قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أقنع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتراجع عن صفقة جزئية مع حماس. وأشارت الصحيفة، إلى أن نتنياهو تمكن من إقناع ترامب بذلك، بعد أن وعده باحتلال مدينة غزة والقضاء على حماس في غضون أسابيع قليلة، وهو ما يجعل المحادثات غير ضرورية، وفق رؤيته. لكن رؤية نتنياهو، اصطدمت بتقديرات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي أكدت أن العملية العسكرية غير قابلة للتطبيق مع تراجع القوى البشرية والآليات العسكرية، وتردّي الجاهزية الميدانية. ووفقا لمصادر أمريكية، روّج نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في محادثاتهم مع الإدارة الأمريكية، لخطة عسكرية تتضمن القضاء على حماس بسرعة، غير أن جيش الاحتلال أكد عدم واقعية الهدف. وانعكاسا لقناعته برواية نتنياهو، عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤله باقتراب نهاية الحرب، قائلا: "أعتقد أن الحرب ستنتهي خلال أسبوعين أو ثلاثة"، بيد أن مراقبين عدّوا تصريحه مؤشرا على التفاوت بين الرواية التي يروّج لها نتنياهو وبين الواقع في الميدان. وإلى جانب ذلك، صرّح مقربون من نتنياهو، بأن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لم يؤيد الخطة التي اقترحها للإفراج عن الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة، وفق القناة 12 العبرية. ومع خشيته من تفكك ائتلافه الحاكم، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي مقترحات الصفقة الجزئية التي طرحها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والتي وافق عليها في وقت سابق، وفضل الذهاب إلى عملية واسعة في مدينة غزة حيث يصفها بأنها "برلين حماس". في المقابل، أظهرت تقديرات استخباراتية إسرائيلية متباينة عُرضت على المجلس الوزاري المصغر "الكابينت"، ثبات عزيمة عناصر المقاومة الفلسطينية، محذّرة من أن أي هجوم من شأنه أن يطيل أمد الحرب عوضا عن حسمها. أمّا عن الجيش الإسرائيلي، فإن جنودا وضباط احتياط أشاروا إلى أن ما بين 40% إلى 50% من رفاقهم في قوات الاحتياط لم يستجيبوا لأوامر الاستدعاء للخدمة، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية. حيث أكد جنود إسرائيليون أن الحرب مع حماس فقدت مسارها وبدأت شكوكهم تجاه أهدافها تتعمق. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين إسرائيليين، مخاوفهم من أن يجعل النقص في عدد الجنود العملية العسكرية في غزة أكثر صعوبة، مشيرين إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير اعترض على قرار نتنياهو توسيع هجوم غزة بسبب مخاوف من لياقة الاحتياط. وتسبب تعارض الرؤى بين القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل في خلافات شديدة، حيث وبّخ نتنياهو زامير خلال اجتماع مغلق قبل انعقاد المجلس الوزاري المصغر يوم أمس الأربعاء، وفق ما ذكرته القناة 12 العبرية. وطالب نتنياهو، رئيس الأركان الإسرائيلي الذي يؤيد إبرام صفقة جزئية مع حماس، بالتوقف عن الإدلاء بتصريحات أو نشر أخبار ضده غير أن الأخير تمسك بموقفه. وخلال الاجتماع المتوتر، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي زامير بتسريع الاستعدادت لاحتلال مدينة غزة، لكن رئيس الأركان أصر على أن العملية ستُنفذ بشكل مهني وأن الجيش سيعمل وفق آلياته. وقبل نحو أسبوع، أكد زامير أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هيّأ الشروط لإبرام صفقة تبادل للأسرى، وأن الأمر بات في يد القيادة السياسية. لكنه حذّر من أن حياة الأسرى بغزة في خطر كبير، قائلا: "بإمكاننا احتلال مدينة غزة لكن حماس يمكنها قتل الأسرى". وأوضح زامير، أن الصفقة المطروحة حاليا هي نفسها مقترح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط التي وافق عليها نتنياهو سابقا، مؤكدا أنه يجب قبولها، بحسب القناة 13 العبرية.