بنغازي (ليبيا) (رويترز) - قال معارضون لمعمر القذافي يوم الاثنين ان القوات الموالية له في سرت مسقط رأسه تحث الناس على القتال أو الموت على أيدي مهاجمين دمويين مما يعقد الجهود لترتيب استسلام سلمي للمدينة. وتزحف القوات المناهضة للقذافي من الشرق والغرب على سرت التي تقع على بعد 450 كيلومترا شرقي طرابلس. وتقول المعارضة انها تفضل ألا تخوض قتالا للسيطرة على المدينة لكن المحادثات فيما يبدو ما زالت متعثرة. وقال حسن دروعي ممثل المجلس الوطني الانتقالي في سرت والمقيم بمدينة بنغازي انه لا يستطيع القول باحراز تقدم حقيقي بسبب الصعوبات التي تواجهها قوات المعارضة مع الموالين للنظام. وأضاف أنهم يخبرون الناس بأن المعركة لم تعد من اجل القذافي بل من اجل حماية ارواحهم مضيفا أن الرسالة التي وجهها القذافي منذ ثلاثة ايام تم بثها في سرت لحث الناس على القتال لانقاذ أنفسهم. وما زال مكان القذافي مجهولا. وقال محمد الزواوي وهو متحدث اخر ان الموالين للقذافي يبلغون الناس بأن قوات المعارضة تريد قتلهم لكن استطرد قائلا ان المجلس الوطني يبعث برسالة واضحة مفادها ان قواته لن تقتل احدا. وأضاف أن هذه الرسالة يجري نقلها عن طريق الهاتف الذي يعمل بالاقمار الصناعية الى المتعاطفين مع المعارضة في سرت والذين يقومون بدورهم بنشرها. وتعتبر سرت التي حولها القذافي من قرية صغيرة الى مدينة يقطنها 100 الف نسمة هي الحصن الاخير للزعيم الهارب على الساحل حيث يعيش معظم سكان ليبيا البالغ عددهم ستة ملايين نسمة. وينتمي كثير من سكان المدينة الى قبيلة القذافي. وقال شمس الدين عبد المولى المتحدث باسم المجلس ان معظم الناس في سرت مناهضين للقذافي غير أن الاقلية الموالية للقذافي هي التي تملك اسلحة وتستخدم كل اساليب التخويف ووصف هذه الاستراتيجية بأنها فاشلة. وقال عبد المولى ان قوات المجلس الوطني سمعت باعدام نحو 45 من جنود وضباط القذافي في سرت بعد رفضهم القتال من اجل ما اعتبروها قضية خاسرة. ولم يتسن التأكد من صحة الخبر من مصدر مستقل. وقال الزواوي ان القوة الرئيسية من المقاتلين القادمين من الشرق أصبحت على بعد نحو 100 كيلومتر من سرت وان كانت بعض الوحدات الصغيرة تقدمت قليلا. وتوجد القوة القادمة من الغرب على بعد نحو 30 كيلومترا من المدينة. وقال الزواوي ان بعض المقاتلين يتحركون لقطع طريق يربط بين سرت وبلدة سبها وهي معقل اخر للقذافي على بعد نحو 500 كيلومتر الى الجنوب الغربي. وتقصف طائرات حلف شمال الاطلسي مواقع عسكرية ومخازن أسلحة للقوات الموالية للقذافي في سرت. وتقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الانسان ان الجانبين أعدما سجناء لكن دروعي قال ان الرسالة الموجهة لانصار القذافي هي أنه لن تكون هناك عمليات قتل انتقامية عند السيطرة على سرت. وأضاف دروعي أن المعارضة لها رجال في سرت على استعداد للسيطرة على المدينة مشيرا الى أن الموالين للقذافي سيودعون في السجن بأمان حتى محاكمتهم. وتقول القوات المعارضة للقذافي ان الوقت في صالحها وانه لا توجد مهلة محددة لاستسلام المدافعين عن سرت التي تعاني من انقطاع الكهرباء ونقص الاغذية والادوية. وقال دروعي ان من يحاولون دفع جنود القذافي لالقاء أسلحتهم يزدادون قوة يوما بعد يوم.