ما زال مسلسل الإهمال مستمرا، وأصبحت وقائع الإهمال الطبي بالجملة، والتى شهدتها المستشفيات والمراكز الطبية خلال الأشهر الماضية، والغريب فى ذلك أن قضايا الإهمال لم تعد مقصورة على المستشفيات الحكومية فقط، كما كان معتادًا فى السابق، نظرًا لقلة الخدمات والإمكانيات المتاحة، لكن شبح الإهمال بدأ يخيم على المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة. "المصريون" قامت برصد إحدى الحالات التى تعرضت لوقعة الإهمال الطبى داخل أحد المستشفيات الخاصة، وهى الطفلة ملك إبراهيم لم تبلغ من العمر 7 سنوات، بدأت أحداث الواقعة حين سقطت هذه الطفلة من الطابق الثالث أثناء لهوها أعلى منزلها بمدينة الحوامدية - التابعة لمحافظة الجيزة. تقول نادية محسن والدة الطفلة: "قمت بنقل الطفلة إلى أحد المراكز الطبية فور سقوطها، وقام الفريق الطبي بتقديم الإسعافات الأولية، ونصحني بنقلها إلى مستشفى قصر العينى". تصمت الأم قليلا وتسترجع ذاكرتها وتعود إلى الحديث قائلا "من هنا بدأت المعاناة، بمجرد دخولنا المستشفى أكد لنا الأطباء أنها تعانى من ارتجاج فى المخ نتيجة سقوطها من طابق علوى وارتطام رأسها بالأرض وحالتها مستقرة". وتابعت الأم وهى فى حالة حزن شديد لما أصاب فلذة كبدها: "أصابتنى حالة خوف شديدة على ابنتى، حينما شعرت أن حالتها تتأخر ولاحظت أن رأسها بدأت فى التورم، وكان الجزء الخلفى من رأسها ازداد حجمًا بشكل مخيف، ولم تمر أيام قليلة وفوجئت بأن ابنتي غير قادرة على الحركة". وتستكمل الأم المكلومة ببكاء شديد: "بدأت ملك تدخل فى غيبوبة تستمر بالساعات دون أى معرفة سبب وتفسير من الأطباء المتواجدين داخل المستشفى، حتى دخلت فى غيبوبة تامة وكانت الصدمة الكبرى وقت أن أخبرنى أحد الأطباء إن ملك كانت مصابة بنزيف داخلى بالمخ، والفرق الذى وقع عليها الكشف فى البداية عند دخولها المستشفى وبمنتهى البساطة أجابنى: "معلش مخدناش بالنا إن كان عندها نزيف فى المخ". وتضيف والدة ضحية الإهمال علمت بعد ذلك أن النزيف الذى أصاب طفلتى تسبب فى ضغط على خلايا المخ وتجلط بالخلايا، واستمرت فى غيبوبة لمدة قاربت الشهرين، ثم طلب الأطباء منى التوقيع على تقرير بالموافقة على إجراء عملية جراحية لمحاولة سحب التجمعات الدموية من خلايا المخ، وبالفعل تم إجراء الجراحة لكن كانت المفاجأة أن ابنتى أصيبت بشلل جزئى نتيجة العملية، وبعد مرور 10 أيام تقريباً على إجراء الجراحة طلب منى الأطباء الموافقة على إجراء عمليتين واحدة لشق الحنجرة لمساعدة الطفلة على التنفس والأخرى لإجراء فتحة للمعدة لتسهيل عملية الأكل غير أننى رفضت فى بداية الأمر خوفًا على ابنتى. وتابعت الأم: "أصر الأطباء على إجراء جراحة المعدة لتسهيل عملية تناولها الطعام ومن بعدها كانت حالتها تتأخر يومًا بعد يوم، وعلمت بعدها من طبيبة متخصصة أن ابنتى لم تكن بحاجة لإجراء عملية فتح المعدة لكن الأطباء أصروا على إجرائها بعدها نقلوا ابنتى إلى الطابق الأرضى بالمستشفى"، متابعة: "هناك شاهدت إهمالًا لم أشهده من قبل حتى وصل الأمر إلى خروج مياه الحمامات إلى مكان رعاية المرضى ولم أكن قادرة على تحمل هذا الوضع فغادرت إلى مستشفى آخر خاص". وتستكمل والدموع تسيل من عينها: "بعد مرور أيام فوجئت بإصابة "ملك" بناصور أسفل الظهر، فنصحنى الأطباء بالذهاب إلى مستشفى أحمد شفيق بالدقي، وبعد إجراء العملية ساءت حالة ابنتي، وتأكدت من فشل العملية قمت بزيارة مستشفى الحسين، وهناك أكدوا لى أن العملية تسببت فى تهتك جدار المعدة والغشاء"، وتابعت الأم: "كانت الكارثة الكبرى حين اكتشفنا أن المهبل مفتوح على فتحة الشرج، وعلقت الأم المكلومة باكية: "كل ما أروح مستشفى بنتى تخسر حتة من جسمها سواء مستشفى حكومى أو خاص، وصرفت كل اللى حيلتى ودى بنتى الوحيدة ومش عارفة أعمل إيه".