في ظل تصاعد التوترات الأمنية مع الولاياتالمتحدة، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عزمه نشر 4.5 ملايين عنصر من الميليشيات المسلحة في ربوع البلاد لمواجهة التهديدات الأمريكية التي انتشرت قواتها في منطقة البحر الكاريبي. وخلال خطاب تلفزيوني، قال مادورو إنه سيفعّل خطة تتضمن نشر 4.5 ملايين عنصرا مسلحا لتغطية جميع أنحاء فنزويلا، مشيرا إلى أنه سيضمن أن تكون هذه الميليشيات "مفعّلة ومجهّزة ومسلحة". وجاء تصريحات مادورو، بعد أن زادت الولاياتالمتحدة مكافأة مالية رصدتها لمن يساعد في اعتقال الرئيس الفنزويلي إلى 50 مليون دولار؛ لمحاكمته بتهم "فساد ومخدرات". وبرزت الاتهامات الأمريكية للرئيس الفنزويلي بالتواطؤ والمشاركة في "الإتجار بالمخدرات" دوليا عام 2020 مع نهاية الولاية الرئاسية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حين وصفت اتهماتها ب"إرهاب المخدرات". وكانت الإدارة الأمريكية رصدت مبلغ 25 مليون دولار في يونيو الماضي، مقابل معلومات تساعد في اعتقال مادورو، في نفس اليوم الذي أدى فيه الرئيس الفنزويلي اليمين الدستورية لولايته الرئاسية الثالثة. إلى جانب مادورو، خصصت الولاياتالمتحدة مكافآت مالية بملايين الدولارات لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو ووزير الداخلية ديوسدادو كابيلو. وتتهم الإدارة الأمريكية، مادورو ومسؤولي إدارته بإغراق الولاياتالمتحدة بمخدر "الكوكايين"، واستخدام المخدرات كسلاح للإضرار بصحة مواطني الولاياتالمتحدة. ويلقي الرئيس الفنزويلي باللائمة على الولاياتالمتحدة بسبب انهيار اقتصاد بلاده نتيجة العقوبات الأمريكية "غير الشرعية والإمبريالية"، فيما يلوم معارضوه سوء إدارته وفساد نظامه. وفي سبتمبر الماضي، صادرت السلطات الأمريكية طائرة مادورو الرئاسية خلال تواجدها في جمهورية الدومنيكان، زاعمة أن شراءها كان انتهاكا للعقوبات الأمريكية على كاراكاس، وفق شبكة "سي إن إن". فيما ذكر مسؤولون أمريكيون، أنه جرى نقل الطائرة الرئاسية الفنزويلية إلى فلوريدا. الرئيس سائق الحافلة عمل مادور سائق حافلة، قبل أن يختاره الزعيم الفنزويلي الاشتراكي هوجو تشافيز لتولي الحكم بعد وفاته عام 2013. ولد مادورو في العاصمة الفنزويلية كراكاس يوم 23 نوفمبر عام 1962، وتزوج من سيليا فلوريس إحدى قيادات حركة الجمهورية الخامسة والمحامية التي ترأست فريق الدفاع عن تشافيز بعد اعتقاله عام 1992. وفي عام 2005، انتُخب مادورو رئيسا للجمعية الوطنية (البرلمان) قبل أن يصبح وزيرا للخارجية الفنزويلية عام 2006، ثم نائبا للرئيس تشافيز عام 2012، قبل أن يصبح رئيسا للبلاد عام 2013 عقب وفاة تشافيز. ومع تراجع الحالة الصحية لتشافيز خلال علاجه من السرطان في كوبا، تصدر مادورو المشهد السياسي في فنزويلا. ومنذ عام 2014، تعاني فنزويلا ركودا اقتصاديا أدى إلى تضخم ونقص حاد في السلع. وعقب توليه الحكم في 2013، واجه مادورو انتقادات وإدانات دولية واسعة نتيجة "تقويض الديمقراطية وانتهاك حقوق الإنسان في فنزويلا". كما اتخذ إجراءات تتيح له صلاحيات تمكنه من حل البرلمان الذي يسيطر عليه معارضوه. وفي ظل حكم مادورو، تراجع الناتج المحلي للدولة الغنية بالنفط بنسبة بلغت 80% خلال 10 أعوام فقط، ما اضطر أكثر من 7 ملايين مواطن فنزويلي من السكان البالغ تعدادهم 30 مليونا إلى الهجرة.