اختتمت يوم السبت الحملات الانتخابية في تايلاند توطئة لاجراء الانتخابات العامة اليوم الاحد التي قد تسهم في تعميق أزمة سياسية تعاني منها البلاد منذ ست سنوات. وتشير نتائج استطلاعات الرأي الى احتمال فوز حزب بويا تاي (من أجل التايلانديين) الذي تقوده ينجلوك شيناوترا شقيقة رئيس الوزراء المخلوع تاكسين شيناوترا ليتغلب على الحزب الديمقراطي الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء أبهيسيت فيجاجيفا. وتتركز مخاطر تفجر الاضطرابات في حجم الفارق الذي قد يحققه حزب بويا تاي في حالة فوزه علاوة على مدى رد فعل اصحاب ذوي القمصان الحمراء من المؤيدين للحزب ممن ينتمي معظمهم للمناطق الريفية والحضرية الفقيرة والذين نظموا احتجاجات العام الماضي انتهت بحملة قمع دامية. ومن بين العناصر المهمة في هذه المعادلة ايضا موقف الجيش ذي التاريخ الطويل من اقحام نفسه في الحياة السياسية في تايلاند. وقال بافين تشاتشافالبونجوبون بمعهد دراسات جنوب شرق اسيا بسنغافورة "بات في حكم المؤكد فوز حزب بويا تاي السؤال الان هو ما هي النسبة التي سيحققها." وقال انه اذا حقق هذا الحزب انتصارا ساحقا فسيمثل ذلك "صفعة على وجه" الديمقراطيين الا انه قد يثير ايضا حنق الجيش الذي يشهد تاريخه بتدبير انقلابات لو اثيرت حفيظته. وثمة احتمال ان يعقد حزب بويا تاي صفقة مع الجيش. ويعتقد أن الحزب الديمقراطي الحاكم بزعامة رئيس الوزراء فيجاجيفا (46 عاما) الاقتصادي البريطاني المولد الذي تلقى تعليمه في جامعة أكسفورد والذي يتزعم يحظي بمساندة حزب بهوم جاي تاي الذي يمكن أن يفوز بنحو 30 مقعدا وهو ما يكفي للدخول في ائتلاف مع أحزاب صغيرة تسعى لتجنب البقاء في صفوف المعارضة. ويسعى المرشحون في تلك الانتخابات الى التوصل الى حل للازمة السياسية المستمرة في تايلاند منذ ست سنوات والتي يشوبها العنف أحيانا لكن يخشى كثيرون من أنها ستشعل فتيل المزيد من الخلافات. ولسيدة الاعمال الجذابة ينجلوك شيناوترا الحديثة العهد بالسياسة (44 عاما) أنصار متحمسون لاحتمال أن تكون أول امرأة تنتخب رئيسة لوزراء تايلاند. وتعهدت ينجلوك باحياء السياسات الشعبية التي تبناها تاكسين من رفع الحد الادنى للاجور الى تقديم اعانات للمزارعين. ويريد كثير من أنصارها أن تمضي أبعد من ذلك وتعيد تاكسين نفسه الذي أطاح به انقلاب للجيش عام 2006 ويعيش في دبي لتجنب محاكمته في اتهامات بالفساد يقول ان وراءها أهداف سياسية. وتشير استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا الى ان حزب بويا تاي قد يفوز بنحو 240 مقعدا على الاقل في البرلمان المؤلف من 500 مقعد. وفي مقابلة مع رويترز قال أبهيسيت انه على ثقة في الفوز بمئتي مقعد. ويقول معظم المحللين انه سيجد صعوبة في الفوز بأكثر من 170 مقعدا.