نالوت (ليبيا) (رويترز) - كان أمريكي من أصل ليبي يدعى ادم يعيش في العاصمة الامريكية ويدرس ليصبح معالجا أسريا لكنه شعر بنداء أقوى يحثه على القتال من أجل الحرية في ليبيا. ولهذا السبب استبدل ادم كتب علم النفس والاجتماع التي يدرسها في الجامعة بسلاح نصف الي اشتراه بماله الخاص في ليبيا وانضم الى مجموعة من المعارضين الذين يرون أن أمامهم أفضل فرصة للوصول الى طرابلس والاطاحة بالزعيم معمر القذافي. وقال ادم البالغ من العمر 22 عاما والذي ارتدى زيا للتمويه وسترة واقية للرصاص في موقع للتدريب بمنطقة الجبل الغربي الليبية "لم يكن أمامي سوى عام قبل أن أحصل على شهادتي لكنني تركت الدراسة." وأضاف "كان لزاما علي أن أفعل هذا. القذافي يقتل الكثيرين وشعرت بضرورة أن اخذ موقفا. ولم لا.." وترك والدا ادم ليبيا وذهبا الى الولاياتالمتحدة قبل 35 عاما وتربى ادم كطفل أمريكي عادي. وقال "أعتقد أنني كنت سأكون معالجا أسريا جيدا لكني الان أريد أن أحرر طرابلس أكثر من أي شيء." وسرعان ما اكتشف ادم أنه انضم الى حركة معارضة يعتمد فيها المعارضون على أنفسهم ماليا واضطر الى الانفاق من مدخراته التي تصل الى خمسة الاف دولار لشراء طعام وشراب وملبس وحتى أسلحة. وأضاف "كنت سأشتري بندقية بلجيكية لكن البندقية الاسرائيلية أخف كما أنها مزودة بعدسة قناصة." ولم يفصح ادم عن الشخص الذي اشترى منه البندقية لكن تجارة السلاح في السوق السوداء ظهرت في مناطق يسيطر عليها المعارضون الليبيون. ويعيش ادم والمقاتلون الاخرون في لواء طرابلس -وعددهم 532 بينهم غربيون اخرون- في سكن للطلاب ببلدة نالوت التي تبعد مسافة نحو 280 كيلومترا عن طرابلس. ولواء طرابلس منظم بشكل كبير ويحتفظ بسجلات على الكمبيوتر لكل مقاتل وبه هيكل قيادة أفضل من معظم وحدات المقاتلين الاخرين. وارتفعت الروح المعنوية خلال الاسابيع القليلة المنصرمة بعدما سيطر المعارضون على بعض البلدات والقرى من الحكومة في سهول ما وراء الجبل الغربي. لكن المعارضين لم يسيطروا بعد على معقل القذافي في بلدة تيجي وان كانوا يحاصرونها. وهنا تعلم ادم بصعوبة أن كسر الجمود في الصراع الليبي لن يكون سهلا. وقال "نحن محاصرون بجانب تل رملي في الصحراء منذ ثلاث ساعات. وتتطاير الرصاصات فوق رؤوسنا طوال الوقت." وطلب ادم عدم ذكر اسم عائلته حرصا على حياة أقاربه في طرابلس ولان والديه في الولاياتالمتحدة لا يعرفان أنه حمل السلاح. وسئل ادم ان كان نادما على ترك الحياة المريحة في الولاياتالمتحدة فقال "لست نادما على شيء.. ولا لدقيقة واحدة لكن يجب أن أقول انني أكره الاسلحة وبعد أن ينتهي كل شيء أود أن أعود الى ادم القديم.. اذا عرف والداي انني على جبهة القتال في ليبيا فسينتابهما الذعر."