تظاهر آلاف القبارصة اليونيانيين أمام القصر الجمهوري في نيقوسيا الثلاثاء احتجاجا على ما اعتبروه إهمالا حكوميا أدَّى إلى التفجير الذي وقع الاثنين في قاعدة بحرية جنوب الجزيرة وتسبب بمقتل 12 شخصا وإصابة العشرات بجروح. وقد استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق حشد من حوالي خمسة آلاف متظاهر تجمعوا أمام المجمَّع الرئاسي حيث علقوا يافطة كبيرة على بوابة القصر كتبوا عليها عبارة الرئيس ديمتريس كريستوفياس قاتل ويجب أن يُزجَّ به في السجن . وقال شهود عيان إن المتظاهرين حاولوا عبثا تشجيع أفراد وضباط الشرطة على الانضمام إليهم. وأضافوا أن بعض المحتجين الشبان الغاضبين قاموا بكسر قفل في بوابة القصر ليندفع على أثر ذلك الحشد الجماهيري إلى داخل المجمَّع الرئاسي. وقد سمحت قوات الشرطة في البداية بتدفق المتظاهرين عبر البوابة، لكنها منعتهم من اقتحام بوابة أخرى بعدها، إذ قام أفراد من الشرطة يرتدون قناعات واقية من الغاز بمنع المحتجين من التوغل أكثر داخل المجمع الرئاسي. وعندما بدأت حشود المتظاهرين بالتفرق ومغادرة المكان، قامت مجموعة من المحتجين الشبان بالقرب من البوابة بإلقاء الحجارة على المجمَّع، فردََّت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع عليهم. إلاَّ أنه لم ترد أي تقارير عن اعتقالات أو وقوع إصابات في صفوف المتظاهرين، وذلك على الرغم من تأثر المحتجين بالغاز المسيل للدموع. من جهة ثانية، هاجمت معظم وسائل الإعلام المحلية الحكومة بسبب إهمالها وبطئها بالتعامل مع حادثة تفجير القاعدة المذكورة. فقد نشرت جريدة أليثيا (الحقيقة) المعارضة تحقيقا على صدر صفحتها الأولى عن الحادث جاء تحت عنوان إنها جريمة . أمَّا صحيفة سايبروس ميل الناطقة باللغة الإنجليزية، فقد صبَّت جام غضبها على كريستوفياس الذي حمَّلته المسؤولية عن الكارثة التي اعتبرتها بمثابة الخطأ الإجرامي . بدورها عنونت صحيفة بوليتيس المستقلة تقريرها عن الحادث مجرمون: مقتل 12 والاقتصاد في ظلام بسبب اللامبالاة الإجرامية . من جانبه، أعلن المتحدث باسم الحكومة ستيفانو ستيفانو أن الحكومة أمرت بإجراء تحقيق جنائي بالحادث بقيادة الشرطة، ليسير إلى جانب تحقيق آخر بالحادث تجريه لجنة أمر الرئيس كريستوفياس بتشكيلها. يٌُشار إلى أن وزير الدفاع القبرصي كوستاس باباكوستاس كان قد قدَّم استقالته بعد سلسلة الانفجارات التي هزَّت الاثنين القاعدة البحرية المذكورة ومحطة كهربائية جنوب الجزيرة. كما أفادت قنوات التلفزة المحلية أن بيتروس تساليكليديس قائد الحرس الوطني القبرصي اليوناني استقال أيضا. وقبل الرئيس كريستوفياس استقالة الوزيرين وعبر عن تعازيه لأسر الضحايا. وأعلنت المصادر القبرصية ان قائد قوات البحرية القبرصية وقائد القاعدة التي وقعت بها الانفجارات كان من ضمن القتلى. كما أفادت وكالة الانباء القبرصية الرسمية بأن بقية القتلى هم من رجال الإطفاء وجنود الحرس الوطني التابع للقبارصة اليونانيين، بالإضافة إلى بحارة، وليس بينهم مدنيون. وقالت تقارير إن الانفجارات وقعت بعد امتداد حريق اشتعل في غابات مجاورة إلى قاعدة ايفانغيلوس فلوراكيس في مكان وضعت فيه 98 حاوية من بارود المدافع. وتتردد تكهنات بأن تلك المواد كانت ضمن شحنة أسلحة يقال إنها إيرانية المنشأ، وأنه تمت مصادرتها من على متن سفينة ترفع العلم القبرصي ، كانت في طريقها إلى سورية في العام 2009. وتوقفت محطة الكهرباء الرئيسية في البلاد والمجاورة لموقع الانفجارات عن العمل بعد أن أصيبت ثلاثة من مبانيها الأربعة الرئيسية بأضرار جسيمة ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في القسم الجنوبي من الجزيرة. خسائر كما أدت الانفجارات إلى وقوع أضرار في آليات ومبان وأدى إلى تحطم زجاج المنازل في زيغي قرية الصيد السياحية الشهيرة. وسجلت أضرار جسيمة أيضا في قرية ماري المجاورة التي تم إجلاء سكانها البالغ عددهم 150 نسمة. وعلقت السلطات حركة السير على الطريق السريع الوحيد الذي يربط بين نيقوسيا في وسط الجزيرة وليماسول ثاني أكبر مدن البلاد. وقال سائقو سيارات كانوا في الموقع على الطريق الذي يمر على بعد حوالى كيلومتر عن المكان عند حدوث سلسلة الانفجارات أنهم شاهدوا قطع حطام تتطاير في الهواء. قال رئيس البرلمان ياناكيس أوميرو بعد تفقد المكان الذي منع الصحافيون من دخوله: لقد كان الانفجار قويا إلى درجة أن مستودع الأسلحة تحوَّل على أثره إلى مجرَّد حفرة كبيرة . وقال ناطق باسم المطارات القبرصية اليونانية إن انقطاع التيار الكهربائي أدى إلى تعطيل نشاط مطاري لارنكا وبافوس لبعض الوقت قبل أن يعود التيار وتستأنف العمليات مسارها الطبيعي. وتقول مراسلة بي بي سي إن البحرية القبرصية هي أصغر وحدات الجيش القبرصي، وأنها تتكون من قوارب دورية بحرية في الغالب.