الغزو الروسي على أوكرانيا: ليالي الحرب تحت الأرض

كانت محطات مترو العاصمة الأوكرانية "كييف" تنقل نحو مليون ونصف المليون شخص يوميًا إلى أعمالهم ومتنزهاتهم، وتقرب مسافاتهم. تبدل كل ذلك بعد يوم 24 فبراير هذا العام. فصارت ملاجئهم للاحتماء من صواريخ روسية تسقط فوق رؤوسهم. لا أعمال ولا حياة ولا خطط قائمة سوى خطة النجاة.
مترو أنفاق العاصمة القديمة الأكثر إثارة للإعجاب بعمقه وممراته ولوحاته أصبح يمثل قصة قاتمة ويجري داخله مشهد غريب ومخيف. هنا أشخاص مُمدَّدة على الأرض الباردة تنمُّ وجوههم عن وقع الصدمة. حولهم معاطف، أغطية، وأطعمة متناثرة. يتناوبون على مقاعد خشبية؛ فتلك هي مساحتهم للنوم. يلتفون حول مقابس لشحن هواتفهم؛ لعلهم يتواصلون مع عائلاتهم أو يعرفون أخباراً جديدة عن هذه الحرب التي باغتتهم. يلعب أطفالهم غير مدركين ما يدور حولهم؛ فحتى الكبار أنفسهم يتحدثون عن أنهم لا يدركون أيضًا ما أصبحوا عليه بين يوم وليلة.
هؤلاء أكثر من 15 ألف شخص؛ معظمهم نساء وأطفال- وفقًا لما قدره عمدة المدينة في اليوم الثامن للغزو الروسي على أوكرانيا؛ تلك الحرب محدودة الجغرافيا واسعة التأثير.
ومن خلال عشرات الرسائل المتقطعة التي صَعب أمرها البطاريات الفارغة والقصف المتواصل والإنترنت السيئ.. نحاول رسم صورة للحياة داخل المترو الذي توقف مساره ليصبح مخبأ لمصريين وأوكران في ليالي الحرب.
ابدأ الرحلة