في تصعيد خطير وغير مسبوق، شنت إسرائيل غارة جوية على مقر قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة القطريةالدوحة، ما أثار موجة من الإدانات الإقليمية والدولية التي أكدت أن هذا الهجوم انتهاك صارخ لسيادة دولة قطر وخرق واضح لقواعد ومبادئ القانون الدولي. ومن جانبها، أدانت قطر بشدة الاعتداء الإسرائيلي "الإجرامي الجبان" الذي طال أراضيها، وأكدت أنها لن تتساهل معه وأنها ستتخذ كل الإجراءات الكفيلة بحماية أمنها والحفاظ على سيادتها. وطالب أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، خلال اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب الهجوم، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية إزاء هذه التصرفات المارقة ومحاسبة المتورطين في ارتكابها، معربًا عن أمله في أن تدعم واشنطن هذا التوجه العادل. ونفت قطر ما تم تداوله بشأن أنه تم إبلاغها بالهجوم الإسرائيلي مسبقًا، إذ قالت وزارة الخارجية القطرية إنها تصريحات "عارية عن الصحة". وأوضحت أن الاتصال الذي ورد من قِبل أحد المسؤولين الأمريكيين جاء خلال سماع دوي صوت الانفجارات الناتجة عن الهجوم الإسرائيلي في الدوحة. ترامب قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه ليس سعيدًا بالغارة الجوية التي شنّتها إسرائيل على قطر الثلاثاء واستهدفت اجتماعًا لقادة حركة حماس، مضيفًا للصحفيين: "أنا ببساطة، لست سعيدًا بالوضع برمّته". وأكد ترامب، أنه يريد عودة الأسرى "لكننا لسنا سعيدين بالطريقة التي جرت بها الأمور اليوم"، في إشارة إلى الغارة الإسرائيلية غير المسبوقة على الدوحة. ونفى الرئيس الأمريكي ضلوعه في الغارة الإسرائيلية على مقر تواجد قيادات حماس في الدوحة عصر الثلاثاء، قائلًا: "كان هذا قرارًا اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وليس قرارًا اتخذته أنا. إن القصف الأحادي الجانب داخل قطر، الدولة ذات السيادة والحليف الوثيق للولايات المتحدة، التي تعمل بجد وشجاعة وتخاطر معنا للتوسط في السلام، لا يحقق أهداف إسرائيل أو أمريكا". وذكر أن الجيش الأمريكي أبلغ إدارته بأن إسرائيل تهاجم حماس في العاصمة القطرية، وأنه وجّه وزير الخارجية ماركو روبيو لإتمام اتفاقية التعاون الدفاعي مع قطر، معتقدًا أن الهجوم "المؤسف" على الدوحة يمكن أن يكون بمثابة فرصة للسلام. بينما أفادت وسائل إعلام بأن الغارة الإسرائيلية جاءت بعدما أعطت الولاياتالمتحدةالأمريكية الضوء الأخضر لإسرائيل للتنفيذ. إسرائيل عقب هجوم الدوحة، أفادت وسائل إعلام عبرية نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، بأن الغارة الإسرائيلية باسم "قمة النار" نجحت في اغتيال 6 من كبار قادة حماس، من بينهم مدير مكتب خليل الحية، جهاد لبد أبو بلال، ونجله همام الحية أبو همام. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن الحكومة الإسرائيلية أبلغت قطروالولاياتالمتحدة قبل استهداف قادة المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة أثناء اجتماعهم لبحث المقترح الأمريكي الأخير لوقف إطلاق النار في غزة، والذي كان يضم: خليل الحية، زاهر جبارين، خالد مشعل، غازي الحمد، وكذلك محمد درويش، وموسى أبو مرزوق، وحسام بدران. ومن جانبه، قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، الثلاثاء، إنهما أصدرا تعليمات بتنفيذ هجوم "قمة النار" الذي استهدف مقر قادة حماس في قطر، بعد الهجوم الذي وقع في القدس يوم أمس الاثنين. وفي بيان مشترك، قالا: "في أعقاب الهجمات الخطيرة التي وقعت أمس في القدسوغزة، صدرت تعليمات لجميع الأجهزة الأمنية بالاستعداد لاستهداف محدد لكبار قادة حماس". فيما أفادت مصادر إسرائيلية، اليوم، بأن هناك شكوكًا بشأن نتائج الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مقر قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس في العاصمة القطريةالدوحة. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر في المؤسسة الأمنية قولها، إنه ثمة شكوك بشأن نتائج الهجوم أمس في قطر، وإن "نتائج الهجوم تبدو غير جيدة ولسنا متفائلين".