ذكر شهود عيان ان طفلا اصيب الاربعاء في قصف على اطراف مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان في جنوب السودان، فيما اطلقت مدفعية المتمردين وابلا من القذائف في هجوم وصفوه بانه رد على قصف شنته القوات الحكومية. وصرح الشاهد لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من كادقلي "صباح اليوم (الاربعاء) سقطت اربع قذائف في مزرعة شرق المدينة وانا شخصيا شاهدت طفلا اصيب باحدى هذه القذائف". واضاف "سمعت مساء الثلاثاء كذلك اصوات قصف واخبرني مواطنون من المدينة ان هذه القذائف اصابت مدرسة". من جهته قال المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال ارنو لودي لفرانس برس عبر الهاتف من نيروبي "اذا قصف الجيش الحكومي مواقعنا سنرد في الحال وما نقوم به رد عليهم"، مؤكدا قصف المتمردين لمدينة كادقلي مساء الثلاثاء. واكد مسؤول في برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة الذي يعمل 16 من موظفيه في كادقلي، سقوط قذائف الثلاثاء والاربعاء. لكن العقيد الصوارمي خالد سعد المتحدث باسم الجيش السوداني نفى ذلك. وصرح لفرانس برس "لم يحدث اي قصف من قبل المتمردين لكادقلي سواء اليوم (الاربعاء ) او امس (الثلاثاء)". واكد ان الجيش السوداني لا يقصف مواقع المتمردين بالطائرات، وقال "لم نقصف لهم اي موقع بالطائرات". وكان ستة اشخاص من بينهم نساء واطفال قتلوا وجرح 22 آخرين في قصف الاثنين، كما نقلت وكالة الانباء السودانية الرسمية (سونا) عن والي الولاية احمد هارون الثلاثاء. ودانت الاممالمتحدة قصف الاثنين معتبرة انه مخالف للقوانين الدولية، واكدت ان احدى القذائف سقطت على الارض قرب مقر صندوق الاممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) لكنها لم تنفجر. لكن لودي شدد على ان مدفعية المتمردين استهدفت مقر قوات الدفاع الشعبي (قوات شبه رسمية) في مواجهة قصف القوات الحكومية لمواقعهم بالطائرات والذي استمر حتى الاربعاء، بحسب قوله. وقال لودي "نحن نستهدف تحركات العسكرين ومعسكراتهم لكن الحكومة تضع هذه المعسكرات قرب المدارس ومقار وكالات الاممالمتحدة". وتزامن قصف كادقلي مع اجتماع عقده حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان مع احزاب اخرى تحت اسم "ملتقى كادقلي التشاوري" للبحث عن حل للحرب في جنوب كردفان. واتهم المتحدث باسم الجيش السوداني المتمردين بالسعي لافشال ملتقى كادقلي ولكن ارنو اكد انه لا علاقة بين القصف والاجتماع. وقاتل سكان جنوب كردفان الاصليين الي جانب جنوب السودان اثناء الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه والتي استمرت 22 عاما وانتهت بتوقيع اتفاق السلام الشامل 2005 الذي افضى الى ان يصبح جنوب السودان دولة مستقلة العام الماضي. واندلع القتال في جنوب كردفان في حزيران/يونيو من العام الماضي. وقد بدأ من كادقلي لكن المدينة ظلت تحت سيطرة الحكومة السودانية.