تعرضت مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان السودانية لقصف مدفعي أمس طال وسط المدينة في ثاني هجوم من نوعه خلال أكتوبر الجاري، كما ذكر شهود عيان نقلا عن الجيش السوداني أن 10 مدنيين بينهم طفلين قتلوا في قصف للمتمردين لكادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان المنتجة للنفط. وقال الصوارمي خالد المتحدث باسم الجيش السوداني ، إن متمردين قصفوا موقعا تابعا للجيش خارج كادقلي إلا أن بعض القذائف سقطت داخل المدينة. وأضاف أن الجيش شن عملية "لتطهير" المناطق التي يوجد بها متمردين خارج كادقلي قبل بضعة أيام دون أن يذكر المزيد من التفاصيل. يأتي هذا القصف قبل يوم واحد من اجتماع لمجلس الأمن والسلم الأفريقي يفترض أن يراجع خارطة الطريق الأفريقية لحل القضايا بين الخرطوم وجوبا وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2046. وأضاف الصوارمي في بيان له أنه وفي محاولة منها لزعزعة الأمن والإستقرار بمدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان قامت فلول الحركة الشعبية بإستهداف محطات ام شعران والأحيمر والرصيرص وهي محطات تأمينية تقع خارج المدينة ، فيما إستهدفت بالقصف المدفعي من مسافة اكثر من 12 كيلو مترًا بعض الأحياء السكنية والمواطنين داخل مدينة كادوقلي مما أدى لمقتل طفلين وإصابة ثمانية مواطنين . وقامت القوات المسلحة بالتصدي لهذا العمل العشوائي الذي إستهدف المواطنين في محاولة من الحركة الشعبية بجنوب كردفان لإثبات نفسها ورفع الروح المعنوية لمنسوبيها مؤكدا مقدرة القوات المسلحة على حسم هذه التفلتات التي لن تؤثر على امن وإستقرار الولاية وأضاف ان المدينة عادت الي حالة الاطمئنان وتشهد ولاية جنوب كردفان منذ العام الماضي مواجهات بين القوات الحكومية ومتمردي الحركة الشعبية شمال السودان، وقد تعرضت لقصف من المتمردين الشهر الماضي، أدانته الحكومة السودانية والأمم المتحدة. من جهة أخري أعلن مبعوث رئيس منظمة "الايجاد" التجمع الإقليمي المعني بالتنمية في شرق ووسط أفريقيا إلى الخرطوم أمس عن لقاء مرتقب يجمع الرئيس السوداني عمر البشير بنظيره رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وآخر يجمع البشير برئيس منظمة الايجاد. وكانت المنظمة قد توسطت إبان الحرب بين شمال وجنوب السودان وتكللت جهودها في نهاية المطاف بتوقيع اتفاق السلام الشامل عام 2005 الذي وضع نهاية لحرب أهلية امتدت لنحو ربع قرن. وتأتي خطوة القمة المرتقبة بين البشير وسلفاكير في إطار الجهود التي تبذلها المنظمة للتوصل إلى حلول للنزاع بين دولتي السودان وجنوب السودان حول ست مناطق حدودية أبرزها أبيي. وقال المبعوث يوهانز في تصريح عقب لقائه البشير أمس في الخرطوم إن البشيرأكد حرص السودان على الاستقرار في المنطقة والتزامه التام بتطبيق اتفاق التعاون مع دولة جنوب السودان. وقال إن الرئيس البشير لديه رؤية لحل قضايا المناطق المتنازع عليها مع دولة جنوب السودان بما يحفظ الأمن في المنطقة. وأكد موافقة الرئيس السوداني على عقد لقاء يجمعه برئيس منظمة الايجاد وآخر برئيس جنوب السودان لتعزيز آليات السلام، وتنفيذ اتفاق التعاون بين البلدين والمضي قدما لحل بقية القضايا العالقة بين البلدين. من جانبها أعلنت البعثة المشتركة لحفظ السلام في إقليم دارفور (يوناميد) امس أن الهجوم الذي استهدف قواتها الأسبوع الماضي تم بأسلحة متطورة لم تستخدم من قبل، وربما هدف لمنع القوات من الوصول لمنطقة الهشابة للتحقيق في أعمال العنف فيها. وقتل في الهجوم على قوة "يوناميد" جندي جنوب أفريقي وجرح ثلاثة جنود آخرين، وذلك بعد وقوعهم في كمين نصب لهم على بعد عشرة كيلومترات من الهشابة. وقالت المتحدثة باسم البعثة عائشة البصري إن "الهجوم الإجرامي على قافلة يوناميد نفذته ست عشرة سيارة تحمل قتلة مجهولين ويستخدمون أسلحة متطورة للغاية لم يتم استخدامها من قبل تضم مدفعية آلية وأسلحة متوسطة وصواريخ مضادة للدروع والدبابات ورشاشات كلاشنكوف". وأضافت أن "مدرعة لنقل الجنود أصيبت عدة مرات بهذه الأسلحة". وأضافت عائشة أن يوناميد ستواصل السعي للوصول لهشابه بكل السبل والآن تحضر لإرسال بعثة لاستجلاء الأمر في هشابه وقف لتفويضها لحماية المدنيين". وهذا هو الهجوم الثاني الذي تتعرض له يوناميد خلال هذا الشهر. ووقع الهجوم الأخير قرب هشابه عندما كان وفد من سفراء الاتحاد الأوروبي في زيارة لدارفور وعبروا لمسئولين محليين عن قلقهم من ازدياد معدلات العنف في بعض أجزاء الإقليم. في الاثناء استعدت هيئة قيادة شرطة ولاية الخرطوم لتنفيذ خطة لتأمين العاصمة خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، تشارك فيها كافة الإدارات بقوة قوامها 5600 شرطي سيتم نشرهم بأنحاء الولاية. وتستهدف الخطة تأمين المرافق المهمة والاستراتيجية وحفظ الأمن بالأسواق والحدائق والمتنزهات وأماكن التجمعات، بالإضافة إلى تأمين السجون والنزلاء وتنظيم حركة المرور ومراقبة الشواطئ. وأهابت الشرطة بالمواطنين مساعدتها في أداء مهامها، واتخاذ التدابير الخاصة بتحريز الأموال المنقولة وتأمين المساكن.