أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان، الأربعاء، استعدادها للتوصل إلى "صفقة شاملة" يُطلق بموجبها سراح "الرهائن" مقابل عدد متفق عليه من (المعتقلين والسجناء) الفلسطينيين في إطار اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة. وأضافت حماس "تجدد الحركة التأكيد على موافقتها لتشكيل إدارة وطنية مستقلة من التكنوقراط لإدارة شؤون قطاع غزة كافة وتحمل مسؤولياتها فورًا في كل المجالات". وجاء بيان حماس بعد دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحركة إلى إطلاق سراح كل "الرهائن الأحياء المتبقين" وعددهم 20. وقال ترامب في منشور بمنصة تروث سوشيال: "أبلغوا حماس أن تعيد جميع الأسرى العشرين فورًا (وليس اثنين أو خمسة أو سبعة!)، والأمور ستتغير سريعًا. ستنتهي (الحرب)!". وانتقد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان ما أعلنته حماس. وقال البيان "للأسف، هذه مناورة أخرى من حماس لا جديد فيها". وأضاف مكتب نتنياهو أن الحرب في غزة "لن تنتهي إلا بإطلاق سراح جميع الرهائن ونزع سلاح حماس وجعل قطاع غزة منزوع السلاح وفرض إسرائيل سيطرتها الأمنية عليه وتأسيس إدارة مدنية بديلة". إسرائيل تتوقع نزوح مليون فلسطيني قال مسؤول رفيع في وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) إنّ إسرائيل تتوقع أن "ينزح مليون شخص" من مدينة غزة نحو الجنوب، من دون أن يحدد إطارًا زمنيا لذلك. وأضاف المسؤول في الوحدة التابعة لوزارة الدفاع والذي تحدّث للصحافيين بشرط عدم كشف هويته "حتى الآن، غادر حوالى 70 ألف غزّي شمال القطاع". واضطرّت الحرب الغالبية العظمى من سكان القطاع الذين يزيد تعدادهم على مليوني نسمة، للنزوح مرات عدة. وأشار المسؤول إلى أن إسرائيل "تسعى لتحديد منطقة إنسانية"، وسيعلن عنها رسميًا في الأيام المقبلة. ومن المقرر أن تمتد هذه المنطقة من مجموعة من مخيمات اللاجئين في وسط غزة إلى منطقة المواصي الساحلية جنوبًا كما ستمتد نحو الشرق، بحسب المسؤول. وفي بداية الحرب، صنّفت إسرائيل المواصي "منطقة إنسانية"، لكن خيم النازحين فيها لم تسلم من القصف المتكرر للجيش الإسرائيلي. وأكد الجيش الاستعداد لتنفيذ هجوم واسع النطاق على المدينة التي يقطنها قرابة مليون شخص. وبدأت إسرائيل هذا الأسبوع حشد قواتها بعدما استدعت عشرات الآلاف من جنود الاحتياط. والأربعاء، أفاد بيان صادر عن الجيش بأنّ رئيس الأركان إيال زامير جال في القطاع وتفقّد الجنود في موقع يشرف على مدينة غزة، حيث قال "نكثّف عملياتنا على الجبهة الرئيسية". وأفاد مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية بأن أكثر من 76 ألف فلسطيني نزحوا خلال الأسبوعين الماضيين من أنحاء مدينة غزة، حيث أُعلنت المجاعة. وبعيد إعلان الجيش الإسرائيلي، استعداده لتوسيع نطاق القتال داخل مدينة غزة، وتوجيهه نداءات إلى السكان المدنيين بالابتعاد عن مناطق الاشتباكات، تحدثت بي بي سي إلى بعض من سكان قطاع غزة. إذ يأمل أبو يحيى وهو نازح أن تقف الدول بجانب الشعب الفلسطيني، قال لبي بي سي "لقد سئمنا. إلى أين سنذهب؟ لقد نزحنا من الشمال إلى الجنوب، وبعد ذلك رجعنا إلى الشمال، نحن نحتاج إلى 1000 دولار لركوب السيارات والتحرك وليس لدينا دولار واحد. لقد انهار الشعب الفلسطيني". أكثر من 30 شهيدًا خلال انتظار المساعدات وأدت الحرب في قطاع غزة إلى مقتل 63,746 وإصابة 161,245 منذ اندلاعها في 2023، وفق بيان وزارة الصحة في قطاع غزة ظهر الأربعاء. وبحسب البيان ذاته، قُتل 33 وأُصيب 141، خلال انتظار المساعدات ليرتفع إجمالي من وصلوا للمستشفيات من قتلى المساعدات إلى 2,339. وأدى قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في محيط ميناء الصيادين غربي مدينة غزة، إلى مقتل أربعة فلسطينيين، بينهم امرأة. وقالت والدة المرأة الحامل لبي بي سي وهي في حالة انهيار وبكاء تام: "كنا نائمين، وفجأة استيقظنا عندما سمعنا أصواتًا، وكان كل شيء من حولنا مُظلمًا ويغطي الغرفة دخان كثيف... بعدها ذهبت إلى غرفة ابنتي وزوجها وأطفالها ووجدتهم جميعًا مقتولين، وكانت ابنتي حاملًا في شهرها السابع، وقد وجدت الجنين بجوارها ميتًا". وأضافت السيدة متسائلة: "لماذا كل هذا القصف. لقد كان جنينها في الشهر السابع وقد قُتل أيضًا زوجها وبناتها اللاتي كن مستلقيات على وجوههن". نتنياهو يرفض طلب ماكرون بزيارة إسرائيل ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب القيام بزيارة إلى إسرائيل، غير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض الطلب، مشترطًا التراجع عن قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية. كما هاجم نتنياهو رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر بعد إعلان بلاده نيتها الاعتراف بدولة فلسطين وفرض عقوبات على إسرائيل. وصف نتنياهو الخطوة بأنها محاولة لاسترضاء ما وصفه "بالإرهاب" على حساب إسرائيل، مؤكدًا أن بلاده لن تقبل بذلك وستواصل الدفاع عن نفسها. يأتي ذلك بعدما أعلن وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو، الثلاثاء، أن بروكسل ستعترف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر، إلى جانب فرض 12 عقوبة على إسرائيل تشمل حظر استيراد منتجات المستوطنات ومراجعة سياسات المشتريات العامة مع الشركات الإسرائيلية. سموتريتش سيحاول الخميس الدفع بخطته لضم الضفة الغربية ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، سيحاول خلال اجتماع يعقده رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو غدًا الخميس، الدفع بخطته لضم الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها. وأضافت الصحيفة أن الاجتماع سيخصص لبحث المخاوف الأمنية من اندلاع انتفاضة جديدة في أعقاب الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وفي مؤتمر صحفي بمدينة القدس، الأربعاء، قال سموتريتش إن حكومته لن تسمح بأن تتحول المدن الإسرائيلية إلى ما يشبه مناطق غلاف غزة، مؤكدًا أن فرض السيادة على الضفة الغربية خطوة واقعية لمواجهة الهجوم السياسي على إسرائيل. وأضاف أن الإدارة الأمريكية تؤيد قرار إسرائيل القضاء على فكرة إقامة دولة فلسطينية، مشددًا على أن هدف حكومته هو القضاء تمامًا على تلك الفكرة. إلا أن الصحيفة ذاتها، يسرائيل هيوم، كشفت عن مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر سحب موضوع ضم الضفة الغربية من جدول أعمال اجتماعات الخميس. وأفادت القناة 14 أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس وجّه الجيش، خلال نقاش مغلق مع قادة الجيش بشأن الأوضاع في الضفة الغربية، لإعداد خطة حسم في حال الدخول في سيناريو سيء بالمنطقة. كاتس شدد على أن الهدف الأساسي هو الحفاظ على الاستقرار، لكنه حذّر من أنه في حال حدوث انقلاب في موقف السلطة الفلسطينية وتوجيه سلاحها ضد إسرائيل، فإن الجيش سيخوض حربًا تنتهي بالحسم، مؤكدًا رفض السماح باندلاع انتفاضة جديدة. ردود الفعل أثارت تصريحات سموتريتش ردود فعل عدة، وأشارت مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية، لانا نسيبة إلى أن مساعي إسرائيل لضم الضفة الغربيةالمحتلة تُعدّ "خطًا أحمر" بالنسبة لأبو ظبي، وذلك في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه. كما نقلت وكالة رويترز عن نسيبة قولها إن أي ضم للضفة الغربية سيُقوّض روح "اتفاقيات أبراهام"، مشيرة إلى أن الإمارات، ومنذ البداية، اعتبرت الاتفاقيات وسيلة تمكّنها من مواصلة دعم الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة إلى دولة مستقلة. وعلّق القيادي في حركة حماس، عبد الحكيم حنيني، على تصريحات سموتريتش، قائلًا إنها "دليل على نهج الحكومة الاستيطانية، التي ترتكب الإبادة في غزة وتسعى لفرض الضم والتهجير في الضفة الغربية"، بحسب تعبيره. بدوره، ندد الأردن، الأربعاء، بتصريحات سموتريتش، معتبرًا إياها "تصعيدًا خطيرًا مرفوضًا". ورأت وزارة الخارجية الأردنية أن تصريحات سموتريتش "العدائية والعنصرية حول ضم الضفة الغربيةالمحتلة ومنع إقامة الدولة الفلسطينية، وتهديده للسلطة الوطنية الفلسطينية، يعد خرقًا فاضحًا للقانون الدولي، وتصعيدًا خطيرًا مرفوضًا، وتحدّيًا للإرادة الدولية الداعمة لحل الدولتين". وشددت على أنه "لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينيةالمحتلة". وانتقد الناطق باسم الخارجية الأردنية "غياب المحاسبة الدولية لهم وإفلاتهم من العقاب"، داعيًا المجتمع الدولي إلى "إلزام إسرائيل وحكومتها المتطرفة وقف عدوانها على غزة، وتصعيدها الخطير في الضفة الغربيةالمحتلة وتصريحات مسؤوليها التحريضية، وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني وتلبية حقوقه المشروعة" في إقامة دولته. واعتبر الوزير اليميني المتطرف في وقت سابق أنه "حان الوقت" لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربيةالمحتلة منذ العام 1967، بعدما أبدت دول غربية عدة نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية هذا الشهر. "المبدأ الأسمى لفرض السيادة... هو شعار: أقصى مساحة من الأرض مع أقل عدد من السكان (الفلسطينيين)"، وفق سموتريتش. تقود فرنسا جهودًا للاعتراف بدولة فلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر. وانضمّت بلجيكا إلى الدول الغربية التي أعلنت عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، لتحذو بذلك حذو بلدان منها أستراليا وكندا وفرنسا. ولاقت هذه المواقف انتقادات لاذعة من المسؤولين الإسرائيليين، يتقدمهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.