انفجار قرنية العين.. معاناة طفلة بسبب لعب جارتهم بالألعاب النارية بإمبابة

أحبط صاروخ قادم من السماء بهجة الطفلة هنا هاني، ذات العشرة أعوام، بقدوم شهر رمضان، فقد باغتها وهي تعلق زينة الشهر الفضيل، وتردد كلمات "أهو جه يا ولاد" بأحد شوارع عزبة المطار بحي إمبابة بالجيزة.
قذفت الصاروخ زوجة أحد جيرانهم في الدور السادس، لينفجر أمام وجه هنا، التي ظلت تصرخ بصوت عال جرّاء الإصابة البالغة التي لحقت بعينها، بحسب رواية والد الطفلة.
هرعت أسرتها إلى مستشفى القصر العيني لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لكن الأطباء أخبروهم بأن الطفلة أصيبت بانفجار في قرنية وشبكية العين اليسرى، وستخضع الطفلة لفترة طويلة لعلاج نزيف العين.
ورغم أنه لا توجد تقديرات رسمية لعدد إصابات الألعاب النارية، فإن عدد كبير من متابعي مواقع التواصل الاجتماعي يشيرون إلى حدوث وقائع مماثلة في أنحاء متعددة من القاهرة والأقاليم، حيث يكثر استخدام الألعاب النارية في شهر رمضان والأعياد والأفراح. وينتشر باعتها بالشوارع والنواصي بشكل لافت.
وقد شنّت الأجهزة الأمنية حملات تفتيش أسفرت عن ضبط نحو 3 ملايين قطعة ألعاب نارية متنوعة الأحجام بمحافظات القاهرة والإسكندرية والفيوم، منذ بداية شهر رمضان، بحسب ما أعلنته الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية على فيسبوك.
لم يصدق والد الطفلة ما أخبره به الطبيب، في مستشفى القصر العيني، في أولى ليالي رمضان الجاري، ونقلها إلى مستشفى خاص بحثا عن رعاية أفضل: "خفت أكون قصرت معاها وقلت هعالجها أحسن علاج"، قبل أن يعود مجدداً للقصر العيني بناء على نصيحة أطباء المستشفى الخاص. على حد تعبيره.
ويوضح هاني أنه تقدّم ببلاغ ضد زوجة جاره التي تمّ عرضها لاحقا على النيابة ليُطلق سراحها بضمان محل إقامتها: "دي مش صغيرة عشان تعمل كده.. دي متزوجة وعندها 3 أطفال".
وجرّم القانون حيازة هذه الألعاب النارية أو الإتجار بها من دون الحصول على ترخيص، وحدّد عقوبة مخالفة القرار بالسجن المؤبد أو المشدد بحسب ما نصت عليه المادة رقم 102 (أ) من قانون العقوبات، كما أدرج قرار وزير الداخلية رقم 1872 لسنة 2004 البارود الأسود الذي يُستخدم في صناعة الألعاب النارية ضمن العقوبة.
ينتظر هاني والأطباء المشرفون على حالة ابنته توقف النزيف الداخلي الذي تعاني منه طفلته؛ لإجراء عملية جراحية لم تتحدد كلفتها بعد، كما يؤكد أن أفكاراً سيئة لا تزال تراود الفتاة الصغيرة حول عدم قدرتها على الإبصار بكلتا عينيها مجدداً، وهو ما جعلها في حالة نفسية صعبة.
حالة "هنا" ليست الأولى من نوعها، فقد تكررت وقائع الإصابة بالألعاب النارية بين صفوف الأطفال منذ بداية شهر رمضان الجاري، بعدد من المحافظات، طفل يدعى محمود علي، أُصيب بجرح قطعي في يده وتهتك أوردة اليد بسبب انفجار "صاروخ" بيده، بقرية قصر الباسل التابعة لمركز إطسا بالفيوم، كذلك أصيب طفل في عينه بسبب الألعاب النارية بإحدى القرى التابعة لمركز منية النصر في محافظة الدقهلية، وتكرّر الأمر في قرية دار السلام التابعة لمركز طامية بالفيوم، إذ فقدت طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات، إحدى عينيها بسبب الألعاب النارية.