غزة (رويترز) - معظم البيوت الامنة في قطاع غزة القصد منها هو توفير الحماية للنشطاء المدرجة أسماؤهم في قوائم الاغتيالات الاسرائيلية لكن القطاع يوفر الان الملجأ أيضا للفلسطينيات اللاتي يتعرضن للضرب واساءة المعاملة. وافتتح البيت الامن الوحيد في غزة قبل شهرين واستقبل ثماني نزيلات. وتقوم قوات شرطة تابعة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) بحراسة البيت. و"جرائم الشرف" نادرة في قطاع غزة لكنها موجودة بين الفلسطينيين في القطاع والضفة الغربية كما أن هناك زوجات يتعرضن للضرب. وقالت النائبة التشريعية عن حماس هدى نعيم "في العام 2010 لم يتم تسجيل أي حالة قتل على خلفية شرف العائلة وهذا تطور ايجابي." لكن المساواة بين الجنسين لا تحظى باهتمام كبير في غزة. وقد يقتل رجال في مجتمعات عربية نساء قريبات لهم لادنى شك في وجود علاقة عاطفية تربطهن برجال غرباء. ويقول قانونيون في غزة انه لا يوجد بند واضح في القانون الفلسطيني يحدد عقوبة على هذه الجرائم. وقالت المحامية صبحية جمعة من الهيئة المستقلة لحقوق الانسان انه لا توجد وسيلة للتأكد من القضاء على جرائم الشرف. وأضافت "الهيئة قلقة لانها أصبحت ترصد مؤخرا قضايا وفاة أو قتل في ظروف غامضة سواء انتحار أو قتل خطأ طالما أنه لم يتم التحقيق في هذه القضايا تظل عندك شكوك." وبالنسبة للفلسطينيات فان الحديث علنا عن اساءة المعاملة الجنسية في العائلة مازالت من المحرمات لكن اذا كان الامر ينطوي على العنف فان بعض النساء يخترن اللجوء الى البيت الامن في نهاية المطاف. وهناك قاصرات بين الحالات الثمانية في البيت الامن. وزارت بعض النساء البيت لفترة قصيرة أو في الخفاء طلبا للنصيحة ودعم الخبراء. وقالت الاخصائية النفسية سهاد قنيطة "الحالة الاولى جاءتنا كانت لفتاة تعرضت الى عنف جسدي وتم اغتصابها.. تعاملنا معها وقدمنا لها دعما نفسيا والحمد لله استطعنا أن نوفر لها زوجا." وتقول جماعات فلسطينية معنية بحقوق الانسان ان هذا الملجأ هو الاول من نوعه في القطاع. وفي مرحلة ما كان يتم نقل النساء المعرضات للخطر الى الضفة الغربية لحمايتهن من الاقارب الغاضبين. لكن من المستحيل نقل النساء اللاتي يتعرضن للانتهاك الى الضفة في الوقت الحالي بسبب الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع بعد سيطرة حماس على غزة. ويقع البيت الامن الجديد في غزة في مجمع كبير تابع لوزارة الشؤون الاجتماعية في غزة بالاضافة الى وحدة اعادة تأهيل للمذنبين القصر ويقوم حرس بتوفير الامن. ويتسع البيت الامن لخمسين امرأة ويضم غرفا كبيرة ونظيفة وتقوم مشرفات بتقديم النصيحة لهن. وتعيش أربع نساء حاليا في البيت الامن. وقالت امرأة على وشك الولادة انها جاءت الى البيت لان زوجها ضربها. وقالت الاخصائية سهاد "نتمنى أن يساهم المولود الجديد في تحقيق المصالحة بينها وبين زوجها." وتوجد في البيت قاصرتان أجبرهما أقارب على ممارسة البغاء. وأوضحت سهاد أنها صدمت عندما تسلمت عملها الجديد لانها واجهت مشاكل كانت خافية في السابق. وقالت "أتمنى ألا تكون ظاهرة ولكنها مقلقة نوعا ما." وأضافت "نحن نحاول أن نقدم التوعية للعائلات .. ان لم تحل المشكلة داخل البيت نحاول أن نجد عم أو خال أو أحد من الاقارب يقبل استضافة الضحية طبعا في الحالات التي لا يشكل عودتها خطر على الحياة." وتقوم وزارة الشؤون الاجتماعية في غزة بتقديم المساعدة للعائلات وتوفير الوظائف لمساعدة سكان غزة البالغ عددهم 1.5 مليون شخص على مواجهة الاقتصاد المتدهور. وتقول الاممالمتحدة ان معدل البطالة في القطاع يفوق 40 في المئة. لكن تمكين المرأة من الحديث عن تعرضها لاساءة المعاملة أصعب. وقالت هدى نعيم وهي واحدة من عدد قليل من نائبات حماس ان النساء يتحملن اساءة المعاملة الجسدية والعقلية في الاسرة دون أن يتقدمن بشكاوى رسمية. لكن النساء اللاتي يتعرضن لاساءة معاملة جنسية متكررة بدأن في السعي لمساعدة خارجية. ويذهب بعضهن الى مراكز الشرطة وتذهب أخريات الى شيوخ القبائل ورأت هدى في هذا مؤشرا على زيادة الوعي العام. وقالت سهاد "فتح البيت الامن كان خطوة في الاتجاه الصحيح ونحن نلمس في كل يوم وعيا متزايدا من قبل الناس.. ما كان قديما غير مباح الحديث عنه لم يعد بنفس الجمود."