامين العام للامم المتحدة تبديل السيد كوبلر بممثل آخر لانه اثبت بانه يفتقر الى ادنى مستويات من الصلاحية والجدارة والمصداقية لتولي هكذا مسؤولية وهو مجرد كذاب، فيجب ان يعين السيد الامين العالم للامم المتحدة ممثلا محايد بديلا للسيد كوبلر لتولي ملف اشرف وليبرتي. = ماهي توقعاتكم من الدول والمؤسسات العربية حول الهجوم الاخير؟
** واجه الاعتداء المجرم موجات واسعة من الادانة والاستنكار في مختلف البلدان. وعلى الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمات وجمعيات حقوق الانسان ادانة الهجوم الارهابي الجبان لكي النظام الايراني لا يتجرأ تكراره.