نتيجة محبطة جداً تلكم التي انتهت إليها الجولة الأولى لانتخابات رئاسة الجمهورية ، فالاختيار صعب جداً بين رئيس وزراء مبارك الذي سقط مع دولته ، و رئيس الحزب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين الذي وضح أدائه السيئ بالبرلمان و ظهر أطماعه في الوصول إلى سدة الحكم بكامل هيئاته. ولكن إذا تمعَّنا أكثر في ما وصلت إليه النتيجة فسنجدها منطقية كثيراً ولأسباب هي كالتالي: 1-الانقسام الذي حدث بين حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح وهما أقوى المرشحين بعد محمد مرسى وأحمد شفيق ، ولو تحالفوا لأصبح الوضع مختلفاً الآن. 2- التكتل التصويتى لجماعة الإخوان المسلمين والذي لا يستهان به أبداً كقوة مؤثرة في أى انتخابات خاصة مع تعدد المرشحين وبالرغم من ابتعاد معظم الشعب عن التصويت لمرشح الجماعة لأسباب نعلمها جميعاً مما يعطى ضرورة لدى الجماعة وقياداتها لتغيير سياساتها الاقصائية. 3- استنفار جميع أعضاء الحزب الوطني المنحل ورجال أعماله لإنجاح أحمد شفيق ومحاولاتهم المستميتة لأجل استعادة بريقهم المفقود ومصالحهم المنطوية مع الثورة. 4-تصويت الأقباط باعتبارهم كتلة تصويتيه كبيرة لصالح أحمد شفيق واتجاه القلة منهم لحمدين صباحي وعمرو موسى. 5- القبليات والعصبيات الصعيدية التي صوتت لأحمد شفيق لأن الثورة التي أخذت منهم كراسيهم البرلمانية والتي استحوذوا عليها لسنوات طويلة والتي تعتبر من الوجاهة الاجتماعية مما دعاهم للانتقام من الثورة من خلال المرشح الرئاسي المضاد للثورة والثوار. 6-الأداء السيئ لنواب الإخوان في البرلمان وعدم قدرتهم على مواكبة الأحداث التي مرت على البلاد خلال الفترة الماضية ، وما سببوه من مشكلات مثل محاولة الاستحواذ على الجمعية التأسيسية للدستور والاستحواذ الفعلي على لجان مجلس الشعب وعدم صدور قوانين مهمة وقوية لإصلاح حال البلاد ، جعل الأميين من الشعب وأنصاف المتعلمين للتصويت ضد جماعة الإخوان وضد الثورة والتي ما جاءت عليهم سوى بانفلات الأمن وتدهور الحالة المعيشية وأزمات متكررة من سولار وأنابيب وخلافه ، وهذا يثني بالتصويت الاحتجاجي. 7- تعاطف عامة الشعب من الأميين مع الرجل الذي ظل يهان بصفة مستمرة _ أحمد شفيق _ من ضرب بالأحذية إلى سباب ، وكان من الحكمة التي جعلته لا يرد على هذه الاهانات مما جعله في صورة الرجل الحكيم المفترى عليه وهذه عادة بسطاء المصريين. كل هذه الأسباب جعلتنا نقف هذا الموقف المهين للثورة والثوار ما بين ضياع الثورة وحلم التغيير ، وبين أطماع السلطة و الوصول إلى كرسي الحكم ومخاوف من صناعة حزب وطني جديد ، جميعها مخاوف تحاط بطرفي جولة الإعادة لانتخابات رئاسة الجمهورية الفارقة في تاريخ هذا الوطن ، وتضعنا في حيرة شديدة للاختيار بينهما لنعيد حساباتنا وندرس الوضع الحالي بشيء من التأني حتى نتخذ القرار الصائب لما فيه مصلحة مصر و أهلها. أما بالنسبة لفرص كلا المرشحين ، و التوازنات الموجودة على الساحة السياسية ، والخطاب الواجب قوله في الأيام القادمة ، فلنا فيهم حديث قادم بإذن الله. موضوعات بقلم الكاتب ... قصة من دروب الخيال سيادة الشفيق ... !!! مكر العسكر حكاية اللى نط .. ركب على الثورة الدولة الاسلامية .... مدنية خاضعين .. خانعين.. خداماً لأمريكا