تدرس الولاياتالمتحدة الموافقة على الطلب الأوكراني بشأن تزويد كييف بصواريخ "توماهوك كروز" بهدف توجيه ضربات في العمق الروسي بما فيها العاصمة موسكو والمنشآت العسكرية. وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتخذ قرارًا نهائيًا بعد، إذ يخشى تصعيد الحرب الأوكرانية إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، فإن تفكيره الآن في اتخاذ مثل هذه الخطوة يُظهر مدى إحباطه من رفض نظيره الروسي فلاديمير بوتين الموافقة على وقف إطلاق النار منذ استضافته له في قمة ألاسكا الشهر الماضي، بحسب وكالة "رويترز". وتهدد هذه الخطوة بتصعيد الحرب في أوكرانيا، إذ قالت روسيا، يوم الاثنين، إن جيشها يدرس ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستزود أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" لتوجيه ضربات في عمق روسيا، وهي خطوة يقول مسؤولون روس إنها قد تؤدي إلى تصعيد حاد. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، دميتري بيسكوف، للصحفيين ردًا على سؤال حول تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس حول أن واشنطن تدرس طلبًا أوكرانيًا للحصول على صواريخ توماهوك: "السؤال هو: من يملك حق إطلاق هذه الصواريخ؟ هل الأوكرانيون وحدهم هم من يستطيعون إطلاقها، أم أن الجنود الأمريكيين ملزمون بذلك؟". وأضاف بيسكوف، في إشارة إلى المكاسب البطيئة ولكن الثابتة التي تحققها القوات الروسية في شرق أوكرانيا: "حتى لو حدث هذا، فلا يوجد حل سحري يمكن أن يغير الوضع على الجبهة بالنسبة لنظام كييف في الوقت الحالي.. وسواء كانت صواريخ توماهوك أو غيرها من الصواريخ، فلن يتمكنوا من تغيير الديناميكية". وقال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي والرئيس السابق، دميتري ميدفيديف، الاثنين، إن أوروبا "ببساطة لا تستطيع تحمل حرب مع روسيا"، مضيفًا: "لكن احتمال وقوع حادث مميت موجود دائمًا". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حذر في وقت سابق من أن روسيا تحتفظ بحق ضرب المنشآت العسكرية في البلدان التي تسمح لأوكرانيا باستخدام صواريخها لضرب روسيا. كما صرح أندريه كارتابولوف، رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الروسي، لوكالة أنباء "ماياك" المحلية، أن أي متخصص عسكري أمريكي ساعد أوكرانيا في إطلاق صواريخ توماهوك ضد روسيا "سيصبح هدفًا لموسكو"، مضيفًا "ولن يحميهم أحد. لا ترامب (الرئيس الأمريكي)، ولا كيلوج (المبعوث الأمريكي لأوكرانيا)، ولا أي شخص آخر"، وفق "رويترز". وقال نائب وزير الدفاع الأوكراني إيفان جافريليوك لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "إذا كانت تكلفة استمرار الحرب مرتفعة للغاية بالنسبة لموسكو، فإنها ستضطر إلى بدء محادثات السلام"، معتبرًا أن روسيا لن تفعل سوى زيادة شدة هجماتها الجوية. وكان كيث كيلوج، المبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا، قال لقناة "فوكس نيوز" يوم الأحد إن ترامب أشار إلى أن كييف يجب أن تكون الآن قادرة على تنفيذ ضربات بعيدة المدى على روسيا. وأفادت "رويترز"، بأن تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" من شأنه أن يوسع قدراتها الضاربة بشكل كبير، مما يمكنها من ضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية، بما في ذلك القواعد العسكرية ومراكز الخدمات اللوجستية والمطارات ومراكز القيادة التي أصبحت الآن بعيدة عن متناول القوات الروسية. ويبلغ مدى صواريخ توماهوك 2500 كيلومتر (1550 ميلًا)، وهو مدى كافٍ لضرب موسكو ومعظم روسيا الأوروبية إذا أُطلق من أوكرانيا. وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مسؤولي الكرملين الأسبوع الماضي من ضرورة "معرفة أماكن الملاجئ". وتدعو كييف منذ فترة طويلة شركائها الغربيين إلى تزويدها بالأسلحة التي يمكن أن تضرب المدن الروسية الكبرى البعيدة عن خط المواجهة، بحجة أن هذه الأسلحة من شأنها أن تساعد أوكرانيا على إضعاف الصناعة العسكرية الروسية بشكل خطير وإنهاء الحرب.