ظهرت حالة من الرفض الرسمي والشعبي لإقامة مولد الحاخام اليهودي المزعوم " أبو حصيرة " الذي يُقام بقرية " دمتيوه " بدمنهور بالبحيرة , فقررت مصر عدم إقامته ومنع دخول أي إسرائيليين أو يهود من جنسية أخرى للاحتفال . وأكد مصدر دبلوماسي أنه تم إبلاغ سفارة الكيان الصهيوني بالقاهرة بمنع إقامة هذا المولد المزعوم , وعلى الجانب الشعبي رفض المصريون إقامة هذه الاحتفالات وهددوا بإقامة دروع بشرية ضدهم لأنهم يقومون بأفعال منافية للآداب والشرائع .
ومن جهتها باركت قوى سياسية بالبحيرة هذا التناغم بين الشعب والسلطة في هذا الموقف السياسي . و أكد م. أسامة سليمان -أمين حزب الحرية والعدالة بالبحيرة -أن الدولة المصرية أستجابت للإرادة الشعبية بعدم إقامة الإحتفالات بمولد أبو حصيرة مما يدل على أن الإرادة الشعبية تُعد صاحبة الكملة العليا. وأشار سليمان أن قرار القضاء الإداري الذى يتوافق مع الإرادة الشعبية وإستجابة الدولة بعدم إقامة إحتفالات مولد أبو حصيرة لا يُعد خلافاً مع الأديان والشرائع السماوية لأنه ليس معبداً بالإضافة إلى الحاجة في التقصي والتحقق من المزعوم أبو حصيرة هو هو حاخام حقاً أم مسلم أم لا يوجد أبو حصيرة وبالتالى هذا الأمر يُقرر بالإرادة الشعبية. ومن جانبة قال معتز شاهين - المنسق العام لحركة مدونون ضد أبو حصيرة - أتت إستجابة الدولة لرغبة شعبية جارفة لمنع إقامة تلك الإحتفالات مما يُعد ترجمة حقيقة لنضال سياسي وشعبى على مر السنوات السابقة. ودعا شاهين الدولة بإستكمال المطاب بإعمال نص قانون الجبانات والذى جاء فيه بأن الجبانة التى لا تستخدم لمدة عشر سنوات يجوز هدمها ونقل الرفاه التى بها لمكان أخر. وطالب شاهين بضرورة التأصيل العلمى والتاريخى لحقيقة أبو حصيرة لإثبات أنه ليس يهودياً حتى يُنزع مسمار حجا من مصر للأبد. وقال محمد جبر نصار – أمين عام حزب الإصلاح – " لأول مرة منذ فترة طويلة نرى موقف الدولة موافقاً للموقف الشعبي وهذا هو الحال الذي يجب أن يكون عليه مصر بعد الثورة " . وأكد أنه لا يمكن أن يقبل أحد إقامة هذا المولد المزعوم على أرض مصر من قِبل كيان يعتدي على مقدسات المسلمين ليل نهار ثم يأتوا هنا ليقوموا باحتفالات على أرض مصر , مُضيفاً " من كان يسمح لهم بذلك هو المخلوع مبارك لأنه كان كنزاً لهم , أما الآن فقد ذهب كنزهم ولابد أن تذهب معه احتفالاتهم " .
ومن جانبه قال أحمد ميلاد – الناشط السياسي ومدير المعهد المصري الديموقراطي بالبحيرة – أنّ القوى السياسية نجحت قبل الثورة في إرغام النظام السابق على الاحتكام للأحكام القضائية التي قضت بمنع إقامة هذا المولد لعدم توافر الشروط , وبالتالي متوقع من الرئيس المنتخب أن ينصاع لأحكام القضاء وكذلك للإرادة الشعبية التي ترفض هذا المولد المزعوم . وأوضح ميلاد أنّ إقامة هذا المولد هو بمثابة تحدّي للإرادة الشعبية التي ترفض هذا الكيان الصهيوني المغتصب لأراضي إخواننا في فلسطين , وأضاف " نحن لسنا لدينا أي عداء مع اليهود , فاليهودية ديانة سماوية وهي مُعترف بها في الدستور الجديد وإنما العداء للكيان المغتصب للأراضي والحقوق " . وأوضح المهندس جمال منيب – القيادي بالتيار العربي الناصري بالبحيرة – أنه يرفض إقامة هذا المولد المزعوم قائلاً " الإخوان كانوا من القوى الأساسية التي رفضت إقامة هذا المولد وبالتالي من الطبيعي وقد أصبحوا في السلطة أن يظهر موقف رسمي رافض لإقامة أبو حصيرة " . وأضاف " لا يمكن أن يزايد أحد على الإخوان في هذا الموقف فهم كانوا من أوائل المشاركين في مظاهرات رفض أبو حصيرة مع القوى السياسية منذ 2005 , وعبر تاريخهم كانوا من الرافضين للصهيونية " .