تحوّلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في محافظة السويس، إلى ساحة للدعاء والرجاء من أجل المهندس محمد البدري أبو العطا، أحد المفقودين الثلاثة في حادث غرق الحفار البحري "آدمارين 12"، الذي وقع قبالة سواحل جبل الزيت شمال الغردقة. وأكد محمود جمال، صديق المهندس محمد البدري، أن الأخير كان ضمن طاقم الدعم الفني التابع للشركة العامة للبترول، وقد استقل الحفار من رأس غارب لتنفيذ مهمة عمل في منطقة جبل الزيت، ضمن رحلة انتقال الحفار إلى موقع جديد. وأضاف في تصريحات لموقع "مصراوي"، أن المهندس البدري - وهو أب لثلاثة أطفال: بدر، عمر، ومحمود - لا تزال أسرته في انتظار عودته، تتابع أنباء البحث بكل قلق، وسط دعوات لا تنقطع من أهله وأصدقائه وزملائه. وأشار إلى أن المعلومات الأولية تُرجّح وجود المهندس البدري داخل وحدة "كرفان" مثبّتة على متن الحفار وقت الحادث، وقد انقلبت هذه الوحدة أثناء الغرق، ما جعل باب الخروج في الأسفل، ويجري حاليًا التعامل مع الموقف إما عبر قطع جسم الكرفان، أو سحبه بواسطة ونش بيجا. من جانبها، قالت أمل محمود مصطفى، موجّهة بمديرية التربية والتعليم في السويس، إن المهندس محمد البدري كان أحد طلابها بمدرسة العاشر من رمضان عام 2005، ووصفت إياه بأنه كان خلوقًا، مجتهدًا، ومحبوبًا بين زملائه ومعلميه. وفي بيان رسمي، أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية، اليوم الخميس، استمرار عمليات البحث المكثف عن المفقودين الثلاثة: إسلام فرحات عبد الله، عبد العاطي حسن عبد العاطي، ومحمد البدري أبو العطا، مؤكدة أن عمليات المسح البحري والجوي تُجرى بالتعاون مع كافة أجهزة الدولة المعنية، في إطار منظومة متكاملة تستخدم كل الإمكانات المتاحة. وأوضح البيان أن الحادث الذي تعرّض له البارج البحري "Adam Marine 12"، التابع لشركة "أديس"، أسفر حتى الآن عن وفاة 4 أفراد، بينما تم إنقاذ 23 آخرين من إجمالي 30 شخصًا كانوا على متنه، ولا تزال أعمال البحث جارية. وأكدت الوزارة تقديم كافة سبل الدعم لأسر المفقودين والمصابين، والتواصل المستمر معهم، في ظل تعاطف شعبي ورسمي واسع مع الحادث المؤلم الذي لاقى تفاعلًا كبيرًا في مختلف المحافظات، وخاصة في السويس.