صرح رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي لوكالة فرانس برس اليوم الخميس ان لبنان ملتزم بمساعدة اللاجئين السوريين الموجودين على ارضه انسانيا، مشيرا الى سعيه الى ان ينأى ببلده عن الاحداث السورية. وقال ميقاتي، ردا على سؤال عن دعوة الولاياتالمتحدة الجيش اللبناني لحماية المعارضين السوريين، "ان مقاربتي لهؤلاء اللاجئين القادمين الى لبنان هي انسانية بحت". وقدر ميقاتي عدد النازحين السوريين الموجودين في لبنان بخمسة آلاف، معظمهم موجودون في منطقة الشمال. وقال "نحن نبذل كل ما هو ضروري لمساعدة هؤلاء الناس (...) ونقدم لهم الادوية والملجأ وامكانية ادخال اولادهم الى المدارس". وكانت السفيرة الاميركية في بيروت مورا كونيلي دعت الثلاثاء خلال اجتماعها مع وزير الدفاع اللبناني فايز غصن، الجيش الى "حماية الاعضاء المنتسبين الى المعارضة السورية المقيمين في لبنان، باعتبار هذا الدور احد التزامات لبنان القانونية الدولية". ولجأ عدد من المعارضين السوريين الى لبنان منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد في منتصف آذار/مارس. كما فر اليه جنود سوريون منشقون تفيد تقارير ان الجيش اللبناني اعاد تسليم عدد منهم الى سوريا. ويؤكد معارضون سوريون التقتهم وكالة فرانس برس انهم يعيشون متخفين في لبنان، وفي خوف مستمر من ان يتم استهدافهم من مجموعات لبنانية موالية للنظام السوري، او من اجهزة امنية معينة. وردا على سؤال عما اذا كان موقفه يشمل اعضاء المعارضة او الجنود الفارين، اكتفى ميقاتي بالقول ان لبنان ملتزم بمساعدة "المواطنيين السوريين". واشار الى انه لم يتلق اي شكوى حول تسليم جنود او ملاحقة معارضين سوريين، ولم يواجه بعد اي قضية من هذا النوع. وعن موقف بلاده من الاحداث السورية، قال ميقاتي انه يعمل على الا تصل تداعيات الازمة السورية الى لبنان. وابدى ميقاتي "قلقا على المنطقة بكاملها"، قائلا "ان الانفجار في سوريا لن يكون داخليا، بل سيطال المنطقة". الا انه قال "في ما يتعلق بلبنان، قلت باستمرار اننا نسعى الى ان ننأى بانفسنا بقدر الامكان عن الاحداث، كما نحاول ان نقلل من انعكاساتها على لبنان". واضاف "لا يمكنني ان افعل شيئا غير حماية الوحدة الوطنية اللبنانية والسلم الاهلي. وهو الاهم بالنسبة إلي". وأقر ميقاتي بان الاحداث المستمرة في سوريا من حوالى سبعة اشهر تترك انعكاسات اقتصادية على لبنان. وقال ان "الصادرات من لبنان الى سوريا تتقلص وهذا قد يؤثر على الاقتصاد اللبناني". ويراس ميقاتي منذ اربعة اشهر حكومة يملك الاكثرية فيها حزب الله وحلفاؤه المؤيدون للنظام السوري. وعن التقارير حول خروقات سورية للاراضي اللبنانية خلال الاسابيع الاخيرة، قال رئيس الحكومة "هناك لجنة تنسيق لبنانية سورية تعمل لتحديد اسباب حصول ذلك، لكن مثل هذه الحوادث، اي دخول دبابة مسافة كيلومترين داخل الاراضي اللبنانية في منطقة الحدود فيها متداخلة، ثم خروجها، ليست بالامر الجديد. انها حوادث تحصل باستمرار". وتحدثت تقارير اعلامية عن توغل لوقت قصير لدبابتين سوريتين الثلاثاء في بلدة عرسال الواقعة في منطقة حدودية في البقاع (شرق) قام خلالها جنود سوريون باطلاق النار على ابنية للاشتباه بوجود فارين من سوريا فيها. ووقعت خلال الاسابيع الاخيرة حوادث اطلاق نار عدة من الاراضي السورية طالت اراضي لبنانية حدودية في الشمال.