دعت الولاياتالمتحدة مساء الثلاثاء السلطات السودانية إلى احترام وقف إطلاق النار الذي اعلنته من جانب واحد لمدة اسبوعين في ولاية جنوب كردفان، بينما اتهمت الخرطوم حكومة جنوب السودان بدعم المتمردين في المنطقة. وجاءت دعوة الولاياتالمتحدة عقب ورود تقارير من مجموعات حقوقية بأن الطائرات الحربية السودانية قصفت مناطق في الولاية بشدة. وكان الرئيس السوداني عمر البشير تعهد في 23 اغسطس/ آب بوقف إطلاق النار لمدة اسبوعين في الولاية التي تشهد قتالا عنيفا بين القوات السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان منذ أوائل يونيو/ حزيران الماضي. واندلع القتال بين الجانبين على خلفية الانتخابات الولائية التي أعلن عن فوز حزب المؤتمر الوطني الحاكم بها، لكن الحركة الشعبية رفضت هذه النتيجة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إن الولاياتالمتحدة قلقة جدا بشأن التقارير التي تتحدث عن قصف متواصل من قبل القوات الجوية السودانية للمناطق المدنية في جنوب كردفان . كما دعت نولاند قوات الحركة الشعبية إلى إعلان هدنة مماثلة لمدة اسبوعين لتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين. وقالت منظمتا العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش الثلاثاء إن الجيش السوداني شن غارات جوية على المدنيين في منطقة جبال النوبة الواقعة في جنوب كردفان. واعتبرت المنظمتان أن هذه الغارات ترقى إلى كونها جرائم حرب. وقام باحثون من المنظمتين بزيارة استغرقت اسبوعا إلى جنوب كردفان شهدوا خلالها قصف شبه يومي من قبل الطائرات الحكومية على قرى المنطقة ومزارعها. وكانت البعثة شاهدا على عمليات قصف جوي في 14 و19 و22 اغسطس/اب الجاري فيما قام الفريق بتقصي اجمالي 13 غارة جوية في كاودا ويلامي وكورشي اسفرت عن مقتل 26 شخصا واصابة 45 اخرين منذ اواسط اواسط شهر يونيو/حزيران الماضي دون ان يكون هناك نشاط عسكري للمتمردين في المناطق المستهدفة. وطلب كبير مستشاري منظمة العفو المجتمع الدولي الى التحرك العاجل لمعالجة الوضع هناك واضاف ان الهجمات الجوية التي تستهدف المدنيين وتقييد تحركات منظمات الاغاثة في جنوب كرودفان اشبه ما تكون بمثابة جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. يذكر أن قوات الحركة الشعبية التي تقاتل في جنوب كردفان كانت جزءا من الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي خاض عقدين من الحرب الأهلية ضد الحكومة السودانية. وتوقفت الحرب عام 2005 بعد توقيع اتفاق السلام الشامل بين الجانبين والذي أفضى إلى انفصال جنوب السودان وتكوين دولة جديدة في يوليو/ تموز الماضي. لكن على الرغم من ذلك لا تزال العديد من الملفات عالقة بين الجانبين ومن أبرزها وضع ولاية جنوب كردفان ومصير مقاتلي النوبة. وتتهم الخرطوم حكومة جنوب السودان الوليدة بدعم حلفائها السابقين في جنوب كردفان. وتقدمت الحكومة السودانية الثلاثاء بشكوى إلى مجلس الأمن متهمة جنوب السودان بزعزعة الاستقرار في الولاية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية السودانية لوكالة رويترز إن الشكوى تتهم جنوب السودان بتعطيل السلام وتقديم المساعدة للمتمردين في جنوب كردفان . ووصف وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي دولة جنوب السودان، في الشكوى التي نشرتها وكالة الأنباء السودانية (سونا)، بأنها معادية للسودان. وأضاف ظلت حكومة جنوب السودان تقف خلف كل الأنشطة العدائية في جنوب كردفان وظلت تدعمها بالأسلحة والمعدات . على صعيد متصل، اعلنت دولة جنوب السودان واسرائيل عزمهما على تبادل السفراء في المستقبل القريب. وجاء هذا الإعلان خلال أول زيارة يقوم بها وفد اسرائيلي رسمي إلى جوبا عاصمة جنوب السودان. وأجرى رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت محادثات مع الوفد الاسرائيلي برئاسة نائب رئيس الكنيست داني دانون. وقال وزير شؤون الرئاسة في جنوب السودان دينق ألور إن بلاده ستسمي سفيرها لدى إسرائيل خلال الأيام المقبلة، مؤكدا أن كل جانب سيفتتح سفارة في البلد الآخر. وأضاف في تصريحات صحافية أن مجالات التعاون بين الطرفين ستشمل المجال الزراعي. من جهته قال دانون إن إسرائيل ستساعد جمهورية جنوب السودان لتتمكن من بناء اقتصادها لتكون صديقا حقيقيا لها في بناء الديموقراطية في أفريقيا . وأضاف، في تصريحات بالقصر الرئاسي في جوبا عقب اجتماعه مع سلفا كير، أن إسرائيل ستتعاون مع جنوب السودان في مجالات الزراعة والعلوم والتكنولوجيا. يذكر أن اسرائيل اعلنت اعترافها بجمهورية جنوب السودان بعد أيام من إعلان انشائها.