لليوم الثالث على التوالي، خرج شباب منضوون تحت لواء مجموعة تُدعى "جيل Z 212" للتظاهر، مطالبين بخدمات أفضل في قطاعي الصحة والتعليم. وأوقفت قوات الأمن أحد المتظاهرين خلال تجمع شبابي في الرباط يوم 29 سبتمبر 2025، طالب بإصلاحات في قطاعي الصحة والتعليم العام. ووفقاً لصحيفة لو موند الفرنسية، فقد تم إيقاف نحو ستين شاباً يوم الإثنين 29 سبتمبر في الرباط أثناء مظاهرات نظمتها، لليوم الثالث على التوالي، مجموعة تُعرف باسم "جيل Z 212"، للمطالبة بخدمات صحية وتعليمية أفضل، وذلك وفق ما نقلته جمعية حقوقية وصحفيون من وكالة الصحافة الفرنسية. ومرة أخرى، حاولت قوات الأمن منع أي تجمع في وسط العاصمة واعتقلت عشرات المتظاهرين، بحسب ما ذكره صحفيو وكالة الصحافة الفرنسية. وصرّح حكيم سيكوك، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (AMDH) في الرباط، للوكالة بوجود "أكثر من ستين اعتقالاً في الرباط" وعدد غير محدد في مدن أخرى مثل الدار البيضاء وأكادير ووجدة ومكناس. وردّد المتظاهرون شعارات منها: "الشعب يريد الصحة والتعليم والمحاسبة"، كما طالبوا أيضاً برحيل رئيس الوزراء عزيز أخنوش. وصرخ آخرون: "الملاعب موجودة، لكن أين المستشفيات؟"، في إشارة إلى كأس الأمم الأفريقية (كان) المقرر تنظيمها نهاية العام في المغرب، وكأس العالم 2026 الذي يُنظَّم بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال. لم يصدر أي تعليق من السلطات، التي لم تتحدث أيضاً عن الاعتقالات في الأيام السابقة: أكثر من مئة شخص يوم الأحد، بعد أكثر من سبعين يوم السبت، وفق الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وبحسب سيكوك، فقد أُفرج تقريباً عن جميع "الموقوفين يوم الأحد، باستثناء 15 إلى 20 شخصاً في الرباط سيُعرضون الثلاثاء أمام النائب العام". وظهر تجمع "جيل Z 212" مؤخراً عبر دعوات للتظاهر على منصات مثل ديسكورد. ويصف نفسه بأنه "مساحة للنقاش" حول "قضايا تهم جميع المواطنين مثل الصحة والتعليم ومكافحة الفساد"، مؤكداً رفضه للعنف وتحركه بدافع "حب الوطن والملك محمد السادس". في المغرب، ما تزال التفاوتات الاجتماعية مشكلة رئيسية، مع وجود فوارق جهوية كبيرة وهوة بين القطاعين العام والخاص. وتأتي هذه الاحتجاجات في سياق متوتر بعد وفيات حديثة في مستشفى عمومي بأكادير، حيث توفيت ثماني نساء حوامل أُدخلن لإجراء عمليات قيصرية. وقد جرى عزل مدير المستشفى ومسؤولين محليين، وفتحت وزارة الصحة تحقيقاً داخلياً. لكن في مظاهرة بتاريخ 14 سبتمبر، اندلعت مواجهات بين الشرطة ومحتجين جاءوا للتنديد بنقص التجهيزات والأدوية داخل المؤسسة. وفي الأسابيع التالية، شهدت مدن أخرى حركات احتجاجية مشابهة.