اقتحم محتجون يحملون هراوات مقر انعقاد مؤتمر الأممالمتحدة المعني بتغير المناخ "كوب30"، فجر اليوم الأربعاء، واشتبكوا مع أفراد الأمن الموجودين عند المدخل. وقال شاهد من رويترز، إنه رأى أحد أفراد الأمن وهو يُنقل على كرسي متحرك وكان ممسكا ببطنه، مضيفا أن المحتجين غادروا الموقع بعد فترة وجيزة من الاشتباكات. وذكر شاهد آخر من رويترز، أن المحتجين كانوا ضمن مئات الأشخاص الذين نظموا مسيرة إلى مقر انعقاد المؤتمر في مدينة بيليم البرازيلية. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية، إن عشرات المتظاهرين من السكان الأصليين اشتبكوا مع حراس أمن الثلاثاء في قمة المناخ "كوب30" في بيليم البرازيلية، في حدث نادر ما يحصل في مؤتمر المناخ السنوي للأمم المتحدة. وردد المتظاهرون شعارات ورقصوا خارج مركز المؤتمرات في المساء قبل أن يشقوا طريقهم إلى الداخل حيث تحرك أفراد الأمن لدفعهم إلى التراجع. وسرعان ما عاد الهدوء إلى المكان، وقام الحراس بتحصين المداخل بطاولات وكراس. وتشرف الأممالمتحدة على الأمن داخل مقر انعقاد مؤتمر المناخ كوب30 في حين تتحمل السلطات المحلية مسؤولية المنطقة المحيطة به. وقالت ماريا كلارا، وهي متظاهرة من جمعية "ريدي سوستينتابيليداد باهيا" (شبكة الاستدامة باهيا)، إنها أرادت لفت الانتباه إلى محنة الشعوب الأصلية، مضيفة: "يتم تجاهل هذه الأصوات". وبدأ الإثنين مؤتمر الأممالمتحدة المعنيّ بالمناخ (كوب30)، بمشاركة أكثر من 190 دولة، لكن لم يتّضح بعد، على وجه التحديد، ما الذي سيناقشونه خلال القمّة التي تستمر أسبوعين في مدينة بيليم البرازيلية بمنطقة الأمازون. ولم تتضح أيضًا كيفية تعاملهم مع قضايا شائكة، مثل التعهّد الذي قُطِع في عام 2023 بالتخلي تدريجيًا عن مصادر الطاقة الملوّثة، وطلب التمويل اللازم لتحقيق ذلك. لكنّ السؤال الأكبر هو ما إذا كانت الدول ستسعى للتفاوض على اتفاق نهائي، وهو أمرٌ صعب في عام يشهد انقسامات واضحة على الساحة السياسية العالمية، وجهودًا أميركية لعرقلة التحوّل عن الوقود الأحفوري. واقترح البعض، بمن فيهم البرازيل، أن تركز البلدان على جهود أصغر نطاقًا لا تتطلّب إجماعًا، بعد قمم سابقة تبنّت وعودًا برّاقة على مدى سنوات، لم يتحقّق الكثير منها. وقال أندريه كوريا دو لاجو، رئيس كوب30: "أفضل ألّا تكون هناك حاجة إلى قرار من كوب إذا كانت لدى الدول رغبة قوية للغاية في إصدار قرار من كوب، فسنفكر في الأمر بالتأكيد ونتعامل معه". وأشار إلى تزايد أهمية الصين في المحادثات، في وقتٍ تتعهد فيه الولاياتالمتحدة بالخروج من اتفاقية باريس للمناخ في يناير، ويكافح فيه الاتحاد الأوروبي للحفاظ على مساعيه لتحقيق أهداف مكافحة التغيّر المناخي، وسط مخاوف بشأن أمن الطاقة، وفقا للغد.