نالت الجامعة الأميركية في بيروت منحة بقيمة 667748.11 يورو من برنامج تمبوس التابع للاتحاد الأوروبي لتمويل برنامج لنيل شهادة الدبلوم المهني في التكنولوجيات الخضراء، أي التقنيات الصديقة للبيئة، في مصر ولبنان. يُعرَف البرنامج ب"بروغرين" (PRO-GREEN) واسمه كاملاً هو: "دبلوم الدراسات العليا المهنية والشهادة المهنية المشتركة/المزدوجة في التكنولوجيات الخضراء". وقد أُطلق البرنامج رسمياً خلال لقاء بدأ يوم أمس الثلاثاء 8 كانون الثاني 2013 ويستمر اليوم الأربعاء، واستضافته كلية الهندسة والعمارة، ومعهد منيب وأنجلا المصري للطاقة والموارد الطبيعية في الجامعة. وبموجب مشروع "بروغرين"، ستتشارك جامعات من مصر ولبنان في تطوير دبلوم مشترك/مزدوج في التكنولوجيات الخضراء، مع التركيز على مصادر الطاقة المتجددة، والأبنية الصديقة للبيئة، والموارد المائية. وسيُطبَّق المنهاج الدراسي أولاً في لبنان ومصر، والهدف هو تعميمه لاحقاً على دول وجامعات عدّة عبر المنطقة. وسوف تكون المقرّرات الدراسية في البرنامج معترفاً بها من الجامعات الشريكة في أوروبا، بالإضافة إلى لبنان ومصر. وقد ضم اللقاء في الأميركية كونسورتيوم من عشرة شركاء من لبنان ومصر وأوروبا لإطلاق نشاطات المشروع ومناقشة مجريات العمل الممتدة على ثلاث سنوات. ويضم المشروع من لبنان الجامعة الأميركية في بيروت، والجامعة اللبنانية الأميركية. ومن مصر، تشارك الجامعة الأميركية في القاهرة، وجامعة حلوان، وجامعة قناة السويس. ومن أوروبا يشارك اتحاد الجامعات المتوسطية (إيطاليا)، وجامعات أليكانتي (إسبانيا)، ولوند (السويد)، وبوليتكنيك تورينو (إيطاليا)، وكلية دبلن الجامعية (إيرلندا). والجهات المستهدَفة في البرنامج هي أساتذة الجامعات وطلابها، والمهنيون العاملون في مجالات الهندسة والعمارة والعلوم والتكنولوجيا الذين يرغبون في تطوير مهاراتهم في قطاع الطاقة الخضراء الذي يشهد نمواً وازدهاراً. كما أن البرنامج موجًّه بشكل غير مباشر إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة والمسؤولين الحكوميين والمجتمع ككل، وكل هؤلاء سيستفيدون من خلق فرص عمل وتنمية مستدامة قوامها النتائج. وقالت مديرة المشروع الدكتورة نسرين غدار، نائبة وكيل الشؤون الأكاديمية وأستاذة كرسي دولة قطر لدراسات الطاقة في الجامعة الأميركية في بيروت، إن إنشاء شهادة مشتركة/مزدوجة في تطبيقات الطاقة الخضراء سيقدّم فرصة فريدة للطلاب والأساتذة والمهنيين في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (منظومة مينا). وأردفت: "برنامج بروغرين سيكون أول دبلوم مهني يُمنح في المنطقة ويتناول تحديداً مسائل الطاقة المتجددة والأبنية الخضراء والموارد المائية". وأضافت: "يطلب المهنيون مثل هذا التدريب كي يواكبوا متطلّبات سوق العمل، ويُحدثوا تغييرات مستدامة في مجتمعاتهم. هذه الشهادة سترفع جامعات دول منظومة مينا إلى مصاف الجامعات العالمية، وسوف تتقيّد بالمعايير التي حدّدها مسار بولونيا". وقال الدكتور إيهاب عبد الرحمن، العميد المشارك للدراسات العليا والأبحاث في الجامعة الأميركية في القاهرة، الذي كان وراء فكرة إطلاق برنامج الدبلوم: "تضعنا الأزمات الراهنة في مجالَي الاقتصاد والطاقة عند مفترق طرق. الطريق الأول يعود بنا إلى الوراء، إلى الاستراتيجيات التنموية الاقتصادية غير المستدامة المُمعِنة في الهدر وفي بث غازات الكربون، والمتّبعة منذ عقود، والطريق الثاني يؤدي إلى مستقبل أخضر جديد حيث تقتضي الاستدامة الفاعلة خفض انبعاثات الكربون واختيار مصادر الطاقة والوقود الأكثر مراعاةً للبيئة، والأبنية ذات الاستهلاك المنعدم للطاقة. سوف يُتيح هذا المسار لمجتمعاتنا اختيار استراتيجيات النمو الاقتصادي المستدام والصديق للبيئة، والتي تساهم في استحداث وظائف عالية النوعية تؤمّن معيشة الأُسر، بالإضافة إلى الازدهار الطويل الأمد. إننا نفتخر بتتفيذ مشروع سيساعد على السير بمنطقة مينا نحو مستقبل جديد أخضر". وشدّد عارف الصوفي، منسّق تمبوس في لبنان، على أهمية تشجيع التكنولوجيا الخضراء عبر برامج جامعية عموماً، وبرامج هندسية خصوصاً. وقال: "من شأن مشروع بروغرين أن يساعد على نشر التوعية حول السبل التي تُتيح للبرامج الجامعية والهندسية المساهمة في حماية البيئة وتأدية دور أكثر فاعلية في تلبية حاجات المجتمع". يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي استثمر حوالي عشرة ملايين يورو خلال العقد المنصرم في 38 مشروعاً ومئة منحة للأكاديميين اللبنانيين. وتمبوس هو أداة الاتحاد الأوروبي الأساسية للتعاون في التعليم العالي. وقال دييغو اسكالونا باتوريل، مسؤول التعاون في بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان، إنه بالرغم من الانكماش الاقتصادي في أوروبا، شهد الاقتصاد الأخضر زيادة في معدّل التوظيف، ولا يزال قوياً. ولهذا السبب، سوف يُتيح مشروع بروغرين فرصة قيّمة للطلاب واليد العاملة. وأردف باتوريل مشيراً إلى الوضع في أوروبا: "الاستثمار في البُنى التحتية للطاقة المتجدّدة وفي فعالية الطاقة يساهم في استحداث وظائف في مختلف القطاعات بما فيها قطاع الإنشاءات الذي يعاني من تداعيات سلبية جداً جرّاء الأزمة الاقتصادية الراهنة". تأسست الجامعة الأميركية في بيروت في العام 1866 وتعتمد النظام التعليمي الأميركي الليبرالي للتعليم العالي كنموذج لفلسفتها التعليمية ومعاييرها وممارساتها. والجامعة هي جامعة بحثية تدريسية، تضم هيئة تعليمية من أكثر من 600 أعضاء وجسماً طلابياً من حوالي 8000 طالب وطالبة. تقدّم الجامعة حالياً ما يناهز مائة برنامج للحصول على البكالوريوس، والماجيستر، والدكتوراه، والدكتوراه في الطب. كما توفّر تعليماً طبياً وتدريباً في مركزها الطبي الذي يضم مستشفىً فيه 420 سريراً.