اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اسرائيل الاربعاء بانها تفتقر الى "مبادئ الاخلاق التجارية" في الصفقات العسكرية بين البلدين. وصرح اردوغان للصحافيين "ان اسرائيل لم تظهر اي احترام لاتفاقاتنا الثنائية في مجال الدفاع"، في اشارة الى اتفاق لشراء تركيا طائرات اسرائيلية بدون طيار. واوضح اردوغان "على سبيل المثال، فقد تم شراء طائرات بدون طيار، ثم اعيدت لاجراء مزيد من الصيانة لها. وما زال (الاسرائيليون) يؤخرون تسليمها. هل هذا اخلاقي؟". وتدهورت العلاقات التي كانت متينة بين تركيا واسرائيل، الاسبوع الماضي بعد رفض اسرائيل الاعتذار عن الهجوم على سفينة تركية كانت متوجهة الى غزة في ايار/مايو 2010 وقتل خلاله ثمانية اتراك واميركي من اصل تركي. والجمعة الماضي اعلنت انقرة عن طرد السفير الاسرائيلي غابي ليفي وقطع جميع العلاقات العسكرية بما فيها العقود التجارية المتعلقة بالدفاع. وقال اردوغان "ربما تكون لديك مشكلة من احد او ان تكون مستاء منه .. ولكن هناك اخلاقا تجارية في الاتفاقيات العالمية، وعليك ان تلتزم بهذه القواعد الاخلاقية". وكانت تركيا واسرائيل وقعتا الاتفاق في العام 2005 لتزويد تركيا بتلك الطائرات التي تستخدمها انقرة في عملياتها لمكافحة الارهاب. وبعد ان كانت تركيا الصديقة المقربة من اسرائيل، بدأت في انتقاد الدولة العبرية منذ تولي اردوغان وحزب العدالة والتنمية الذي له جذور اسلامية السلطة في 2002. واثار الهجوم الاسرائيلي على "اسطول الحرية" المؤلف من ست سفن والذي كان متوجها الى غزة، غضبا واسعا. وانتقد تقرير اصدرته الاممالمتحدة لجوء اسرائيل الى القوة "المفرطة" في الهجوم. الا ان ذلك التقرير اغضب الفلسطينيين بتاكيده على حق اسرائيل بفرض حصار على غزة لمنع وصول الاسلحة الى حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تحكم القطاع. وفي عرض للقوة، هدد اردوغان بزيارة غزة وقال انه سيفرض مزيد من العقوبات. والاربعاء رفض التعليق على "الخطة ج" للحكومة التركية. وقال "اذا اعلنا عن خطوات جديدة، فان الاستراتيجية ستفقد معناها". واكد وزير اسرائيلي الاربعاء ان اسرائيل لن تقدم اي اعتذارات لتركيا عن هجومها على السفينة التركية مافي مرمرة التي حاولت كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة. وقال وزير المواصلات اسرائيل كاتس للاذاعة العامة "ان اسرائيل تدافع عن مصالحها ولن تعتذر حكومتها". وكانت وحدة كومندوس اسرائيلية هاجمت اسطولا من السفن يضم السفينة التركية مافي مرمرة فيما كان متوجها لكسر الحصار البحري عن قطاع غزة في المياه الدولية وقتلت تسعة اتراك في ايار/مايو 2010 . واضاف كاتس ان"اسرائيل ستواصل حصارها البحري على قطاع غزة لمنع نقل الاسلحة لارهابيي حماس". واقرت تركيا الاسبوع الماضي عقوبات ضد اسرائيل بسبب رفضها تقديم الاعتذار ورفع حصارها البحري عن غزة. وفي حديث للاذاعة العامة قالت زعيمة المعارضة الاسرائيلية تسيبي ليفني رئيسة حزب كاديما ان "تدهور العلاقات بين تركيا واسرائيل مستمر منذ عامين ونصف ويجب على مسؤولي البلدين ان يجروا محادثات". وترى ليفني ان "تركيا تشعر بان اسرائيل معزولة وضعيفة وان علاقاتها متازمة مع الولاياتالمتحدة (...) فتركيا لم تكن ستتصرف على هذا النحو لو ان عملية السلام مع الفلسطينيين لم تتعطل".