في تصعيد جديد للأزمة المتفاقمة بين واشنطن وكاراكاس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس السبت، ضرورة اعتبار المجال الجوي فوق فنزويلا ومحيطها "مغلقًا بالكامل"، دون أن يقدم أي تفاصيل إضافية، في خطوة تعكس تشديد الولاياتالمتحدة ضغوطها على حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. ويأتي هذا الإعلان في وقت أكّد فيه ترامب أن العمليات الأمريكية ضد القوارب المشتبه في تورطها بتهريب المخدرات في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 80 شخصًا، قد تتطور إلى عملية عسكرية برية داخل الأراضي الفنزويلية، رغم اتصاله الهاتفي بمادورو ومناقشته معه زيارة محتملة إلى واشنطن. تهديد للرئيس مادورو وفي هذا السياق، يرى نعمان أبو عيسى، المحلل السياسي المختص في الشأن الأمريكي وعضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي، أن إعلان الرئيس الأمريكي إغلاق المجال الجوي في فنزويلا أداة تهديد مباشرة للرئيس اليساري المنتخب رسميًا في البلاد، مشيرًا إلى أن ذلك يعكس تحولًا في السياسة الخارجية الأمريكية. وأشار عضو الحزب الديمقراطي، في تصريحات ل"مصراوي"، أن هذا الإعلان جاء دون تنسيق مع وزارة الدفاع، وفق ما ذكرته وسائل إعلام أمريكية، ما يشير إلى أن القرار يمثل امتدادًا لنهج ترامب منذ يوليو الماضي، عندما بدأت الولاياتالمتحدة بشن هجمات على القوارب في المياه الإقليمية وخارج الإقليمية لفنزويلا، والتي راح ضحيتها أكثر من 80 شخصًا خلال الأشهر القليلة الماضية. محاولات أمريكية للضغط على فنزويلا وأوضح أبو عيسى أن هذا التطور للضغط على مادورو لدفعه نحو التنازل وإبرام صفقات تُعزز علاقته مع واشنطن، خصوصًا أن فنزويلا تمتلك أكبر مخزون نفطي في العالم، لكنه من النوع الصعب الاستخراج، ويتطلب تقنيات لا يمكن الحصول عليها دون دعم خارجي، مشيرًا إلى أن ذلك امتداد للقرارات الأمريكية تجاه كاراكاس والتي تضمنت إرسال أكبر حاملة طائرات أمريكية قرب فنزويلا في رسالة تهديد واضحة، في الوقت الذي استبعد فيه الخبراء احتمال اندلاع حرب برية، مؤكدين أن الحرب الجوية وحدها ستكون كفيلة بإحداث تأثير كبير في الداخل الفنزويلي. وألمح المحلل السياسي المختص في الشأن الأمريكي إلى أن الاقتصاد الفنزويلي يعاني من انهيار كبير، وأن الرواتب العسكرية التي لا تتجاوز 100 دولار غير كافية لتوفير متطلبات العيش الأساسية، وهو ما يجعل البلاد عرضة لضغوط خارجية، لافتًا إلى أن تغريدة ترامب المفاجئة دفعت مادورو إلى اتهام الولاياتالمتحدة بالإمبريالية والاستعمارية وتهديد الأمن القومي الفنزويلي، وانتهاك سيادة واستقلال بلاده.