شيع عشرات العراقيين الاثنين جثث ضحايا التفجير الانتحاري الذي استهدف اكبر مساجد بغداد السنية واسفر عن مقتل 28 شخصا بينهم نائبا في البرلمان. ويعد الهجوم الذي قضى فيه كذلك اطفال وموظفين في المسجد الاعنف في العراق منذ اسبوعين، ويأتي قبل يومين من انتهاء شهر رمضان. ولاتزال اشلاء جثث مقطعة تنتشر في باحة مسجد ام القرى صباح الاثنين بعد ساعات على التفجير فيما امتدت دماء الضحايا الى خارج قاعة الصلاة. وتناثر حطام زجاج النوافذ الملون فيما انتشرت اشلاء ودماء الضحايا على الجدران الرخامية. وتركت بطانيات ملطخة بالدماء استخدمت على ما يبدوا لنقل الجرحى على الارض. وتجمع في الحديقة خارج مبنى المسجد انجز بناء في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين نحو اربعين رجلا، حول جثة عبد الرزاق محسن السامرائي، الموظف في الوقف السني وقد لف جثمانه بالعلم العراقي ووضع في تابوت ثم جرى نقله ليوارى الثرى. ويتخذ الوقف السني من المسجد الكبير مقرا له بعد ان طردت هيئة علماء المسلمين التي يتزعمها حارث الضاري منه في 2007. وكان مسؤول في وزارة الداخلية العراقية اعلن مقتل 28 بينهم النائب خالد الفهداوي الذي ينتمي الى تحالف الوسط المتحالف مع القائمة العراقية واصابة 37 اخرين. لكن مسؤولا في وزارة الدفاع العراقية اكد وقوع ثلاثين قتيلا و34 جريحا في الاعتداء. وقال الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي امام المسجد ورئيس الوقف السني، ان "الانتحاري دخل بين المصلين وهو يخفي المتفجرات في لباسه الداخلي، وتحت ضماد حول يده وتظاهر بانه مريض". واكد السامرائي المعروف بمواقفه الشديدة ضد المتطرفين السنة، ان الانتحاري الذي قال انه ينتمي الى تنظيم القاعدة، كان يترصده ويحاول الاقتراب منه، لكنه لم يتمكن وفجر نفسه على بعد ثلاثة امتار منه. وقال السامرائي للصحافيين داخل المسجد الذي بني على شكل خارطة الوطن العربي "اتوجه الى العالم ليعرف من هو تنظيم القاعدة (..) عليهم الا يبرروا لهم. هؤلاء لم يتركوا حرمة مسجد ولا طفل صغير، الا وانتهكوها". واضاف "رأيت احشاء لاطفال وارجلا وايدي واشلاء بفعل هؤلاء القتلة". وتابع "لا تحسبوهم على العراقيين لا على السنة ولا على الشيعة. هؤلاء ارهابيون والارهاب ليس له دين". وكان السامرائي اشرف على تشكيل افواج الصحوة في مناطق الاعظمية، في نهاية 2007 وكان له الفضل في اعادة استتباب الاوضاع فيها، بعد ان سيطر تنظيم القاعدة عليها. وعلى اثر اسناد عناصر الصحوة التي حاربت تنظيم القاعدة تلقى السامرائي العديد من التهديدات. وادان رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس البرلمان اسامة النجيفي الاعتداء. من جانبه، اتهم الناطق باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا تنظيم القاعدة بالوقوف وراء الهجوم. وقال ان "القاعدة مئة بالمئة هي التي تقف وراء الهجوم". وقال لفرانس برس ان "الانتحاري فجر نفسه وسط المصلين محاولا ايقاع اكبر عدد ممكن من الضحايا". وتعد حصيلة الضحايا الاعلى منذ 15 اب/اغسطس الماضي عندما اوقع تفجير في مدينة الكوت اربعين قتيلا. وكان العراق شهد الاحد اعمال عنف متفرقة اسفرت عن مقتل سبعة اشخاص وصاابة 26 اخرين. الى ذلك، تواصلت اعمال العنف اليوم الاثنين. فقد اعلنت الشرطة مقتل ثلاثة من عناصر الامن العراقي بهجوم نفذه مسلحون باسلحة كاتمة للصوت ضد حاجز تفتيش مشترك لقوة من الشرطة وعناصر صحوة وسط مدينة بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد). وقال عقيد في الشرطة رفض الكشف عن اسمه ان "مسلحين مجهولين هاجموا حاجزا مشتركا للشرطة وقوات الصحوة، وسط مدينة بعقوبة، باسلحة كاتمة للصوت، ما اسفر عن مقتل اثنين من عناصر الشرطة وشخص اخر من الصحوة". واكد الضابط ان "شرطيا رابعا اصيب بجروح في الهجوم الذي وقع قرابة الخامسة من فجر الاثنين، (2,00 تغ)". وتشهد محافظة ديالى، وكبرى مدنها بعقوبة، التي كانت من اكبر معاقل تنظيم القاعدة عمليات عنف متكررة.