في يونيو الماضي، سجل العالم درجات حرارة قياسية خلال ذلك الشهر، منذ بداية تسجيل تلك الدرجات، لكن يوليو الجاري حطم ذلك الرقم القياسي، وخلال الأسبوع الأول من ذلك الشهر، ارتفع متوسط درجات الحرارة عالميا إلى 3 مستويات قياسية، بداية من الثالث من يوليو الذي سجلت فيه متوسط درجات الحرارة عالميا 62.6 فهرنهايت، وفي اليوم التالي ارتفعت إلى 62.9 درجة، ثم وصلت إلى 63 درجة في الخميس الماضي. وتتسبب تلك الزيادات خلال الصيف الماضي، في مشكلات مختلفة، فقد شهدت أوروبا وفاة 60 ألف شخص، بسبب درجات الحرارة المرتفعة. القارة العجوز تشهد أسرع ارتفاع في درجات الحرارة، بنصف درجة مئوية لكل عقد، بحسب منظمة الأرصاد الجوية العالمية، على أن هذا العام سجل أرقاما قياسية، وسط تخوفات من العام القادم. فيما تقول منظمات دولية إن ذلك ليس إلا مجرد بداية. ويعزي خبراء المناخ تلك الدرجات القياسية بسبب التغيرات المناخية، إضافة إلى ظاهرة «النينو» وفيها تصبح مياه شرق المحيط الهادئ الاستوائي دافئة بشكل كبير، وهو أمر يحدث كل عامين إلى 7 أعوام. واعتبرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن تلك الذروة غير المسبوقة بداية لطقس دافئ. وبحسب ما نشره موقع الأممالمتحدة نقلا عن الأرصاد الجوية العالمية، فإن العام في وضع مجهول، يتوقع المزيد من درجات الحرارة القياسية بسبب ظاهرة «النينو»، وامتدادها حتى عام 2024، وخلال عام من تلك الظاهرة تحدث درجات حرارة مرتفعة في الغلاف الجوي، بسبب انتقال الحرارة من المحيطات إلى الغلاف الجوي. مايكل سبارو، وهو مدير برنامج أبحاث المناخ في منظمة الأرصاد الجوية العالمية، يقول إن ظاهرة النينو سيكون لها تأثير كبير في وقت لاحق من العام الجاري، لكن الحقيقة أن الظاهرة لم تبدأ بعد. فيما يتوقع خبراء بحسب المنظمة أن تلك الظاهرة ستزداد في عام 2024. مع موجات الحرارة المرتفعة، تتوقع وكالات حكومية أمريكية ارتفاع درجات الحرارة إلى درجات خطيرة وقياسية، كما يتوقع أن تواجه دول مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا موجات حر قياسية قد تصل إلى 48 درجة مئوية، وهي درجات قياسية، وأعلنت معها حالات طوارئ في المستشفيات. ولا يتوقف الأمر على أمريكا وأوروبا فحسب، ففي آسيا أصدرت اليابان تحذيرات للسكان من التعرض لضربة شمس في 20 مقاطعة بالبلاد، بعدما سجلت الحرارة درجات مرتفعة. وفي الصين أصدرت الأرصاد الجوية تحذيرات متوقعة تجاوز درجات الحرارة 45 درجة مئوية، في بعض المناطق الصحراوية. كما تشهد دول عربية ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، من بينها مصر والعراق والسعودية وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين. كما أصدر المغرب تحذيرات لعدة أقاليم تشهد موجات حر خطيرة. وذلك بفعل ظاهرة القبة الحرارية. وفي مصر تستمر سيطرة المرتفع الجوي في طبقات الجو العليا، والذي يعمل كمظلة، ويضغط عمود الهواء ويحبس الرطوبة والشوائب العالقة والأتربة والدخان الموجود في الجو في طبقات قريبة من سطح الأرض، بحسب ما توضح الهيئة العامة للأرصاد الجوية، متوقعة أن تسجل القاهرة الكبرى خلال ساعات اليوم 38 درجة مئوية، فيما تكون محسوسة بدرجة 40 مئوية، وتصل في جنوب الصعيد إلى 45 درجة مئوية للمحسوسة. وكانت منظمة الأرصاد الجوية العالمية، قد قالت في بيان إن العالم في طريقه لأشد الأعوام حرارة على الإطلاق، مطلقة تحذيرا بأن غاز ثاني أكسيد الكربون بلغ مستويات مرتفعة جديدة، وهو أمر يزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
