أعلنت الحكومة البريطانية، أن مقاتلاتها نفذت أول طلعة دفاع جوي لحلف شمال الأطلسي الناتو فوق بولندا، في إطار مهمة الحارس الشرقي التابعة للحلف، التي تهدف إلى تعزيز دفاعات التحالف الغربي في أعقاب توغل روسي بطائرة مُسيَّرة هذا الشهر. وقال وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، في بيان، إن المهمة التي أعلنتها الحكومة البريطانية الإثنين الماضي، في أعقاب التوغلات في المجال الجوي البولندي، تبعث برسالة واضحة مفادها أنه سيتم الدفاع عن المجال الجوي لحلف الأطلسي. وأقلعت طائرتان من طراز تايفون، تابعتان لسلاح الجو الملكي البريطاني، من قاعدة عسكرية في شرق إنجلترا، مساء الجمعة، للقيام بدوريات في سماء بولندا، وردع التهديدات الجوية الروسية، والتصدي لأي تهديدات، بما في ذلك الطائرات المُسيَّرة، وفقا للبيان الذي أضاف أن الطائرتين عادتا بسلام إلى المملكة المتحدة صباح السبت. وأعلنت الحكومة البريطانية أن ذلك يأتي ردًّا على أخطر انتهاك للمجال الجوي لحلف الأطلسي من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى الآن منذ حربه الشاملة غير المشروعة في أوكرانيا. وقال رئيس أركان القوات الجوية الملكية، المارشال هارف سميث، إن الطائرات البريطانية انضمت إلى الحلفاء على طول الجناح الشرقي لحلف الأطلسي، مضيفا: "نظل جاهزين لنشر القوة الجوية على مسافات بعيدة". وتعهدت حكومة المملكة المتحدة بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2.6% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول أبريل 2027، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن بريطانيا قادرة على المساعدة في تعزيز أمن أوروبا. وفي 13 سبتمبر، أعلنت السلطات في بولندا نشر طائرات بولندية وأخرى تابعة لحلفاء الناتو لحماية المجال الجوي، بعد تهديد بشن ضربات بطائرات مُسيَّرة في أوكرانيا المجاورة، مشيرة إلى إغلاق مطار مدينة لوبلين شرقي البلاد. وقالت قيادة العمليات بالقوات المسلحة البولندية إن الإجراءات وقائية بطبيعتها، وتهدف إلى تأمين المجال الجوي وحماية المواطنين، خصوصًا في المناطق المتاخمة للمنطقة المهددة، بعد 3 أيام فقط من إسقاط طائرات روسية مُسيَّرة دخلت المجال الجوي البولندي، بدعم من طائرات عسكرية تابعة للحلف. ويأتي هذا التوتر بينما أعلن حلف شمال الأطلسي الناتو خططًا لتعزيز الدفاع عن جناحه الشرقي، في أعقاب أول عملية إطلاق نار من قبل دولة عضو بولندا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا. كما أبلغت الولاياتالمتحدة مجلس الأمن الدولي أنها ستدافع عن كل شبر من أراضي الناتو عقب اختراق مُسيَّرات يُشتَبه بأنها روسية لأجواء بولندا. في المقابل، أكدت روسيا أن قواتها كانت تستهدف مواقع في أوكرانيا وقت وقوع الاختراق، ولم تكن تنوي ضرب أهداف داخل بولندا. لكن واشنطن وحلفاءها الغربيين اتهموا موسكو، في بيان مشترك، بانتهاك القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة. وفي رومانيا، قالت وزارة الدفاع، إنها سارعت بإرسال طائرتين مقاتلتين من طراز إف-16 بعد أن اخترقت طائرة مُسيَّرة المجال الجوي للبلاد خلال هجوم روسي على البنية التحتية الأوكرانية قرب الحدود. وأضافت الوزارة أن المقاتلتين رصدتا الطائرة المُسيَّرة داخل المجال الجوي، وتتبعناها حتى اختفت عن الرادار على بُعد 20 كيلومترًا جنوب غربي قرية تشيليا فيشي، مؤكدة أن المُسيَّرة لم تحلق فوق مناطق مأهولة بالسكان ولم تشكِّل خطرًا مباشرًا على المدنيين. كما حثت السلطات الرومانية المواطنين في مقاطعة تولسيا جنوب شرقي البلاد، قرب نهر الدانوب، على الاحتماء، وفقا للغد.