شهدت الأزمة السودانية تصعيدًا جديدًا، بعدما لوّح قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، باستهداف أي مطار في المنطقة يشارك في دعم العمليات الجوية لصالح الجيش السوداني. وجاء تهديد حميدتي عقب سلسلة هجمات نفذتها طائرات مسيّرة تابعة لقواته على العاصمة الخرطوم ومطارها، في تصعيد متواصل لليوم الثالث على التوالي. وقال حميدتي في تسجيل مصوّر بثّته قنوات مؤيدة لقوات الدعم السريع: "أي طائرة تقلع من أي دولة مجاورة للمشاركة في الهجمات داخل السودان ستكون هدفًا مشروعًا، وأي مطار تقلع منه تلك الطائرات سنعتبره هدفًا عسكريًا مباشرًا"، مضيفًا: "لو ما متأكدين ما هنقول الكلام ده... أي طيارة تقوم من أي مطار، المطار ده بالنسبة لنا هدف مشروع". وخاطب أنصاره قائلًا: "النصر قريب، النصر قادم". محمد حمدان دقلو "حميدتي" يهدد أي طيران حربي يستهدف قواته من دولة مجاورة بأنه سيكون هدف مشروع يبدو أنه أمتلك منظومات الدفاع الجوي باتريوت وربما S-400! pic.twitter.com/Uq7E1HskgI — Ahmed Dahshan (@ahmdahshan) October 22, 2025 قصف متواصل للخرطوم والمطار ولليوم الثالث على التوالي، استهدفت طائرات مسيّرة صباح الخميس العاصمة السودانية الخرطوم ومطارها. وقال شاهد من جنوبأم درمان، على الضفة المقابلة للعاصمة من نهر النيل، لوكالة فرانس برس: "عند الرابعة صباحًا سمعت صوت مسيّرتين تمرّان فوقنا، وبعد فترة قصيرة سمعت صوت مضادات باتجاه سلاح المهندسين والسلاح الطبي"، فيما أشار شاهد آخر إلى أن المسيّرات اتجهت نحو المطار. وأكد مصدر في إحدى الشركات أن إعادة فتح مطار الخرطوم، الذي كان مقررًا بعد إغلاق دام عامين ونصف، تأجلت نتيجة الهجمات بالطائرات المسيّرة التي وقعت الثلاثاء والأربعاء. وكان المطار قد تعرّض مساء الأحد لهجوم بثلاث مسيّرات استهدفت مواقع في الجهة الجنوبيةالغربية، ما تسبب بانفجارات متتالية دون تسجيل إصابات مؤكدة. ويُعد ذلك أول استهداف مباشر منذ إعلان الحكومة نيتها إعادة تشغيل المطار. رد الجيش وزيارة البرهان في المقابل، سارع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إلى زيارة مطار الخرطوم عقب القصف، مؤكدًا سيطرة القوات المسلحة الكاملة على المنشأة. وقال خلال جولته: "هذه الأرض لن تكون ساحة للفوضى من جديد، وكل محاولة لتخريبها ستُواجه بالقوة". وأثارت التطورات الأخيرة مخاوف المنظمات الإنسانية التي تعتمد على الجسر الجوي لإيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة، خاصة في إقليم دارفور ومدينة الفاشر المحاصرة. وتخشى تلك المنظمات أن يؤدي التصعيد إلى تعطيل الرحلات الإغاثية أو الحد من نشاطها. كما حذّرت جهات في قطاع الطيران المدني من أن تهديدات الدعم السريع قد تُعرقل خطط الحكومة لإعادة تشغيل المطارات التجارية، مثل مطاري بورتسودان وود مدني، مما يفاقم عزلة السودان الجوية. منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، توسّعت المواجهات لتشمل حرب طائرات مسيّرة وغارات جوية متبادلة، تركزت في الخرطوم ودارفور وكردفان. وتكثف قوات الدعم السريع، بقيادة حميدتي، هجماتها الجوية على مواقع تابعة للجيش في العاصمة والأقاليم الغربية. وكان مطار الخرطوم، الواقع في قلب العاصمة، قد تعرّض لأضرار جسيمة مع بداية الحرب، ما أدى إلى توقف الرحلات الجوية بالكامل. وبعد أن استعاد الجيش السيطرة على الخرطوم مطلع العام الجاري، وضع ترميم المطار وتشغيله ضمن أولوياته لإظهار عودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق الخاضعة لسيطرته.