أجلس على مقعدى الوثير فى غرفة المعيشة ، أدخن ، وأحتسى كوباً من الشاى ، أحدق فيما يحدث أمامى على شاشة التلفاز باهتمام ، وأتسائل هل هذا معقول ؟ هل مايحدث حقيقياً و ليس درباً من دروب الخيال ؟ ، كنا قديماً نقول انه حلماً صعب المنال ، بل حينما يقال لنا للبعض قبل الان كانت توجه اتهامات لقائله بالجنون و بأنه يصلح للسكنى بمستشفى العباسية. أتابع اثنين من الرجال المحترمين يطلبون ودادى ويأملون رضائى ، بل ويفعلون كل الألاعيب السياسية من أجل الوصول الى غايتهم وهى أن أرضى ، وان أنتخب أحدهم. فى هذه اللحظات شردت وتذكرت أياماً باذن الله لن تعود أبداً ، أياماً كان فيهاً المستبد هو الحاكم بأمره ، لا يفعل الا مافيه مصلحته هو و أهله و أهل ثقته. نسيت ميولى السياسية ونسيت لمن سأتعطف عليه و امنحه صك القصر الرئاسى و أمنحه مفاتيح العمل الشاق ليلبى حاجاتى ويخدمنى الى أن أنظر فى أمره بعد أربع سنوات ، شعرت بفخر ونشوة ... فخر المحارب الخارج من معركة رابحة قهر فيها عدوه اللدود العنيد القوى، ونشوة الرياضى الحائز على ميدالية ذهبية أوليمبية. حقاً انه شعور لايضاهى ، حققناه بعد جهد جهيد ، ودماء شهداء سقت شوارع مصر فى مختلف ربوعها واجهت الأخطار لتدافع عن فكره .. عن حريه .. عن كرامه .. شعب ظل راضخاً لحكم ظغاة مستبدين. و الان وبعد كل هذا الفخر وهذه النشوة ، التى شعرنا بها فى مناظرة الرئاسة ، يجب علينا أن لا ننسى شهدائنا .. فهم من قادونا الى الفخر بأنفسنا. فتحية فخر و اعزاز مغلفة بالكثير والكثير من الدعوات بالمغفرة الى رب العباد لنحتسبهم عنده شهداء.