كلما اقترب موعد إجراء الانتخابات العامة الإسرائيلية في الثاني والعشرين من يناير المقبل ازدادت حدة وسخونة المعركة بين الأحزاب المتنافسة هناك فحزب الليكود بزعامة نيتانياهو تحالف مع حزب إسرائيل بيتنا بزعامة أفيجدور ليبرمان بهدف الحصول علي أكبر عدد من المقاعد. وفي كلمته بمناسبة هذا التحالف عاد نيتانياهو وكرر كلمته المفضلة قوي حيث قال: جئت اليوم كي أطلب منكم التصويت لصالح رئيس وزراء قوي ومن أجل حكومة قوية ودولة قوية مضيفا أن التحالف مع حزب إسرائيل بيتنا سوف يتيح له الاستمرار في القيادة بقوة 0 واستخدام كلمة القوة في شعارات الليكود ليست جديدة وليست ناجعة دائما ففي عام1999 كان الشعار نيتانياهو زعيم قوي لشعب قوي لكن هذا الشعار لم يفلح كما هو معروف وفاز بمنصب رئيس الوزراء في ذلك الوقت إيهود باراك لكن تري ماذا سيحدث في انتخابات2013 ؟ استطلاعات الرأي التي نشرت منذ عدة أيام تشير إلي تراجع عدد مقاعد تحالف حزبي الليكود وإسرائيل بيتنا إلي37 مقعدا في الكنيست المقبل بانخفاض خمسة مقاعد عن المقاعد التي يشغلها حاليا والبالغ عددها42 مقعدا وهو ما يؤكد أن خريطة الأحزاب الإسرائيلية تتغير استعدادا للانتخابات المقبلة0 فبعد نحو عشرة أيام علي إعلان التحالف بين نيتانياهو وليبرمان تأكد ان الكثير من الناخبين المؤيدين لهما تحولوا إلي أحزاب أخري والمستفيد من هذا التراجع هو حزب العمل الذي سوف تذهب إليه أربعة أو أكثر من مقاعد الحزبين و الرابط شبه الوحيد بين زعيمة حزب العمل شيلي يحيموفتش وبين يائير لابيد وحزبه الجديد وجد مستقبل هو ان كليهما يريدان إسقاط نيتانياهو والكتلة التي تتحالف معه وان تحل محله كتلة الوسط واليسار. والهدف الأساسي ليحيموفتش وتسيبي ليفني زعيمة كاديما السابقة و زعيم كاديما الحالي شاءول موفاز وحزب ميرتس اليساري هو الرغبة في الاطاحة بكل من نيتانياهو وليبرمان وزعماء حزب شاس الديني آرييه درعي وإيلي يشاي ولا شك في أن التطلع المشترك للتغييركما تقول المحللة السياسية ياعيل باز ميلماد يشكل قاسما مشتركا لتوحيد كل هذه القوي تحت راية حزب واحد أو علي الاقل التوجه المشترك نحو الانتخابات والتي تضيف أن هذا وان كان ضروريا لكنه ليس كافيا علي الاطلاق. ليس كافيا لدرجة أن من يريد صالح معسكري الوسط واليسار ويحلم باليوم الذي تنقذنا فيه هذه الكتلة من الكتلة الاخري( أي اليمين المتطرف) عليه أن يتطلع الي أن يتنافس كل حزب يصف نفسه كوسط أو كيسار بمفرده فالتوجه المشترك للانتخابات لكل هذه الاحزاب سيجعل مرة اخري الكثير من الناخبين يجلسون في البيت إذ معروف للجميع بانه لا توجد اي مشكلة لانصار اليسار و الوسط للجلوس في المقاهي في يوم عطلة الانتخابات للتباكي علي ان اليمين مرة اخري سينتصر ولهذا فما الجدوي من تكبد عناء التصويت؟ وليس مصادفة أن أقدام السياسي يائير لابيد علي تكوين حزب خاص به وهو يوجد مستقبل ولم يصارع علي مكانة في حزب العمل, وهناك أوجه اختلاف بين شيلي ويائير فلا توجد أي امكانية للربط بين الايديولوجيا الاقتصادية لشيلي ويائير, رغم أنهما كليهما في يسار الخريطةالسياسية فالأولي لها توجه اشتراكي ديمقراطي تحارب ضد أصحاب المال وتري فيهم أساس كل شر و يائير لابيد لا يمكنه أن ينضم الي مثل هذا المذهب الاقتصادي صحيح أن كليهما يريدان مغازلة الطبقة الوسطي وكل منهما يعتقد بانه يجب تغيير سلم الاولويات في إسرائيل تغييرا تاما, ولكن لكل واحد منهما سلم أولويات مختلف و من لا يريد شيلي يحيموفتش, إما بسبب النهج أو بسبب الشخصية يمكن أن يصوت للابيد, وبالعكس. وإذا ما تنافست تسيبي ليفني في قائمة خاصة بها مع أولمرت أو بدونه فيمكن لمن لا يجد مكانه في هذين الحزبين, او لا يؤمن بزعيميهما أن يجد لنفسه مكانا في حزب ثالث له توجهات مختلفة. و اليمين الإسرائيلي كما يتوقع عدد من المحللين سيخسر رغم أن بعض الاستطلاعات تدعي عكس ذلك.