ظهرت في الأونة الأخيرة ظاهرة تشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء فكل لا يقتنع بما من الله عليه ويتمرد على الطبيعة الممنوحة له من المولى عز وجل وهذا أمر لعنه الله ورسوله . أصبحت تلك المصيبة مبدأ يسير على نهجه كثير من الرجال في هذا الزمان , فكثير ما نرى الرجال يرتدون قلادة ذهبية أو خاتما ذهبيا ويرتدي الحرير دون داعي أو ضرورة ولقد حرمت تلك الأمور على الرجال , فعن أبي امامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله "صلي الله عليه وسلم": "من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يلبث حريرا او ذهبا" . وفي نفس السياق ,قال ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ان الرسول "ص" قال :"حرم لباس الحرير والذهب على ذكور امتي واحل لاناثهم ", فضلا عن قول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي "ص" :" من مات من امتي وهو يشرب الخمر حرم الله عليه شربها في الجنة ومن مات من امتي وهو يتحلى بالذهب حرم الله عليه لبسه في الجنة " . و من جانب اخر حث الاسلام ان تكون طبيعة المرأة متميزة ,وان يكون مظهرها صورة صادقة لهذه الطبيعة كما اراد ذلك للرجل فنهى الله تبارك وتعالى تشبه كل منهما بالاخر وحرم عليه ذلك سواء كان التشبه في اللباس او الكلام او الحركة او غير ذلك . فقال ابن عباس رضي الله عنه ,عن رسول الله "ص" :" لعن الرسول المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال" , فضلا عن قوله "ص" :" لعن رسول الله مخنثي الرجال الذين يشبهون النساء والمترجمات من النساء المتشبهات بالرجال وراكب الفلاة وحده " . فمن المحرمات على النساء ان يرتدين او يتشبهن بالرجال وهذا ما أمر الله به ورسوله ان تكون المرأة كما مثلها الله والرجل كما خلقه الله فكل له مميزات عمله ,وكل يجازى على نوعه فلا داعي الى التخلف عما أمر به الله تبارك وتعالى وجاء به رسوله "ص" . روى أبي داوود ان ,المتشبهين بالنساء ،والزي ,واللباس ,والخضاب ,والصوت ,والصورة ,والتكلم ,وسائر الحركات ,والسكنات من خنث يخنث كعلم يعلم لان وتكسر فهذا الفعل منهي عنه لانه تغييرلخلق الله قال النووي :"المخنث ضربان احدهما من خلق كذلك ولم يتكلف التخلق بأخلاق النساء وزيهن وكلامهن وحركاتهن وهذا لا لوم عليه ولا اثم ,ولا عيب ولا عقوبة لانه معذور والثاني من يتكلف اخلاق النساء وحركاتهن وسكناتهن وكلامهن وزيهن فهذا هو المزموم الذي جاء في الحديث لعنه ,والمترجلات تعني المتشبهات من النساء بالرجال زيا وهيئة ورفع صوت فان التشبه بهم مزموم الا في التزام القول فنقول مثلا ان كلمتها كالسيف او انها كالرجل في رايها ووعدها صادقة الكلمة والوعد كما روي أن عائشة رضي الله عنها كانت رجلة الرأي اي كانت كلمتها مثل الرجل – فهذا تشبه محمود لأنها إلتزمت رأيها وكلامها فتشبهت بعقلانية الرجل وصدق كلمته ,وليس في مشيته وزيه وعلو صوته . ويأتى هذا على خلاف ما يتمثل به شباب هذا الجيل ,فالتشبه بين الجنسين في تلك الفترة يظهر في إرتداء الفتيات البنطال ,وقص الشعر وتقصيره واخريات يرتدين البدل والكرافت والرجال يتكسر في كلامه وضحكته كالنساء واخر يرتدي في رقبته قلادة او "انسيال" في يده تشبها بالنساء وأخر يرتدي الذهب والحرير كالنساء . فذكر أن امرأة مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم متقلدة قوسا فقال النبي "ص" :"لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء". وعن بن عمار بن ياسر رضي الله عنه وأرضاه قال ,قال رسول الله "ص" : " ثلاثة لا يدخلون الجنة : "العاق لوالديه والديوث ورجلة النساء"