قال تياجو أفيلا، أحد المتحدثين باسم قافلة الصمود، إن ست سفن من الأسطول تتعرض منذ فجر الأربعاء لهجمات، مشيراً إلى سماع أصوات انفجارات ضخمة بعد تحليق طائرات مسيرة بالقرب من سفينة "ألما"، التي تضم على متنها بعض منظمي القافلة الذين شاركوا سابقاً في رحلة سفينة "مادلين". وأضاف أفيلا أنه تم رصد تشويش على أجهزة التواصل الخاصة بالسفن، ما يعقّد مهمة التنسيق والملاحة. وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد وصفت قافلة الصمود بأنها "أسطول حماس"، مؤكدة أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة لمنع وصول الأسطول إلى غزة، بعد رفض المشاركين اقتراحاً إسرائيلياً بالرسو في ميناء عسقلان وتسليم المساعدات الإنسانية عبر القوات الإسرائيلية لضمان إيصالها بشكل "سلمي" إلى القطاع. وفي وقت سابق من مساء الثلاثاء، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان زعمت خلاله إن "أسطول حماس يرفض نقل المساعدات عبر ميناء أشكلون سلمياً" وأضافت أن ردّ "ممثل حماس" أصرّ على المضي في مسار عنيف حين رفض المقترح. ومضت الوزارة إلى التأكيد على أن إسرائيل "ستتخذ الإجراءات اللازمة لمنع دخوله إلى منطقة القتال ووقف أي خرق للحصار البحري القانوني". ويضم هذا الأسطول البحري قرابة خمسين سفينة ومشاركين من 44 دولة بهدف كسر الحصار عن غزة. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن "أسطول الصمود العالمي" المتّجه إلى غزة وعلى متنه مساعدات وناشطون أن أحد قواربه تعرّض "لضربة من طائرة مسيّرة" أدّت لاندلاع حريق على متنه. وفي بيان نشره على صفحته في منصة إنستجرام، قال الأسطول الذي انطلق من مدينة برشلونة الإسبانية سعياً ل"كسر الحصار الإسرائيلي" على القطاع الفلسطيني، إن القارب وعلى متنه ستة أشخاص كان قرب ميناء سيدي بوسعيد حين "تعرّض لضربة من مسيّرة". ونفت تونس فجر الثلاثاء تعرّض أحد قوارب الأسطول "لضربة من طائرة مسيّرة" أثناء رسوه قرب العاصمة تونس، مؤكّدة "عدم وجود أيّ عمل عدائي أو استهداف خارجي". وفي السياق ذاته تشهد المستشفيات القليلة المتبقية في غزة حالة من الفوضى والضغط الهائل، مع تدفق إصابات يومية جراء الضربات الإسرائيلية، وفق ما أفاد به أطباء يعملون في مستشفى الشفاء، أكبر المستشفيات في القطاع. وصف أطباء أستراليون متطوعون الوضع بأنه "مذبحة جماعية وكابوس"، وأنهم "مضطرون لإجراء عمليات جراحية في ظروف قذرة وبأقل قدر من التخدير ومسكنات الألم". وقالت الطبيبة ندى أبو الرب إنهم أجروا عملية قيصرية طارئة لإنقاذ رضيعة بعد وفاة والدتها، التي قُطع رأسها أثناء الهجوم. يأتي هذا في حين تتقدم القوات الإسرائيلية نحو قلب مدينة غزة، حيث تبعد دباباتها أقل من 500 متر عن مستشفى الشفاء، مع استمرار الغارات الجوية وقصف المدفعية والهجمات باستخدام الطائرات بدون طيار والمركبات المفخخة، مما أجبر مئات آلاف الفلسطينيين على الفرار جنوباً. تشير تقديرات الأممالمتحدة إلى نزوح أكثر من 320,000 شخص منذ منتصف أغسطس ، بينما تزعم قوات الاحتلال الإسرائيلية إن الرقم يصل إلى 640,000. ومع ذلك، تواجه العائلات صعوبة كبيرة في الوصول إلى مناطق الإخلاء، وسط ازدحام شديد وارتفاع تكاليف التنقل إلى أكثر من 3,000 دولار لكل عائلة. كما تعرضت المنشآت الطبية الأخرى للدمار، بما في ذلك مستشفى الرنتيسي للأطفال ومستشفى سانت جون للعيون، ما اضطرها إلى إجلاء المرضى. وتوقفت محطة الأوكسجين في مستشفى القدس عن العمل بعد تعرّضها لإطلاق نار، وسط نقص حاد في المعدات الطبية. ومن جانبها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن محطة الأوكسجين في مستشفى القدس في تل الهوى توقفت عن العمل بعد تعرضها لإطلاق نار من القوات الإسرائيلية، وكان لديها ما يكفي من أسطوانات الأوكسجين المعبأة مسبقاً لمدة ثلاثة أيام فقط. كما أضافت أن المركبات العسكرية الإسرائيلية كانت متوقفة عند البوابة الجنوبية للمستشفى، مما يمنع دخول أو خروج أي شخص. وأضافت وزارة الصحة في غزة أن التقدم والقصف الإسرائيلي أجبر مستشفى الرنتيسي للأطفال ومستشفى سانت جون للعيون في حي النصر الشمالي على إخلاء المرضى وإغلاق المستشفيات. كما قررت القوات المسلحة الأردنية إغلاق مستشفاها الميداني في تل الهوى ونقله إلى جنوبغزة بعد أن تضررت المنشأة والمعدات الطبية جراء القصف والانفجارات. أيضاً، دُمر مركز الرعاية الصحية الأولية التابع لجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في غزة جرّاء غارة جوية إسرائيلية، ما أدى إلى إصابة عاملين صحيين، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. وكان المركز يقدم خدمات الدم، ورعاية الإصابات، وأدوية السرطان، وعلاج الأمراض المزمنة.