قرر العديد من المصريين عدم المشاركة في اختيار الرئيس القادم سواء بالمقاطعة تمامًا أو الذهاب إلى صناديق الانتخاب وإبطال أصواتهم، وهو ما بدأ في انتخابات المصريين بالخارج لجولة الإعادة، «المصري اليوم» حرصت على مقابلة نماذج مختلفة من المقاطعين لتعرف آراءهم وأسباب رفضهم اختيار أحد المرشحين في جولة الإعادة. «الثورة ضاعت، وأبطلت صوتي حتى لا أعطي الفرصة للتزوير» تلك الكلمات كانت لسان حال عم صالح الشربيني صاحب ورشة نجارة، بمنطقة باب الشعرية، أثناء خروجه من أمام لجنة الاقتراع، بمدرسة «خليل أغا» الثانوية العسكرية، وقد أصر عم «صالح» بالرغم من كبر سنه وبلوغه ال60 عامًا، وشدة حرارة الجو، على المشاركة فى الانتخابات والإدلاء بصوته، لكنه أكد أنه لم يعط صوته لا لمرشح الإخوان، ولا مرشح المجلس العسكري، على حد وصفه، مشيرًا إلى أنه قام بوضع علامة «x» على صورة المرشحين لعدم اقتناعه بهما. ويكمل «صالح» كلامه: «الصراع على الكرسى بين القوى الثورية سبب رئيسى فيما نحن فيه الآن، والتاريخ لن يرحم أبو الفتوح، وحمدين صباحى، لأنهما أضاعا حلم الشعب المصري بأن يصل رئيس يمثل الثورة إلى كرسي الرئاسة، حتى يحقق أهدافها». أما إسلام محمد حافظ، طالب بكلية التجارة جامعة القاهرة، التعليم المفتوح، فقد قاطع الانتخابات الرئاسية لعدم قناعته بمرشحي الإعادة، وقال إنه أدلى بصوته فى المرحلة الأولى لحمدين صباحي، لاقتناعه بأنه مرشح الثورة، وأن الدكتور مرسي والفريق شفيق لا يمتان للثورة بصلة بحسب قوله، وأن مقاطعته لم تكن سلبية ولكنها موقف سياسي اتفق عليه هو ومجموعة من زملائه على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك». وشدد «حافظ» على أنه لن يقبل المشاركة في إجهاض الثورة بالتصويت ل«شفيق» أو «مرسي» لأن لكليهما أجندته الخاصة التي لا تمثل السواد الأعظم للشعب حيث إن «شفيق» يهدف لخدمة مصالح فلول النظام السابق فيما يهدف مرسى لخدمة مصالح الإخوان المسلمين. أما كمال الحيظي (47 عامًا) يعمل ميكانيكي سيارات بدون ورشة، فقد فضل الجلوس تحت الشمسية منذ الصباح دون الذهاب للإدلاء بصوته في انتخابات الإعادة على الرغم من اشتراكه في المرحلة الأولى للانتخابات والتصويت لحمدين صباحي، لأنه يرى أن الحكومة والمجلس العسكري فرضا علينا المرشح أحمد شفيق بعد التمييز له بقرار المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب ومنع عزله، ولذلك امتنع عن الإدلاء بصوته، كما يقول، وأضاف «أنا لم أنتخب المرشح الدكتور محمد مرسي لأنني لا أثق فيه أو في جماعة الإخوان المسلمين». «أحمد شفيق ينتمي للنظام القديم وأخطأ في تلاوة آية قرآنية من سورة الزمر في خطابه، ولم يستطع إكمالها إلا بعد النظر في الورقة، وهو ما لا يجعلني أثق فيه ومرسي (شيش) للإخوان وهو ما يعني أن الإخوان يختفون حقا وراء مرسي ولن يحكم مصر سوى دولة المرشد» هكذا برر عماد رفاعي علي، 36 عامًا، عامل بكشك، مقاطعته انتخابات الإعادة، ويقول «أعول أسرة تتكون من 5 أفراد، زوجتي إلى جانب أمي وأبي و3 من الأبناء، بينما يصل راتبي أو يوميتي إلى 20 جنيهًا»، وأضاف «لو لي حق الانتخاب لن أرشح أيًا من المرشحين لأن كليهما لا يصلح للمنصب، ولو كان هناك من يستطيع حكم مصر فلن يكون غير حمدين صباحي»، ويضيف «رفاعي» أنه بتلك الانتخابات «خلاص راح دم الشهداء وأصبحنا بين حسني مبارك الثاني أو حكم دولة المرشد»، وأكد أنه سيمتنع عن الإدلاء برأيه في أي قضية سياسية لأننا لم نعد نعرف إلى أين ستذهب البلد. أما عصام السيد (25 عامًا) سائق تاكسي، أحد المقاطعين لانتخابات الإعادة، فقد أكد رفضه المشاركة لأن أيًا من المرشحين سواء كان محمد مرسي أو أحمد شفيق لا يرضيه، وقال «مرسي مش عارف يقول كلمتين على بعض.. وكل حواراته غير مقنعة ومينفعش يقود الدولة، كما أن الإخوان أصدروا قانون العفو الشامل، حتى يستفيد منه التابعون لهم والإرهابيون وقتلة السادات، أما شفيق فأخطاؤه كثيرة منها أنه كان رئيسًا للوزراء أثناء موقعة الجمل، كما لم يقدم خدمات للمواطنين خلال فترة توليه رئاسة الوزراء».