القدس، خاص ل"مصر الجديدة" - دوّنت زعيمة حزب "العمل" شيلي يحيموفتش، على صفحة "فيس- بوك" الخاصة بها، ظهر اليوم، دعوة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزعيم حزب "الليكود"، لعقد مناظرة تلفزيونية تمكن المنافسيْن الأبرز في إسرائيل، من طرح منظورهما السياسي على الملأ. وقد تبقى على موعد الانتخابات الإسرائيلية 27 يوما. وكتبت شيلي على صفحة "فيس بوك" الخاصة بها "حضرة رئيس الحكومة، بودي أن أدعوك إلى مناظرة"، منوهة بأن الجمهور في إسرائيل يستحق مناظرة إيديولوجية بين توجهيْن متباينيْن. وأضافت "أدعوك لمناظرة تتناول قضايا اقتصادية واجتماعية، وجدول العمل السياسي- أمني لإسرائيل، وحكم القانون". وأنهت شيلي كاتبة في الدعوة: "مواضيع إضافية- كما تشاء. المكان والزمان والصيغة- كما تختار". وتعني شيلي بالتوجهين المتباينين أنها تمثل توجها اقتصاديا اجتماعيا- اشتراكيا، في حين يمثل نتنياهو توجها رأسماليا. واشتهرت شيلي، وقت عملها كإعلامية، والآن كسياسية، بنضالها الاجتماعي والإنساني، ودفاعها عن حقوق العمال والمرأة، وما زالت تنادي بالمساواة وتحارب ملوك الأموال في إسرائيل. أما نتنياهو، والذي شغل منصب وزير المالية في حكومة شارون في بداية عام 2003، فقد انتهج سياسة الرأسمالية، وعمل على تقليص النفقات في القطاع العام، وتعزيز القطاع الخاص عن طريق سياسة الخصخصة. ويؤمن نتنياهو بأن اقتصاد "السوق الحر" هو مفتاح النمو الاقتصادي في إسرائيل. وفي حين تبزر الاختلافات في المنظور الاقتصادي، تبقى الاختلافات في المنظور الأمني بين نتنياهو وشيلي مبهمة. فقد أجمع محللون سياسيون في إسرائيل على أن شيلي تحاول أن تخاطب جمهور كتلة اليمين عبر رسائل سياسية وأمنية تميل إلى اليمين السياسي، متجنبة لقب اليسارية. وقد تكون المناظرة، لو حصلت بالفعل، فرصة للمواطنين في إسرائيل لفهم الفروقات بين آراء شيلي، خصوصا الأمنية والسياسية، وآراء نتنياهو، ولا سيما في قضايا تتعلق بالمفاوضات، والاستيطان وتقسيم القدس وبعد. وفور نشر دعوتها على "فيس بوك" كتب كثيرون في إسرائيل بأن الفكرة رائعة، وأن الجمهور الإسرائيلي يستحق مواجهة بين مرشحيْن بارزيْن لتوضيح مواقفهم. وكتب بعض أن حزب "الليكود" يتصرف باستعلاء في الفترة الأخيرة، علما أن استطلاعات الرأي الأخيرة تتنبأ بفوزه بأكبر عدد من مقاعد البرمان الإسرائيلي (الكنيست)، وأنه يتعين على رئيسه نتنياهو أن يواجه شيلي، وأن يكشف عن آرائه أمام الجمهور. وكتب آخر أن المناظرة التليفزيونية مهمة للديموقراطية الإسرائيلية أسوة بدول ديموقراطية كثيرة تُجري هذا الطقس الانتخابي المهم. ومع أن إسرائيل تفتقر إلى مناظرة تلفزيونية بين المرشحين الرئيسييْن، على غرار المناظرات الأمريكية، إلى أن ممثلي الأحزاب يشاركون في مؤتمرات كثيرة وندوات جديّة، ومنهم من يستضيف الجمهور في بيته ويطرح مقترحاته السياسية. وركز حزب الليكود في الأيام الأخيرة على مهاجمة أقوال رئيس حزب "البيت اليهودي"، نفتلي بينت، والذي لمّح في كلامه في مقابلة تليفزيونية، أنه يفضل عصيان أوامر عسكرية توعز إليه بإخلاء بيوت لمستوطنين يهود، وردّ نتنياهو على هذه الأفكار قائلا إنها "خطيرة للغاية" وتشجع على التمرد في الجيش الإسرائيلي وتسيء لحصانته، معتبرا أقوال بنيت بأنها تتسم بعدم المسؤولية. وفي غضون ذلك، بدأ حزب "الليكود" بحملته الانتخابية، حيث يرى الإسرائيلي في هذه الأيام صورة نتنياهو زعيم الحزب على لافتات كبيرة في الأماكن العامة، وفي مواقع الشبكة العنكبوتية، تحت شعار "رئيس حكومة قوي - إسرائيل قوية".