تشهد وزارة الخارجية الإسرائيلية أزمة داخلية حادة بعد قرار المدير العام للوزارة، عيدن بار تال، بتجميد كافة الأنشطة الدبلوماسية والإعلامية للسفارات الإسرائيلية حول العالم حتى نهاية العام الجاري. وأكدت القناة 12 الإسرائيلية، خلال تقرير نشرته الأحد، أن القرار المفاجئ أثار جدلاً واسعاً بين كبار المسؤولين والموظفين، خاصة أن وزير الخارجية جدعون ساعر كان قد خصص ميزانية ضخمة بلغت 545 مليون شيكل لتعزيز الآلة الدعائية الإسرائيلية وتوسيع حضورها الإعلامي عالمياً. وأشارت القناة العبرية، إلى أن القرار الجديد إلغاء جميع الفعاليات الممولة التي لم توقّع عقودها مسبقاً، بما في ذلك أنشطة ثقافية وحملات إعلامية، كما توقف استقبال الوفود الأجنبية التي كانت مقررة لزيارة إسرائيل خلال الأشهر المقبلة. ووفقًا للقناة 12، فإن الاستثناءات الوحيدة كانت لفعاليات التذكارية لأحداث 7 أكتوبر، والتي منحت بضعة أيام إضافية للموافقة عليها. ووصفت المصادر الدبلوماسية الإسرائيلية، القرار بأنه ضربة قاضية للعمل التوضيحي في وقت حساس، خاصة مع اقتراب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتواصل الحرب في غزة، وذكرى الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر العام الماضي. وأكد دبلوماسيون لقناة نيوز 12 العبرية، أن هناك التزامات قطعت بالفعل مع شركاء محليين في الخارج باتت مهددة بالإلغاء، ما يضع العلاقات الدبلوماسية الإسرائيلية في موقف حرج. وقال أحدهم: "لقد بدأ المسؤولون المحليون بتنظيم الفعاليات بناءً على ثقتهم بنا، والآن نحن مضطرون لإلغاء آخر ما تبقى من هذه الروابط". ومن جانبها، أوضحت الخارجية الإسرائيلية في بيان أن القرار يأتي ضمن إعادة ترتيب للأولويات لضمان تمويل المشاريع الأكثر تأثيراً سياسياً وإعلامياً، مشيرة إلى أن العام الجاري شهد نشاطاً غير مسبوق من بينها استقبال 300 وفد دولي مقابل 25 في عام عادي، وإطلاق عشرات الحملات الرقمية التي وصلت إلى مئات الملايين عبر الإنترنت. وشددت على أنها تعمل على زيادة الميزانية المتاحة للأنشطة، لكنها غير قادرة على تمويل جميع المشاريع دفعة واحدة.