القدس، خاص ل"مصر الجديدة" - اعلنت قوات الأمن الصهيونية حالة استنفار قصوى جراء تصعيد القصف الصاروخي من قطاع غرة، هذا في اليوم الثاني لعملية "عامود السحاب"، والتي بدأت باغتيال أحمد الجعبري، قائد الجناح العسكري في حركة حماس، واستمرت بقصف زهاء 200 موقع خاصة بمنظمات الإرهاب في قطاع غزة. وقال الناطق بلسان الجيش الصهيوني إن المواقع التي استُهدفت، شكلت مواقع لدفن صواريخ متوسطة المدى، زرعتها حركة حماس والجهاد الإسلامي تحت الأرض. ويدور الحديث في الجهاز الأمني حول صواريخ من طراز "فجر"، تم تهريبها من إيران، ويصل مداها إلى 75 كلم، إي بمقدورها قصف مدينة تل أبيب، في مركز البلاد. إلى ذلك، توعدت المنظمات الفلسطينية المقاومة في غزة، في أعقاب اغتيال القائد الحمساوي أحمد الجعبري، بأنها نجحت في قصف تل أبيب، لأول مرة فى تاريخها. ومنذ ساعات المساء، يوم أمس الأربعاء، أطلقت المنظمات الإرهابية ما يزيد عن 100 صاروخ صوب "إسرائيل"، وهو كمٌ أقل من العدد الذي توقعته القوات الأمنية وفق تقديرات سبقت العملية. ويسود الظن في الأوساط الأمنية أن رد حماس "المتواضع" نتج جراء الإرباك الذي أصاب الحركة، التي فقدت رئيس أركانها الجعبري، الرجل الذي أدار نشاطات المنظمة في السنوات الأخيرة. ورغم كم الصواريخ القليل نسبيا، استطاعت صواريخ حماس قصف مبنى في مدينة "كريات ملاخي"، مخلفة مقتل 3 أشخاص، وإصابة طفلة يبلغ عمرها 4 سنوات بجروح بليغة، تم نقلها إلى مستشفى "شيبا" في منطقة تل أبيب، لتلقي العلاج. وقام الجيش الإسرائيلي بتجنيد قوات احتياطية، تحسبا لتصعيد إضافي في المناوشات مع حماس، وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن قوات الجيش مستعدة لاجتياح القطاع بريا إن اقتضت الحاجة. وأعلنت قيادة الجبهة الداخلية حالة استنفار قصوى في بلدات الجنوب، وفي ذلك إلغاء التعليم في المؤسسات التعليمة الموجودة في محيط غزة. واجتمع مجلس أمن الأممالمتحدة بعد منتصف الليل لجلسة طارئة لبحث التطورات في قطاع غزة، معلنا بعدها انه لم يتوصل إلى قرار بشأن التطورات الراهنة. وصرّحت السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة دعم بلادها للعملية العسكرية الإسرائيلية قائلة: "ما من مبرر للعنف الذي تقوم به حماس والمنظمات الإرهابية ضد إسرائيل". بالمقابل، قال السفير الفلسطيني، رياض منصور، إنه يتوجب نقل "رسالة صارمة ل"إسرائيل" لتوقف بصورة فورية حملتها العسكرية ضد الشعب الفلسطيني، وأن تنصاع إلى الالتزامات التي يفرضها القانون الدولي". وقال السفير الإسرائيلي في الأممالمتحدة، رون برشوار، في نهاية النقاش إن "جزءا من الممثلين في مجلس الأمن دعموا حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها، ونددوا بالقصف الأعمى صوب المدنيين". وقابل السفراء العرب نتيجة المناقشات في مجلس الأمن بخيبة أمل، قائلين إن المجلس "غير مجدٍ". وتابع برشوار قائلا "في غضون الأشهر الماضية نوهت أكثر من مرة بأن التصعيد في الجنوب وشيكٌ، إن بقى مواطنو "إسرائيل" ضحايا إرهاب حماس، واختار مجلس الأمن الصمت وعدم التحرك. لقد اتبعنا ضبط النفس لفترة طويلة. إسرائيل تملك الحق للدفاع عن مواطنيها. لن نقامر بحياة مواطنينا". وخاطب السفير الإسرائيلي أعضاء مجلس الأمن قائلا: "تخيلوا كيف كنتم ستتصرفون لو عاش أطفالكم وعائلاتكم تحت قصف الصواريخ، بدون انقطاع. واجب مجلس الأمن أن يقوم بعمله، وأن يقوم بواجبه المتفق عليه وهو: إدانة حماس، وإدانة الإرهاب، واستنكار إطلاق الصواريخ التي تشل حياة الإسرائيليين"، على حد قوله.